(الفصل الخامس)
****
ظلت صامته حتى قالت:
- انا مضربتكش على ايدك علشان تيجى معايا والراجل كان قدره يموت
لم يهدأ بل ازدادت هى من غضبه قائلاً:
- انا ماشفتش واحدة باردة زيك بسببك انتى عايزة تروحى مكان فى جنوب افريقيا بالهيلكوبتر ليه يعنى مالها الطيارة كنا دلوقتى هناك او نقول كنت انا هستريح والبشرية لورحتى لوحدك ومـــتٍ كنا ارتحنا منك..
قالت بغضب:
- اما انت قليل الادب انت ماتعرفش انا مين انا..
قاطعها قائلاً:
- عارف انتى ورد ابراهيم الشناوى مش عايز اسمعك تقوليها تانى لانى وربنا لو مابطلتيش قلة ادب هديكى قلم فى وشك يحمر لبقية عمرك،، فاهمة ولا مش فاهمة
- انت ازاى تكلمنى كده
ثم اكملت ساخرة:
- طبعاً،، ماانت مااتربتش وهتتربا ازاى وابوك ميت وامك مبتربيش..
لم يستطيع ان يكتم غضبه فصفعها على وجهها قائلاً بحزم:
- حسك عينك تقولى على امى كلمة واحشة امى عرفت تربينى مش زى ناس بتروح بارات وبتلبس هدوم وحشة،، اتربى الاول وبعدين اتكلمى عن الناس اللى متربتش فاهمة
امسكت بوجنتها التى قام باسم بصفعها وكانت تبكى ورد اثر الصفعة ايضاً كلامه
ثم اكمل قائلاً:
- بصى احنا فى مكان ليعلم بيه الا ربنا يعنى ماتعرفيش احنا ممكن نموت ولا لاء فلو عايزة تقعدى معايا اهلا وسهلاً ولو مش عايزة امشى انا اصلا مش طايق وشك
نظرت ورد اليه بألم وحقد ثم امسكت بحقيبتها وتركته جالساً ينظر الى لا شئ ..
________
قال حسين:
- تليفونه غير متاح
قالت نهلة بخوف:
- ياترى انت فين يابنى؟؟
قال حسين وهو ممسك بيد والدته:
- ماتقلقيش ان شاء الله هيكون بخير
قالت نهلة وهى تبكى:
- خير ازاى اخوك ماتصلش يطمنى عليه اخوك قالى انه هيتصل بيا ياحسين بس مااتصلش وانا خايفة عليه اوى انا حاسة ان فيه حاجة وحشة حصلت بس انا اعمل ايه دلوقتى قولى يابنى..
- ندعيلوا ياامى ندعيلوا..
رفعت نهلة يديها واخذت تدعى بأن تتطمأن على والدها..
_________
انزعج ابراهيم من الاتصال الاخير فقرر ان يرد على المتصل وعندما رد قال:
- السلام عليكم مين معايا؟؟
- وعليكم السلام،، ابر اهيم بيه انا سامح جاسر انا مدير الفندق اللى حضرتك اشتريته
- اه اهلا يابنى فى حاجة،، لتكون ورد ازعاجتكم
- انا كنت هتكلم فى موضوع يخص الانسة ورد
- خير؟!
- الانسة ورد موصلتش الفندق
- قصدك ايه ماوصلتش الفندق؟؟
- يعنى الانسة ورد مجاتش الفندق لغاية دلوقتى
كان ابراهيم خائفاً على ابنته ليكون شئ اصابها فقال ابراهيم:
- بص يابنى ممكن ورد جايه بكره فلو جات اتصل بيا ولو مجاتش اتصل بردوا
- حاضريافندم مع السلام حضرتك
- مع السلامة
اصبح ابراهيم قلقاً على ابنته لانها اذا لم تكن هناك بالفندق ،،فأين هى الان..
________
كان قد احتل الظلام على الجزيرة وكانت ورد خائفة ولكنها لاتريد ان تذهب مع باسم لانها تكره جداً،، على مافعله هى لم تبتعد كثيراً عن مكان باسم فظلت تنظر الى المكان بخوف فهى لم تعدت على ذالك وبعد لحظات سمعت صوت اشياء مثل صوت زائير اسد واصوات اخرى مرعبة فم تتحمل فذهبت ناحية باسم قائلة بخوف:
- انا اسفة انت ممكن تقعدنى جمبك اصلى خايفة
ضحك على رعبها الواضح فأبعد حقيبته قائلا لها:
- اقعدى
جلست بجانبه وهى خائفة من الحيوانا المفترسة: فقال لها:
- انتى كنتٍ خايفة من ايه؟؟
- من الحيوانات المفترسة اللى موجودة هنا.
ضحك باسم،، فقالت بتسائل:
- انت بتضحك على ايه؟؟
- عليكٍ
- ليه؟؟
- لان الجزيرة دى مفهاش حيوانات
- بس انا سمعت صوت حيوانات بجد
- ممكن بتتخيلى بما ان احنا فى مكان بعيد وغريب
- وانت واثق اوى ان هنا مفيش حيوانات
- بصى ياستى احنا فى الجزيرة اللى قولتلك عليها انها قريبة من الفندق اللى والدك اشتراه يعنى احنا فى جزيرة دويكر وهى كانت اصلاً جزيرة للسياح بس ده كان زمان بس دلوقتى مفيش سياح الاانا وانتى هنا..
- يعنى احنا قريبين من فندق بابا ممكن نروحله
- انتى شكلك عبيطة صح احنا فى جزيرة يعنى جوالينا كل مكان هنا ميه ومفيش قارب علشان نمشى فى المية وبالتالى احنا هنفضل هنا، انسة ورد فهمتى
- اه صح
ثم اكملت قائلة:
- طيب هنعمل ايه دلوقتى؟!
- احنا ننام دلوقتى ولما نصحى ان شاء الله هنلاقى حل للموضوع بتاعنا
- انت ازاى هتنام؟
- زى بقية العالم والناس هنام وياريتك تنامى علشان قعدتك كده مش هتحل ايتها حاجة
امسك حقيبته ووجعلها مثل الوسادة ونام عليها،، ظلت تنظر له وهو ينام حتى افيقت على صوته قائلاً:
- لو هتفضلى تبوصى على وشى كتتير انا مش هعرف انام
قالت باستنكار:
- انا.. انا مابصتش عليك خالص
- لا والله طيب نامى دلوقتى
- حاضر
استلقت بجانبه فكانت تنظر الى النجوم:فقالت له:
- عارف ايه احلى حاجة فى الجزيرة هنا؟؟
- ايه هى؟
- النجوم
قال بتعجب:
- النجوم،، ليه يعنى؟!
- اصلها بتنور كأنها مصابيح والقمر كمان مصبــــــــاح كبــــــيـــر
ابتسم لطفولتها فقال لها:
- ياريتك بقى تنامى علشان انام انا كمان
ابتسمت قائلة:
- ماشى
________
كان ابراهيم قلق جداً فأخذ يرن على هاتف باسم وكان غير متاح:فقال بقلق:
- ياترى انتوا فين؟؟
____________
استيقظت ورد اثر اشعة الشمس وعندما نظرت الى جانبها لم ترى باسم فقلقت جداً وقبل ان تنادى عليه جاء اليها قائلاً:
- امسكى شنطتك يالا
- هنروح فين؟؟
- هنـلف الجزيرة
- ليه؟
- عايز اشوف اذا فى شبكة
- برضوا ليه؟؟
- علشان اطمن امى عليا
اكمل وهو ينظر الى الاشجار:
- اكيد هى دلوقتى قلقانة عليا
ابتسمت له فتعجب من ابتسامتها فقال:
- ليه ابتسمتى؟؟
قالت بدون مقدمات:
- يابختك عندك ام بتخاف عليك
قال وهو ينظر الى دموعها:
- طيب يالا نروح
- ماشى
اخذا يسيران فى الغابة وكان باسم ممسكاً بهاتفه حتى وقف فجأة قائلا بفرح:
- هاااه اخيرا لقيت شبكة
ثم اخذ الهاتف يرن حتى رد المتصل قائلا بفرح:
- باسم انت بخير يابنى
- انا بخير ياامى بس انا عايز اقول حاجة تقوليها لـ ابراهيم بيه
- اقول يابنى انت طمنتنى عليك ياقلبى قول
- احنا مش فى الفندق احنا فى...
لم يكمل جملته لان الهاتف فصل: فقال بصراخ:
- يخربيت ده حظ
قالت بتسائل:
- فى ايه
- الموبايل فصل شحن
- انت يعنى طمنت والدتك
- اه
ابتسمت قائلة:
- يبقى متقلقش مدام هى اطمنت انك عايش فهى هتقول لبابا ان احنا مش فى الفندق بس فى مكان تانى وزى ماقولت هو عارف بوجود الجزيرة مش صح..
ابتسم قائلا:
- صح
- طيب نرجع علشان انا خايفة من المكان ده
- نرجع يالا____________________
انتهى الفصل