13

7.8K 274 21
                                    


[ 13 ]
_قالتُها _
------------------------------------------

اشتعلت ملامح الأخيرة بوهجٍ شرس وأخذ الغضب يتصاعد لديها وهي تنهض عن مجلسها غير مصدقة لما قيل لها الآن..! 
ومن مَنْ؟ 
إبنة بائعة التوت كما يقولون '!!!
اقتربت منها وهي تضغط على نواجذها بوحشية.. وما لبثت أن تحررت من صمتها القاتل وهي تهتف بوجهها :
"ماذا؟.. ماذا تقولين أيتها السمراء اللعينة؟"
لاذ بـ "فنار" العناد وتضاعف.. وسارت تقول بتحدٍ صارخ:
"يبدو أنكِ لا تسمعي جيدا.. لقد قلت هيا إلى الخارج.. وأنا لست لعينة.. بل أنتِ واللعنة عليكِ وحدك "!
اتسعت عيناها بدهشة.. بغضب وحقد وقد انفجرت شفتيها.. هذه الملكة "روكسانا "! الجميع ينحني لها إجلالا.. من تلك.. من '؟!!
"فنار"... الملكة "فنــار " حرم الملك شخصياً... الآن فقط شعرت بهذا.. شعرت أنها الملكة وفي حماية حاكم المملكة.. لا خوف.. لن تخاف..
"هيا غادري القصر.. أنا الملكة فنــار زوجة الملك تيم وأقول لكِ إلى الخارج "!
هتفت "فنار" وهي تشير لها ناحية الباب.. فهتفت "جلنار" بضيقٍ شديد :
"فنار؟؟ ماذا تفعلين؟  هل جننت؟"!
فقالت بهدوءٍ:
"هذا حقي.. هذه أهانتني وأهانت أمي الطيبة.. تتحدث وكأنها صاحبة القصر ولم تراعي انها مجرد ضيفة فحسب.. بل وضيفة ثقيلة "!!
"أنتِ حشرة "!
هتفت "روكسانا " وهي تشير لها بسبابتها.. بينما تواصل بشر:
"ولديكِ عقدة نقص.. معك حق فأين كنتِ وكيف الآن "!
"الحشرة هي أنتِ.. كلمة أخرى وسترين ماذا ستفعل بكِ الملكة فنار.. ".
راحت "جلنار" تهدئ من حدة الموقف.. فقالت وهي تسحب ـروكسانا- معها:
"روكسانا تعالي معي.. سأقول لأخي تيم وسوف يقوم بتأديبها "

راح "تيم" يدخل من باب القصر في نفس الحين.. وقال في صرامة متسائلا :
"ماذا جلنار؟ .. ماذا ستقولين لي؟؟ "
أسرعت "جلنار" إليه وهي تقول بعصبية:
"تيم تعال.. فنار زوجتك أزادتها وأهانت روكسانا.. تعال وعَلمها كيف يكون استقبال الضيوف.. يبدو أنها تجهله كما تجهل الكثير".
نظر "تيم" إلى زوجته الغاضبة.. وقال متسائلًا :
"ماذا فعلت فنار؟ "
أجابت "روكسانا" وهي تقترب منه قاصدة :
"انها تصفني أنا بالقمامة يا جلالة الملك.. أنا الملكة روكسانا "!
عقد "تيم" حاجباه وراح ينظر مجددًا إلى زوجته بدهشة قائلًا :
"مستحيل فنار تقول هذا.. لأنها على خلق وتحترم ذاتها قبل أن تحترم الآخرين "
"هذا يعني أنني كاذبة يا جلالة الملك "؟!
"ماذا فعلتِ لها أولا "؟!
قالت "روكسانا " في غضب:
"لم أفعل شيئاً وأمامك جلنار اسألها يا تيم "
تحركت "فنار" من مكانها واتجهت إلى زوجها ثم التصقت به قائلًا بنعومةٍ:
"اسمه.. جلالة الملك تيم.. لا يحق لكِ أن تناديه بـ تيم هكذا دون ألقاب.. لا تنسي ذاتك "!
ثم تابعت وهي تنظر له بشغفٍ:
"أنا فقط من أقول له تيم.. لأنه زوجي.. وحبيبي "
رفع "تيم" حاجبيه بدهشة شديدة.. ثم وضع كفه فوق جبينها ربما تكن حرارتها مرتفعة.. وتهذي '!!
ابتسمت له "فنار" وقبلت كف يده برقة ثم قالت وهي تحاول اغاظتها أكثر:
"حبيبي.. أنا بخير.. لقد زال ألم رأسي "
لم يستطع منع ضحكة خافتة خرجت من فاه وهو يدرك جيدًا أنها تثير غضب روكسانا بتصرفها الذي راق له وبشدة..
ثم قال وهو يربت على رأسها بحنوٍ:
"حمدا لله على سلامتك يا قهوتي "
لم تستطع "روكسانا" الصمود أكثر من ذلك أمامهما.. فهتفت بغضب عارم:
"سأرحل جلنار ولن أدخل هذا القصر مرة أخرى لطالما كان الحاكم ظالم ويمنح لزوجته الحق في ايذاء مشاعر الغير.. اللعنة"
نظر لها "تيم " وقال صارما:
"لقد سألت ماذا فعلتِ لها كي تصفك بالقمامة "
فأجابت "فنار" بدلا منها عليه:
"لقد قالت أن القصر أشبه بالأسواق ولا ينقصه سوى بائعة التوت ويصبح سوقا بحق... هل يرضيك هذا يا حبيبي "؟؟
لم يبد على "تيم" أنه تأثر بكلمتها الأخيرة.. رغم اشتعال النيران بداخله بسبب هذه الكلمة الرائعة التي بعثرت كيانه من الداخل.. اهٍ لو كان وحده معها الآن..
ورغم صموده كان غرقان في عسل عينيها الواسعتين.. ولم ينتبه إلا حينما نادته "جلنار" باستغراب :
"تيم ما بك..؟ "
انتبه وازدرد ريقه وهو يقول بجدية:
"معك.. دعنا ننهي هذا الخلاف الآن.. أنتِ أهانتيها وهي كذلك واعتقد أن لا أحد منكما مظلوم ".
أومأت "فنار " برأسها وهي تحرك كتفيها بدلالٍ :
"أعتقد كذلك يا حبيبي.. أنا لا أريد منها شيء "
سينهار حتما من دلالها المفاجئ هذا.. ماذا بها؟!  انها تنوي قتله الآن وهي تدلل وتكرر كلمة حبيبي.. لم تتفوه بها من قبل وجاءت الآن لتفاجئه بها وتضخ معها قنبلة من الحب والشغف..
حاول ألا ينظر إليها وإلا حملها وانصرف وليذهب الجميع إلى الجحيم..
أما عن "روكسانا " فقد شعرت أنه من الجيد ألا تفسد علاقتها بالقصر الآن.. فلديها المزيد من الخطط التي ستفسد عليهما الحياة.. فلتصبر إذن..
لذا قالت بهدوءٍ حازم:
"وأنا لا أريد منها شيء.. وإن تطاولت عليكِ بدون قصد فسامحيني فنار.. المعذرة".
هزت "فنار" رأسها موافقة وقالت:
"حسناً روكسانا.. لا عليكِ "
"سأذهب الآن.. إلى اللقاء ".
انصرفت "روكسانا " وتبعتها "جلنار".. بينما وقفت "فنار" وهي تزدرد ريقها الجاف تحاول ألا تنظر إلى ذاك الوحش العاشق الواقف أمامها.. تنحنحت بخرج وجذبت "أيريس" معها قائلة بتلعثم:
"بعد إذنك سيدي سأجلس مع أيريس بالغرفة ".
ولم تنتظر أي إجابة منه ومضت بأيريس إلى الحجرة في خطوات متعجلة..
"سيدي؟ الآن سيدي فنار "؟!
همس "تيم" لنفسه وهو يضحك باستمتاع.. بينما يقول متوعدا :
"صبرا فنارتي.. صبرا حياتي "...
------------------------------

مملكة الأسد، بقلم فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن