"البداية"

441 24 1
                                    

استيقظ كل صباح كالعادة، يوم مليء بالتعاسة والكآبة، ونفس الروتين اليومي المعتاد حيث استيقظ واذهب للمدرسة المملة القذرة، الطابور الصباحي المقزز الذي يجبرك على الوقوف في الشمس الساطعة او البرد القارص، والقيام بتلك التمارين المتعبة للجسم والتي تزيد تصببك للعرق في الصيف، حتما ساكره هذا، ادخل القاعة الصفية وانظر في وجه زملائي بالقاعة التي لا تطاق، المليئة بالخبث والغباء، خمسة اشخاص يجلسون في الزاوية اليسرى آخر القاعة، انهم اكثر الاشخاص بغضا بالصف، اولئك المتنمرين والمدخنين، المتذمرين من كل شيء جيد، اذهب للجلوس في زاويتي المفضلة في الصف، الزاوية اليمنى آخر الصف، واسمع احاديث اولئك البغيضين في الجهة المقابلة، فيكون حديثهم كما يلي:
- الرقم 1: " في الامس تعرفت على فتاة مراهقة بنفس عمري، اخبرتني عن نفسها قليلا وهمومها، لا بد انها تكذب، يبدو أنها عاهرة، ساجرب ان اسحبها لاتحسسها وافعل ما اريد معها من امور معيبة".
- الرقم 2: "حقا ! كيف تعرفت عليها؟ اعطني رقمها او حسابها الشخصي للتواصل، آمل ان تقبل بي.
يقوم الرقم 1 باعطاء الرقم 2 بريدها الإلكتروني ويخبره الا يقول للفتاة من اين حصل على بريدها.
يضحكون جميعهم [الرقم 1،2،3،4،5].

احتقرت نقاشهم واحتقرتهم، ربما كانت تلك الفتاة تريد فقط صديقا تثق فيه، ربما لم تكن عاهرة كما ظنها الرقم 1، ربما خذلها الجميع فقررت اللجوء الى صديق من الجنس الآخر، ربما هي ارادت صديق او حبيب رجل وليس مجرد ذكر يخلو من الرجولة قام بخيانتها من اول يوم من الصداقة.

دخل استاذ اللغة العربية الى الغرفة الصفية وافترقوا اولئك الخمسة الى مقاعدهم اخيراً.
- قلت في داخلي: "اخيرا انتهى هذا النقاش المستفز".

الصف مليء بالاصوات الجانبية المزعجة وذلك الاستاذ المسكين الشاب يحاول اسكاتهم واحد تلو الآخر ولكن لا جدوى فنحن جيل لا يحترم المعلمين.

- يغضبني الامر نوعا ما لاني من اشد الناس في احترام وتقدير المعلم، حسنا ابي كان معلما وامي معلمة وجدي معلم وعمي معلم، ليس لدي خيار سوى احترام هذه الفئة، ليس لهذا السبب احترم المعلم، المعلم يعني لي الكثير حقا، لا مجتمع دون معلم.

انتهى ذلك اليوم الدراسي الممل، كانت ست ساعات مملة وكئيبة مثل أي يوم دراسي آخر، لا حيلة امامنا سوى الاستمرار على هذا الروتين الممل حتى نتخرج من الثانوية ونبدأ حياة جديدة بالجامعة، من هنا تبدأ قصة حلمي، او احلامي.

حلم غير مكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن