"اليوم الفاصل"

129 8 0
                                    

ذهبت باليوم التالي لاعيد تسجيل الجامعة واكمال دراستي.
ذلك اليوم الذي قابلت به الفتاة التي ستغير حياتي، المعذرة ستبدأ قصة حبي.

في ذلك المكان المخصص للتسجيل والاوراق الخاصة  للجامعة رأيت فتاة قصيرة، طننتها احد المستجدين فقلت لها: لو سمحتي هذا المكان للقدماء يمكنك الذهاب الى اليمين للجدد.
يا الهي نظرت الي باستحقار وقالت: عفوا ! لماذا تظن اني جديدة؟ اهو بسبب طولي؟
قلت لها: اجل انتي قصيرة على ان تكوني كبيرة.
قالت ودموعها على وشك النزول: ليس ذنبي انك عملاق ! ما فائدة حجمك اذا لم تستطع تحمل رجولتك؟

وذهبت وطرقت الباب بقوة.
لم اتوقع ان اغضبها لذلك الحد ولكن لم اقصد.

في اليوم التالي تفاجأت انها في نفس قاعتي !
دخلت الى القاعة ونظرت اليها جالسة في مؤخرة القاعة عند الزاوية اليمنى، نعم في مكاني المفضل.

ذهبت وجلست بجانبها لانه مكاني المفضل ولم اعطيها اي اهتمام ومن الواضح انها لم تعطني اهتمام أيضا.
رائع.
في نصف المحاضرة، بدأت اشعر بالملل والنعاس.
نظرت إلى الفتاة ولفت انتباهي انها تضع سماعات الأذن وتسمع بعض الاغاني.
ركزت بها اكثر وانتبهت ان بها مواصفات فتاة احلامي، (شعر متوسط، قصيرة القامة، نحيلة، شعرها بني، لبسها جميل ومرتب، الخ...)

قلت في نفسي لا بد ان اتقرب منها.
انتظرت حتى نهاية ذلك اليوم وخروجنا من القاعة فمشيت ورائها حتى وصلنا موقف الحافلات، ناديتها باسمها(روز) قالت تفضل ! أخبرتها اني آسف على ما حصل في اليوم السابق وطلبت المسامحة.
قالت حسنا اعتذارك مقبول ولكن لم اسامحك، وذهبت.
جلست في حيرة من أمري ذلك اليوم واتسائل كيف اجعلها تسامحني؟
قررت، سوف اتقرب منها كثيرا.

مرت ايام عديدة أراها امامي يوميا ولا اقدر على فعل شيء، حتى ذلك اليوم الذي طلب فيه البروفيسور مشروع علمي مشترك مع الطالب الذي يجلس بجانبك، با للمفاجأة انا وروز بجانب بعضنا وهي شريكتي بالمشروع.

انها فرصتي.
استغليت المشروع لطلب رقم هاتفها للتواصل والعمل معاً.

ارسلت لها صورة للمشروع وطلبت رأيها في ذلك الوقت وابدت اعجابها به، واخذ بنا الوقت نتكلم حتى اعتذرت مرة اخرى عما حدث بيننا، هذه المرة كان الأمر مختلف حيث انها قد سامحتني.

جميل، سوف اتكلم معها اكثر، ولكني اخذت قرار ان لا ادخل في اي علاقة قبل اخبار الطرف الآخر عن الحادث المأساوي الذي حصل معي.

اخبرتها وكنت متوقع ان تصفني بالقاتل ايضا، قالت سأذهب للنوم.
ظننت ان أملي قد تلاشى.

في اليوم التالي رأيتها في القاعة وتعلو وجهها ابتسامة تحمل املا بالحياة وتعطيك شعوراً رائعا.
احمر وجهي في تلك اللحظة، جائت وصافحتني وقالت كيفك 0؟
- انا بخير، كيف حالك انتِ؟
- انا جيدة ومفعمة بالنشاط اليوم، شكرا لك على عمل امس.
- لا تشكريني على واجب، هل يمكنني سؤالك عن رأيك في...
قاطعتني وقالت: اسفة اني ذهبت ليلة أمس، لم أستطع تحمل قراءة كلامك وبدأت بالبكاء، انت لست قاتلا، انه مجرد قدر.

امتلأت عيوني بالدموع، اردت البكاء، اردت الصراخ حقا، لكني ادركت وضعي ومكان تواجدي بالجامعة.
نظرت الى عينيها، رأيت لمعة، رأيت دمعة تلمع من اشعة الشمس.

تبا، لقد توترت، ماذا افعل !
- حسنا هل يمكنك الهدوء رجائا؟
انا اتفهمك ولكن اجلسي ارجوكِ.
- حسنا انا اسفة.

مرت الايام، اكلمها يوميا ونخرج سوياً الى مقاهي ومطاعم، مرت سنة كاملة على هذا النحو.
وقت الاعتراف.
على الهاتف:
- روز، مرحبا كيف حالكِ، هل يمكننا الخروج اليوم مساءا هناك شي اود اخباركِ به.
- حسنا، سوف اكون في ذلك المكان في الساعة 8.

جلسنا على الطاولة، طلبت القهوة وهي طلبت مشروب غازي كالعادة نوعا ما.
قالت لي: حسنا، ماذا كنت تريد أن تخبرني؟

حسنا انا احب الصراحة، فاخبرتها اني احبها دون مقدمات.
ابتسمت وقالت حسنا؟ هذا كل ما لديك لتخبرني به؟

احمررت خجلا وقلت اسف، اجل.
قالت لا عليك، اعلم انك تحبني، للأسف انا ايضا وقعت في حبك.

تبا، انها حقا اجمل ليلة منذ سنوات.

حلم غير مكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن