بعد تلك الكلمة ، أحسّ عمر بالحياة ، إنها قد قتلتهُ و جعلتهُ يعيش من جديد .. كلمةٌ قاتلة من امرأة يراها فاتنة ، لقد ضرب القلب قفصه الصدري بقوّة على أمل الخروج و اللجوء إليها ، لقد صَمت عمر لمدة عشر ثواني و عيناهُ ساقطة على عيناها ، لم يعرف أبداً ماذا يقول ، لأنه يعلم بأن ما في داخله لا يوصف بالكلمات ، بعد تلك العشر ثواني التي أحيَت فيها أودري حياة عُمرٍ من جديد ، ذهب وعانقها لعلّه يشارك ما في داخله معها .
رأوه الناس باستغراب ، ماذا يفعل هذا أمام العامة ؟ لكنه لم يبالِ بهم أبداً ، وانتهى العناق الذي اعتبره الطرفان صُلحاً بعد حرب الصمت تلك ، وردّ عمر على أودري : وكيف لا أحبكِ أنا ؟
خرج عمر من المقهى و توجّه إلى محاضرته التي قد تأخر كثيراً عنها ، و بعد المحاضرة اتفق مع محمد أن يتعشا الأثنين في أحد المطاعم ، وكان محمد مستغرباً من طلب عُمر للعشاء ، حيث ان عمر شخص انطوائي من النادر جداً أن يطلب الخروج ، فمعروفٌ أن إذا خرج عمر مع محمد .. فمحمد هو من طلب الخروج .
عند العشاء أخبر عُمر محمداً إنه قد رأى أودري من جديد ، ولكنه لم يخبره بأنها قد اعترفت بالحب له ، فهو أراد أن تكون قصة عشقه محفوظة في قلبين فقط ، قلبها و قلبه .
سأله محمد عن ماذا دار بينهما في المقهى ، فعُمر قد أخبر محمداً إنه معجب بها ولكنه نسى ناهيكم عن إنه لن يذكر له ماذا حدث بالحقيقة .
أجاب عُمر : في الحقيقة لم نتحدث سوى عن بعض المواضيع وعن بعض الروايات .
محمد يعلم بأن عمر قد كذب عليه ولكنه يتفهم ذلك ولهذا لم يكمل الحديث لأنه يعلم بأن عمر سيفضح نفسه بنفسه ، فقال له : كيف الدراسة معك ؟
أجاب عمر : الدراسة جيّدة ولكنني في هذه الفترة أشعر بعدم التركيز وانشغال البال .. أنا حقاً لا أعلم السبب (في الحقيقة هو يعلم)
قال محمد بينه وبين نفسه : يا الهي ماذا فعلت تلك الأنثى به !
عمر : ماذا ؟
محمد : لا لاشيء إنني أكلم نفسي فقط !
عمر : اوه حسناً
محمد : ما رأيك بأن نجلس في مقهى ما بعد العشاء ؟
عمر : لا أظن إني استطيع
محمد : لماذا ؟
عمر : يجب أن استيقظ باكراً
محمد : يا الهي أنت تستيقظ باكراً كل يوم في نفس الوقت والآن تقول يجب أن استيقظ باكراً !!!
أنت تقرأ
يا خيال واقعي و واقع خيالي
Romance"سمعنا كثيراً أن الحب يولّد الجنون ، و لكن هل سيستطيع الجنون أن يولّد الحب ؟"