"البارت الثالث"
تعلَّمتُ الكثير من أحاديث عمتي ، ماذا يفضِّلُ أحمد ..؟
ما الذي يحب أكله،شربه..و حتى ملابسه و اللون الذي يميِّز ...
ناهيك عن معلومات الطبخ الإرتجالية التي تقدمها كلُّ النساء ...وضعت الماء ليغلي ببعض اللحظم و اتجهت ُ لأتمعن بما تعمله عمتي من خلطة بصل محَّمر و بطاطا مقليه مع بعض الخضار المقطعة على الشكل المربع...
إنَّ أفكارها البسيطة أذهلتني حقا ، و بالتأكيد سأستفيدُ منها ...
دخلت أماني متبخترة و اقتربت من الفرنِ متفحِّصة ما عليه، و فتحت غطاء اللحم لتبتسم بشر لم أرتح له سائلة لي شخصيا...-مهى، انظري ..ألم ينضج اللحم ؟
أدرتُ حدقتي بغيظ و زفرتُ استياءً بينما أجابتها أمُّها
- اللحمُ لا ينضج بهذه السرعة يا ابنتي ، اصبري قليلاً عليه..-لكنَّ لون اللحم كالمطهي ، إلَّا إن كان به شيئ غريب ..انظري .
هذا ما قالته و هي تجرُّني بسرعة نحو الفرن و تتركني غير تاركةً لي مجالَ التوازن ...
••••••••••••••••••
••••••••••••••••••الأملُ الذي يتحدَّثُ عنه والدي لشفائي ، لم يكن سوى سرابٍ في نظري ...
كلماته المفعمةِ بأملٍ يبعد اليأس هي ما كانت تشير لإيجابية حديثه و هو يستلقي على الأريكةِ التي تقابلني بأريحية..
- لقد تحدَّثتُ مع أكثر من طبيب ، و أرسلتُ صور ملفك الطبي لأطباء غربيون ...إنَّهم يأملون بشفائك بعدَ تلكَ العملية الجراحية .
تنهدتُ لسماعِ هذه الكلمات التكرارية ثمَّ قلت..
-أبي، إنَّ احتمال نجاح هذه العملية لا يتعدَّى الثلاثون بالمئة و قد بحثتُ عن الأمر بنفسي ..هؤلاء الأطباء الذين لا تهمهم سوى كومة النقود لن أسلِّمَ نفسي لهم .اعتدل جالساً باسطا ذراعيه على جانبي جانبه و عينيه تنصبان تركيزها علي
-أحمد، قدميك هذه قد تعودان للحراك و الإحساس ..أتعي هذا ؟!..إن لم تنجح لن تخسر إلا رزمة من المال ، لكن إن نجحت فسوف تستعيد عافيتك .أشحتُ وجهي متجاهلاً التفكير الجدي بهذا الحل ليغيِّر والدي المبحث ...
- هل هذه الفتاة تقوم بما يجب ..؟لحنُ والدي الحاوي للتحقيرِ و الغضب أفهماني مقصده ، فأجبت على غرار ذلك...
-إن كنت تقصد تكفيرها عن ذنب والدها ،فهيَ تفعل و أكثر ... لكن ذلك لا يرضيني بقرار الزواج هذا ، لم أكن بحاجةٍ لها ...أنتَ تعلم أنِّي كنت أرغب بالـ....لم أتمم حديثي ،و سببُ ذلك صرخةٌ مجنونة قد قاطعتني ...
أخذتُ أدير عجلة المقعد الذي يحملني بسرعة حتى اصطدمت بالحائط الجانبي الذي قابلني لعدم تحكمي الجيِّد ، فسارع والدي بالإمساك بي ...
كنتُ متلبكاً لما سمعت ، فعدتُ أمشي متجهاً نحو المطبخِ الواقعِ بالجانب الأيسر بجانب باب الشقة القهوائي ...
كانَ ذلك صوتُ مهى الصارخ بجنونٍ ينبئني بالشؤم ، و هذا ما أُثبتَ لي بعدَ عبوري من بابِ المطبخ لأرى ذلك المنظر الذي قطع عليَّ سلسلةَ الصمتِ أمامها و أنا أنطق منفعلاً ...
- ما الذي يجري هنا؟!؟!؟!
أنت تقرأ
لجمال حياة رسمتها الأقدار نسعى
Ficção Geralحكاية عن حادث مروري يجر لزواج غير متوقع و ما بعده من أحداث و عوائق