لماذا؟

41 4 13
                                    

لسـُت مستعدة للقاء الماضي لسـُت مستعدة لأسترجاع ذكرياتي كيف يمكنني ان أضع عيني في عينيّ اختي بعد عشر سنوات من مفارقتها لقد خُنتها لم اسأل عنها انا لا اذكر ملامحها حتى تشتت صورتها في عقلي تماماً لا اتذكر منها سوى صورتها وهي تضحك في عمر الثامنة ودموعها لحظة وداعنا ... لحظة الحقيقة تقترب هل سألتقي بأختي أم بنيت توقعات من مخيلتي لا صلة لها بالواقع أم أن {رحمة} سافرت الى مكان مجهول كما قالت لي الآنسة {مروى} و على الاغلب بأن هذه الفتاة تعرف اختي.

اغلقت {مودة} دفتر مذكراتها ووضعته بصندوق اشبه بصندوق مجوهرات كانت تحرص على هذا الدفتر كأنه كنزها الثمين والوحيد ..

اتجهت للخزانة وغيرت ملابسها وارتدت كاجوال بلون اسود مع معطف ابيض وارتدت قفازات سميكة .. انه نوفمبر شهر المطر والذكريات والحنين والبرد والمرض {مودة} تدخل في موجة اكتئاب ومرض من هذا الجو ..

فتح لها السائق الباب الخلفية للسيارة
{مودة}:- الى مقهى {النيدو} لطفاً.

انطلقت السيارة والضباب يملئ الارجاء وكانت {مودة} كعادتها تجلس بقرب النافذة تراقب اللاشيء تراقب العدم فقط ترى الضباب غارقة في بحر من الأفكار وسيول مخيلتها تأخذها يميناً وشمالاً

توقفت السيارة وانطلق السائق يحمل مظلة وفتح الباب لـ{مودة} ترجلت مودة ودخلت المقهى
........................

كانت تجلس في الزاوية تحمل جريدة تغطي بها وجهها لاتظهر منها سوى عيونها مرتدية معطفاً بنياً قاتماً، تراقب الأجواء فقط وكأنها متحرية سرية أرسلت من الأمم المتحدة نعم إنها {رحمة} او كما ارادت اسمها {نايا} سمعت صوت الباب يُفتح انزلت الجريدة لأسفل عيونها لترى من القادم وعندما رأت رفعتها فوراً

تقدمت {مودة} وجلست في طاولة فارغة

{مودة}:- يبدو انها لم تأتي بعد انا أتيت اصلا قبل موعدي.

بقت {نايا} تسترق النظر لها من بعيد دون السماح لها برؤيتها تتعمق بحركاتها وتفاصيلها ارادت إن تجعلها تنتظر قليلاً او ان تذيقها مرارة الأنتظار من الكأس الذي شربت منه ولو جرعة بسيطة

ثم فكرت عن سبب سؤالها عنها خصوصاً بعد كل هذه السنوات فلماذا تتركها فجأة و الان تبحث عنها فجأة

ثم قالت في نفسها:- يبدو انها مريضة يا الهي مازالت مهملة كعادتها.
ثم ابعدت هذه الافكار عن رأسها وقالت بأنها بدأت حياة جديدة ولا يجب ان تهتم بمن تركتها.

أما {مودة} فبقيت تنتظر {نايا} لعلها تجد عندها طرف خيط يدلها بأختها.

النادل:-اهلا بكِ آنستي ماذا تطلبين؟
{مودة}:- كأس ماء دافئ لو سمحت
النادل :- حسناً ..

وشاءت الاقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن