بعد سنوات
كانت زينب بمنزل والديها مع ابنها حسين البالغ من العمر عشر سنوات و ابن عاصم شكري فهي تشك بأمر زوجها فمن أين له بكل تلك الأموال ؟؟؟؟!!!!
بعد كل ما حل بالبلاد فلا عمل و الأحوال الإقتصادية تنهار أكثر يوما بعد يوم لكن زوجها يحضر لها ما تشاء و هي بدأت بالقلق و الشك به و كل مرة تسأله عنها يخبرها أنها تبالغ بردة فعلها لا أكثر و أن عمله من يحضر له كل تلك الأموال التي ينفقها عليها و علي ابنها و لا يمكنها تصديق حديثه الغامض معها
أتي عاصم لمنزل والدي زوجته ليتحدث معها لا يمكنه اخبار زوجته أنه يعمل بالمخابرات المصرية و في العمليات العسكرية أيضا هو مضطر للكذب و اخبارها أنه مجرد موظف عادي لا أكثر
لقد تمكن عاصم من تجنيد رجال داخل إسرائيل و لكن ليسوا كالأخرين فأولئك الأشخاص داخل أماكن حساسة بإسرائيل في الجيش الإسرائيلي و حتي الموساد و أصحاب النفوذ لقد وصل لهم مما سبب رعب كبير بإسرائيل لكون المخابرات المصرية تفوز دوما و تعلم أدق أسرارهم و سجلت ضدهم الكثير و الكثير حتي و إن اقنعوا العالم بخلاف ذلك
عاصم بحزن مصطنع : بقي كده يا حبيبتي تسيبي جوزك و تمشي ؟؟؟!!!!
زينب برجاء : عشان خطري يا عاصم قولي الفلوس دي بتجبها منين ؟؟؟!!!
عاصم بمزح : حرامي
زينب بصدمة : ايه ؟؟؟؟!!!!
عاصم بجدية : احنا متجوزين من عشر سنين و طول الفترة ديه شيفاني بصلي و بقرأ قرآن و بحفظ حسين و بعلمه الأخلاق و القيم و الدين الإسلامي الصحيح تفتكري بعد كل ده ممكن أغلط ؟؟؟؟!!!!
عايزك تعرفي إني جوزك عمره ما عمل حاجة غلط و دايما مفيش حاجه في رأسه غير بلده اللي يموت عشانها
زينب بهدوء : طيب ممكن تتكلم مع حسين عشان زعلان منك
دخل عاصم ليجد ابنه جالس علي الفراش و لا ينظر له و يبدو أنه بالفعل كما قالت والدته له أحضر كرسيا ليجلس أمامه و قال : يا تري ايه اللي مضايق حضرة الضابظ ؟؟؟؟!!!!
كان حلم حسين أن يكون ضابط و قد كان والده يشجعه خلاف والدته القلقة علي ابنها كما كل الأمهات : كل اللي معايا في المدرسة بيفخروا بأهلهم إنهم في الجيش و بيحاربوا عشان مصر و بيقولوا اللي مش بيحارب يبقي جبان أنا قلتلهم بابا مش جبان أبدا و كونه موظف و مش بيساعد مش معناه كده بس هم فضلوا يتريقوا عليا و إن حضرتك ملكش في السياسة و لا مهتم حتي رغم إن الكل عارف إنك مترجم كبير و لك اسم بس عمرك ما اتكلمت عن اللي بيحصل
بابا هو بجد أنت مش مهتم بالبلد و اللي بيحصل فيها ؟؟؟؟!!!
ليه مش بتحارب عشاني و عشان مصر ؟؟؟؟!!!!!!
عارف يا بابا نفسي أبقي ظابط عشان أحارب و اطردهم من مصر
عاصم بتسأل : بتحب مصر يا حسين ؟؟؟!!!
حسين بحزن و هو يخفض رأسه : طبعا يا بابا بلدي و نفسي تبقي أحلي بلد في الدنيا كلها نفسي أفخر بيك و باللي بتعمله عشانها
أمسك عاصم وجه ابنه بين كفيه و هو يقول بجدية : أوعي توطي رأسك أنت ابن عاصم شكري جايز متفهمش كلامي دلوقتي بس لازم تعرف إن أبوك دافع عن بلده للآخر و عمل اللي عمر ما حد يقدر يعمله و هيفضل يعمل عشانها
وعد مني يا حسين لك و لكل اللي بحبهم يوم ما هموت هخدهم معايا و مش هيفضلوا فيها حقير و خسيس واحد منهم
خليك دايما رافع رأسك و قول دايما أنا ابن عاصم شكري فاهم أبوك مش قليل و هيجيب حقك و حق اللي راحوا عليها غدر و خيانه
تلقي عاصم رسالة من شالوم الذي يعمل بجهاز الموساد الإسرائيلي و الذي يكاد يجن حين علم بوصول جواسيس مصريين لمناصب هامة بإسرائيل و أن كل الأسرار تكشف و ستكون النهاية و لكنه أيضا له جواسيس علم منهم أن عاصم شكري هو من كون الشبكة العنكبوتية التي تنتشر داخل إسرائيل و تسبب خسارتهم للحرب و المعركة و عن عمله بجهاز المخابرات المصرية و صار مطلوبا هناك بأي ثمن معلوماته التي يملكها و من جندهم ثم قتله لتثبت إسرائيل نفسها و قوتها علي المخابرات المصرية بقتل أهم شخص بها
و قد ذهب عاصم وحيدا للقائه رغم كل التحذيرات من الآخرين لكنه كما قال لابنه محارب و سيحارب حتي موته و سيفعل لن يترك حبيبته بيد حقير خسيس سولت له نفسه تدنيسها بكل حقارة و كما قالوا دوما