وبدأت المعركة

155 3 6
                                    

ضحكات يامن ملات اركان الحديقة وهو يركض  والكلب يركض خلفه ملاعبا اياه  فجأة اصطدم يامن بشخص كان يقف قرب شجيرات الورد  ارتد بسرعة خائفا وهو يكتشف انه جده  الكبير  تراجع الى الخلف وقال بتردد ووجل
- اااانااا  اااسف 
وكان الخوف قد تملك منه نتيجة القسوة على وجه الجد
اقتربت ورد بهدوء وهي ترى الوضع الذي فيه ابنها  يقف خائفا وجده يقف جامدا  بدون اي تعبير
وضعت كفها على كتف يامن وقالت
- صباح الخير يامن   اذهب يابني وتناول الافطار مع بابا
انطلق الفتى يركض وكأنه كان ينتظر هذا الخلاص
رفعت ورد عيناها الي سالم  وقالت
- يبدو بأنه مقدرا لنا ان نلتقى ثانية ياسيدي
زمجر جمال  غاضبا وضرب الارض بعصاه وهدر قائلا
- ماذا تفعلين هنا  ؟ ولماذا عدت الى حياة رامز  مرة اخرى  ؟
ابتسمت ورد بهدوء  وقالت
- رامز زوجي وسيظل حبيبي وزوجي طالما انا حية 
صرخ جمال بحقد
- زوجك !!!! لا يمكن ان اسمح بذلك مادمت حيا
اتسعت ابتسامة ورد وعقدت ذراعيها على صدرها قائلة في تحدي
- ها أنت مازالت حيا وانا مازالت زوجة رامز وحبيبته الوحيدة وام ابنه
التفت وغادرت الحديقة وتركت جمال خلفها يغلي من الغضب كيف تتجرأ انه تتحداه جمال الملياردير تتحداه هذه الفتاة
دخلت ورد الى غرفة الطعام ورأت يامن ورامز يتناولان الافطار في جو من المرح والضحكات تأملت هذه الصورة التي لطالما حلمت بها ولكنها تذكرت ان هذا سينتهي بعد ان ينفذ رامز خطته ثم وضعت يدها على قلبها النابض بعنف وهي تتذكر ماحدث بينهما الليلة السابقة
ماذا لو حدث ما تخشاه
رفع رامز راسه ونظر الى ورد ورأها وهي في عالم اخر مع افكارها تأمل هذه الجميلة الناعمة تأمل حبيبته ومالكة قلبه وردد بداخله
- ليتك تعلمين ياورد كم احبك
نادها بهدوء
- ورد ورد مابك ؟
التفت اليه وقالت في شرود
- اعدرني يبدو انني سرحت قليلا
اقتربت من كرسيه ومالت عليه هامسة
- رامز يبدو بأنني اغضبت جدك قليلا
لكن رامز لم يكن منتبها لما قالته وانما كل احساسه كان مشدودا مع اقترابها منه وشعوره بحرارتها وعطرها من حوله وهمسات صوتها في اذنه
وتذكر الليلة السابقة عندما كانت في احضانه
بدأت دقات قلبه تتعالى وهو يتذكرها بين يديه وفي احضانه كم كانت مثيرة ثائرة مشتاقة وكم كان هو في امس الحاجة اليها والى وجودها بقربه
التفت اليها مما جعل وجهه مقابلا تماما لوجهها ورفع كفه ووضعه على خدها مربتا بهدوء
- لا تقلقي لقد سمعت حواركما عندما خرجت اناديك للفطور وارى بأنك تصرفتي بطريقة رائعة اكثر مما كنت اتوقع
حدقت ورد في عيناه ونزلت بنظرتها على شفتيه وهي تشعر بما كانت تفعله بها هاتان الشفتان ليلة الامس
ابتعلت ريقها بصعوبة ورفعت نفسها وقالت
- جيد لقد خشيت ان اتسبب في خطأ في خطتك
جذبها رامز من يدها لتجلس على الكرسي المجاور وقال
- بالعكس سوف يخدمني كلامك كثيرا
التفت اليه ورد وقالت برجاء
- رامز ارجوك يجب ان افهم لا اريد ان يتأذى رامز مما يحدث لقد اصابه الفزع صباحا عندما اصطدم بجدك في الحديقة
التفت رامز يتأمل يامن وهو يداعب الكلب عن باب شرفة غرفة الطعام المطل على الحديقة وقال
- لا تقلقي يامن صبي رائع وسوف يساعد وجوده في تغير امور كثيرة
وسأطلعك على كل شئ حتى تكوني في الصورة ولكن ليس الان لدي عمل يجب ان انجزه
نهض واقفا ونهضت معه ورد بسرعة وارتباك بدون تفكير
مما تسبب بإختلال توازنها قليلا فمد رامز يده وامسك بمرفقها ليسندها
فألتقت عيونهما
اقترب منها وشدها بهدوء اليه وبيده الاخر رفع وجهها اليه ومال عليها ليضع شفتيه على شفتيها في قبلة ساخنة افقدتها توازنها وانفاسها
ابتعد قليلا والصق جبينه بجبينها وهمس لها
- اهدئي سيكون كل شئ بخير
ثم التفت وخرج من غرفة الطعام
تأملته ورد وهو يسير بإتجاه المكتب  وكانت خفقات قلبها تتناغم مع انفاسها المتسارعة
- كم احبه كم اعشقه انه روحي التي عادت الي 
التفت الى يامن وداعبت شعره بمحبة وقالت
- اذا انتهيت من الافطار هيا الى غرفتك لنراجع بعضا من دروسك
نظر اليها يامن عابسا وقال في تذمر
- ماما السنا في اجازة ؟
احتضنته بمحبة وقالت ضاحكة
- نعم ولكن لابد من المراجعة قليلا حتى لا تفوتك الدروس مع اصحابك وبعدها اعدك ان ادعك تلعب كما تشاء
قفز يامن فرحا وقال بحماس
- اذن هيا بنا دعينا لا نضيع الوقت
وانطلق راكضا امامها يصعد الدرج
سارت بتهمل خلف يامن وهي تفكر كيف ان صحة يامن قد تحسنت كثيرا خلال الفترة البسيطة التي اقاما في القصر
عندما وصلت الى غرفة يامن سمعت حوارا غريبا
- هل تحب كتب التاريخ ؟
- نعم جداااا ماما اهدتني كتاب الاساطير التاريخبة في عيد ميلادي
صوت ضحكات رجولية
- ما رأيك ان تزورني في مكتبي هناك العديد من كتب التاريخ
صفق يامن  بحماس وقال
- نعم نعم  شكرا شكرا يا جدي
واختنقت صوت ضحكات الجد وكأن يامن كان يعانقه
- لا تخبر احدا ان هذا سرنا
- حسنا ثق ب يامن
ثم سمعت خطوات الجد وصوت عصاه بإتجاه الباب فأختبأت خلف الزواية وانتظرت الى ان خرج من غرفة يامن وسار بإتجاه غرفته
ابتسمت ورد وقالت
- لعلها بداية مبشرة بالخير
ثم طرقت باب غرفة ابنها ودخلت اليها ليراجعا الدروس سويا وقد كان يامن في عجلة شديدة وكأن لديه موعد هام جدا وعرفت ورد السبب في هذا انه زيارة مكتب الجد الكبير
------------------
بعد العشاء وعندما صعدت ورد الى حجرتها  سمعت صوت انين صادر من غرفة الجد
اتجهت نحو باب الغرفة ولكنها ترددت ولكن عندما زاد صوت الانين فتحت الباب ودخلت لترى الجد وقد سقط بجوار سريره وعصاه بعيدة عنه ويمسك بساقه متألما
نظر اليها بغضب وقال
- ماذا تفعلين هنا ؟
تجاهلته ورد واسرعت اليه تطمئن على حال ساقه قبل ان تنادي رامز
مسدت الساق بيدها الناعمة بهدوء للتتأكد انه لا يوجد كسور 
ثم مدت يدها اليه لتساعده على النهوض ليستقر على سريره
نظر الي يدها بغضب سرعان ما تحول الى حيرة
ومد يده بتردد يمسك يدها ويستند عليها
ساعدته ورد في النهوض ببطء واجلسته على سريره ورفعت قدميه الى السرير واضعة وسادة تحت ساقه المتضررة
ثم اتجهت نحو الحمام واحضرت مرهما مسكنا للالم توقعته انه يستخدمه وكان تخميناها صحيحا
جلست تحت قدميه ورفعت سروال بيجامته وبدأت تدلك قدمه بهدوء وبراعة وبحركات ناعمة
كان الجد يتأملها وهي تجلس تحت قدمه تدلكها مذهولا  من هذا الفتاة التي رغم كل شي تقدم له المساعدة بنفس راضيه 
استمرت ورد تدلك ساقه الى ان خف الالم
ثم نهضت وقالت بهدوء
- سأحضر لك مسكناً وكوبا من الماء
ثم لم تنتظر منه جوابا انطلقت نحو الباب وعادت بعد دقائق تحمل كوبا من الحليب المحلى بالعسل وكوب ماء مع مسكن
وقدمت اليه الدواء
والذي شربه بهدوء وصمت مطبق
ثم ناولته الحليب وقالت برزانة
- تناول هذا ؟
رفع نظره غاضبا وقال
- انا لست يامن اشرب الحليب
ردت ورد بهدوء
- الحليب سيساعدك على النوم بأرتياح ارجوك تناوله
نظر اليها شرزا ثم تناول منها الكوب
- حسنا سوف اذهب الى غرفتي اذا احتجت الى شئ ارجوك نادني سأكون هنا فورا
واعطته ظهرها مغادرة الغرفة والجد ينظر اليها مذهولا من تصرفاتها
ثم نظر الى كوب الحليب في يده
ورفعه ليتناول منه رشفة وعندما شعر بطعم العسل اعجبه الطعم فتناول الكوب كاملا
استلقى على سريره مفكرا عن طريقة تعامل ورد معه وهو في هذه الحالة
ولكنه لم يطيل التفكير. فقد غفى بعد ان تسللت الراحة الى جسده
فتحت ورد باب غرفتها. وتقدمت حتى وصلت الى شباكها المطل على الحديقة التي كانت اغصان اشجارها تتمايل بدلال مع النسمات الليلية تحت ضوء القمر
احست به وهو يقترب منها وانفاسه تلفح زوايا عنقها من الخلف ويداها تلتف حول خصرها
لتسمعه يهمس بشوق
_ اشتقت اليك
التفت ورد بين ذراعي رامز. لترى في عيناه عشق الكون بأجمعه. فرفعت ذراعيها حول عنقه واقتربت منه هامسة
- ليس كشوقي اليك
تأوه رامز بلهفة واحتضنها بقوة بين ذراعيه. ليغيبا عن العالم في ملوكات لحظاتهما الخاصة

يعيش بداخلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن