الفصل التاني

8.5K 281 31
                                    

احمد : ايه سبب التأخير ده يا انسه
ستوب
احمد : شاب في السادس و العشرين من عمره مرح للغاية و لكن جاد عند اللزوم لديه مكتب محاماه كبير ذا بشرة قمحاوية و عيون باللون البني الغامق لديه عضلات خفيفة
نرجع
حور : اسفة جدا بسبب التأخير ده بس يعني دي نص ساعة مش حاجة كبيرة اوي علي كل ده
احمد بضيق : انتي غلطانة و كمان شايفة انك مش غلطانة مفيش حاجة هنا اسمها دي نص ساعة احنا مش بنهزر هنا لو وراكي محكمة و روحتي متأخر هتقوليلهم معلش دي نص ساعة ده اسمه استهتار يا انسه حور و لا انتي ايه رايك
حور بضيق : ايه كل ده و بعدين في ايه دي مجرد نص ساعة و احنا مش في محكمة هنا
احمد بغضب : اللي بيتعود علي حاجة بيفضل عليها
شردت حور قليلا متمتمة في نفسها
حور في نفسها : ايه يا ربي جو المدارس ده ده انا حساه شوية و هيضربني لا مدارس ايه ده عدي المرحلة دي انا حساه اني بكلم ماما
احمد بصوت عالي : روحتي فين يا آنسة
فاقت من شرودها علي صوته
حور بارتباك: معلش اسفة سرحت شوية اوعد حضرتك ان ده مش هيتقرر تاني
احمد بضيق : اتمني ان ده يحصل
ثم ضغط علي زر ما لتأتي له فتاه ما
الفتاة : تحت امرك يا فندم
احمد : خدي الانسة و وريها شغلها و اللي هي المفروض تعمله
اومئت الفتاة برأسها بهدوء
ثم نقلت بصرها الي حور قائلة بهدوء
الفتاة بهدوء: اتفضلي معايا
ذهبت معها حور دون النطق بكلمة واحدة
و ما إن خرجت حتي زفرت براحة قائلة بضيق شديد
حور بضيق شديد : ايه الغوريلا اللي قاعد جوا ده مستحملينه ازاي ده
ضحكت الفتاة بخفوت مرددة كلمتها بدهشة
الفتاة باستغراب : غوريلا
حور بضيق : ايوه يا بنتي انتي مش شايفة عامل ازاي ده غلب المدرسيين في المدارس يا بنتي الأوفر ده عمل شو علشان مجرد نص ساعة
ضحكت الفتاة مجددا قائلة
الفتاة: لا يا ستي هو مش غوريلا و لا حاجة هو بس مبيحبش التأخير بيحب النظام بس هو طيب والله
حور بسخرية : طيب والله انتي اللي طيبة و علي نياتك صح انتي اسمك ايه
الفتاة : اه صح نسيت اعرفك علي نفسي انا سلمي
ستوب
سلمي : فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها فتاة هادئة للغاية و ذكية ذات ملامح عادية و لكن ذات قلب صافي للغاية و لا تكره أحد
نرجع
حور : و انا حور يلا بقي كده نشوف هنعمل ايه قبل ما يجي الغوريلا ده و يضربنا و لا حاجة
ضحكت سلمي قائلة: يلا
بدأت بقول لها كل ما يجب أن تفعله حتي اوقفتها حور
حور بضيق : بس بس
سلمي باستغراب: في ايه
حور بضيق : في ايه انتي ايه كل ده
سلمي : علشان تعرفي هتعملي ايه بعد كده و ازاي هتتصرفي في المحكمة و كل ده
زفرت حور بضيق
حور : طيب علي الاقل عايزة اكل اكلوني بدل ما اكلكم
سلمي بخوف مصتنع : تاكلينا انتي متأكدة انه هو اللي غوريلا
حور بضيق مصتنع: قصدك ايه قصدك اني غوريلا
سلمي : لا يا قلبي انا اللي غوريلا انتي كيوت خالص يلا يلا نروح ناكل كده كده ده ميعاد الاستراحة
حور بحماس : يلا
اخذتا حقائبهم و توجهوا الي مطعم قريب
                    _________________
في المطعم
حور : واو المكان هنا حلو اوي
سلمي : زوقي حلو يعني
حور : روعة
ثم صمتت قليلا لتكمل
حور : بقولك ايه احكيلي عن نفسك شوية عايزة اعرف عنك كل حاجة
سلمي : احكيلك عني ازاي
حور : يعني عندك كام أخ و كام أخت مرتبطة كده يعني
سلمي : بصي يا ستي انا البنت الوحيدة عندي أخ واحد أكبر مني والدي متوفي و والدتي ربة منزل مبتشتغلش يعني اخويا ظابط دايما كان بيحاول يعوضني عن بابا احنا قريبين من بعض جدا هو مش بس اخويا ده حبيبي و سندي و كل حاجة ليا في الدنيا و حكاية الارتباط دي لا يا ستي مش مرتبطة لو قصدك خطوبة يعني كله كان دايما بيدور علي الشكل و بس كان لما حد بيجي يتقدملي و يشوف اني مش حلوة كان بيقول مفيش نصيب بس كده
حور : أولا ربنا يرحم والدك و يخليلك اخوكي و تفضلوا دايما سوا بس مين قالك انك مش حلوة بالعكس انتي جميلة جدا حتي لو مش شايفة نفسك حلوة انتي حلوة و اوي و روحك احلي و المهم هو جمال الروح مش جمال الشكل و ربنا عمره ما خلق حاجة وحشة صح و بعدين انتي اصلا مستعجلة علي الارتباط ليه ده هم يا بنتي نفسي افهم الناس بترتبط ليه طنشي طنشي الرجالة و لا ليها اي لازمة في الحياة
ابتسمت سلمي ابتسامة بسيطة
سلمي : معاكي حق احكيلي عنك بقي
حور : بصي يا ستي انا معنديش اي اخوات وحيدة يعني اهلي انفصلوا و انا عندي خمس سنين بابا سافر و سابني مع ماما طول السنين دي اللي عمرها ما قصرت معايا ابدا لا دي طول عمرها بتحاول تشوفني بحال افضل و تعوضني عن حنان الاب اللي محستوش تعرفي لما بابا سافر عمره ما سأل عليا كان بيبعت لماما فلوس كل اول شهر و خلاص و ماما كانت دايما بترفض تاخد الفلوس دي هي كانت خريجة هندسة كانت شغالة في شركة معظم الوقت تقريبا علشان راحتي كانت بتتعب علشاني كتير اوي انا عمري ما اقدر اتخيل حياتي من غيرها يمكن ده بردو من اسباب رفضي لفكرة الجواز هو رفضي لفكرة اني اسيبها هي دايما بتفضل تقولي انها نفسها تطمن عليا قبل ما تموت و كل ما بتقول ده بحس ان قلبي بيتقطع عمري ما اتخيل حياتي بدونها هتبقي عاملة ازاي
سلمي : ربما يخليها لك بس عايزة اسألك سوال لو مش يضايقك انتي مش عايزه تشوفي باباكي
حور : لا انتي عارفة انا مبكرهش حد قد ما بكره كل مره كان في المدرسة بيتكلموا عن ابهاتهم كنت بتوجع كل مرة كنت بلاقي اب ماسك ايد بنته او بيحضنها كنت بتوجع لانه حرمني من كل ده انا بكره اوي بكره بسبب كل مره نمت معيطه بسببه بكره بسبب كل لحظة ضعف مرت بيها ماما بسببه تخيلي جالي بعد ما اتخرجت و قالي ايه قالي انا عايزك تيجي تعيشي معايا انا حسيت بغلطي انا حسيت قد ايه كنت زبالة اني سيبتك كل السنين دي كنت هوافق بس افتكرت كل حاجه عملها افتكرت انه بعد ما سافر اتجوز و خلف و نسي انه كان ليه زوجة و بنت فرفضت و طردته و قولتله مش عايزه اشوفك هنا تاني و فعلا كان عندي حق باللي انا عملته ده تخيلي كان جاي عايز يجوزني لابن واحد صاحبه عمرك شوفتي جبروت اكتر من كده
سلمي : انا اسفة اوي اني فكرتك بس هو حقيقي ميستاهلش انك تزعلي عليه انتي قولتي انه مش فارق معاكي و بتكرهيه يبقي خلاص متحطيش في دماغك انسي كل حاجة
حور : انتي عارفة في الجامعة حبيت واحد كان هو ده الشخص اللي خلاني انسي عقدتي من الجواز بسبب اللي كنت بشوفه بيحصل لماما من تحت الجوازة دي كان دايما بيقولي انه بيحبني و انا كنت بحبه اوي لحد ما فيوم كنا متفقين اننا نتقابل
فلاش باك
حور : ايه يا اسر في ايه ايه كل الزن ده علشان نتقابل
اسر : وحشتيني يا قلب اسر و كنت هموت و اشوفك هو انا موحشتكيش و لا ايه
حور بخجل : لا طبعا وحشتني
كاد يرد عليها و لكن قاطع حديثهم رنين هاتف اسر ليستاذن منها ليرد علي ذالك الهاتف
لتومئ برأسها له ليذهب و يتركها
لتأتي لها رسالة مضمونها
"اسر بيلعب بيكي كل اللي كان بينكوا ده مجرد تحدي مبينه و مبين صاحبه الحقي آهربي بسرعة قبل ما يضيعك خالص و لو مش مصدقاني روحي كده اسمعي المكالمة اللي مبينه و مبين صاحبه و انتي تعرفي الحقيقة اعتبريها نصيحة من فاعل خير "
صدمت حور بشدة من مضمون تلك الرسالة و هي تقول
حور في نفسها : مستحيل مستحيل اسر يعمل كده ابدا بس هتاكد ازاي انا لازم اروح اتأكد بنفسي
ذهبت إلي مكانه و سمعته يقول
اسر : ايه يا ابني في ايه مش قولتلك بلاش تكلمني و انا معاها علشان متشكش في حاجة
صمت قليلا ليسمع رد الاخر
اسر : لا يا ابني حب ايه و بتاع ايه بس انا احب واحدة زي دي انا بس مستنيها تثق فيا شوية علشان اخدها الشقة و نخلص منها
صمت ليسمع جواب الاخر مره اخري
اسر : لا خلاص هانت يومين بالكتير و الموضوع كله هيخلص و ارجع تاني لحياتي الطبيعية
صمت مره اخري ليرد ثانية
اسر : مش دنجوان الجامعة اللي يحب واحدة زي دي انت بتتكلم في ايه هو انا هكدب عليك مثلا بقولك سلام قبل ما تشك في حاجة
ليغلق هاتفه و يلتف مستعدا للعودة إلي الداخل ليصدم بحور واقفة خلفه تنظر له بصدمة
اسر بصدمة : حور انتي هنا من امتي
ابتسمت حور بسخرية شديدة و اقتربت منه و هي تصفق بيدها و ما إن اقتربت منه للغاية حتي صفعته صفعة قوية للغاية
حور بغضب شديد : دي يمكن تعلمك انك تبقي راجل و تبطل تلعب بمشاعر الناس انت ازبل خلق الله انا مش عايزه اشوفك تاني يا زباله انا حتي مش عارفة اقولك ايه انا بكرهك بكرهك بطريقة لا يمكن تتخيلها اوعي تكون فاكرني ضعيفة مثلا و هقعد اعيط و الكلام ده كله لا فوق انا حور انا حور اللي انت كنت بتتمني بس منها مجرد نظرة انا هندمك علي اليوم اللي عرفتني فيه
ثم تركته و رحلت بسرعة تاركة اياه واقف بمفرده و هو ما زال مصدوم لينظر حوله فيجد جميع الناس ينظرون له ليرحل بسرعة و هو يتوعد لها
باك
صدمت سلمي بشدة من كلام الاخر
لتكمل حور
حور : انتي عارفة هو عمل كل ده ليه كان بيحاول انه يكلمني و رفض زي ما معظم شباب الجامعة كان بيحاوله بس لما رفضت جات علي كرمته شوية و اعتبر انه لو مخدش حقه يبقي مش راجل و ده اللي حصل جه و حاول انه يكلمني و يفهمني بحبه رفضت لانه بتاع بنات ساعتها وعدني انه هيتغير و ده اللي كنت بشوفه فعلا و بدأت احبه لحد اليوم اللي حكيتلك عليه ده يومها بطلت أثق في اي حد بقيت بكره الرجاله كره فوق الوصف بقيت متاكده ان كلهم واحد كلهم كدابين و خاينين مش اكتر يومها قررت اني اقفل قلبي تماما و مستحيل افتحه لأي مخلوق تاني
سلمي و هي تكاد تبكي
سلمي : انا اسفة اوي اني فكرتك بكل ده
ابتسمت حور ابتسامة مكسورة
حور : انا عمري ما نسيت علشان تفكريني علي العموم مش مهم خلاص انسي
صمتت سلمي قليلا لتقول
سلمي : يلا يا حور علشان منتاخرش
حور يلا
تشاركت حور و سلمي المبلغ و رحلتا عائدتان الي المكتب
             _________________________
في المكتب
مر بعد الوقت و هم يعملون جاء إليهم فجأة شخص و قاطعهم
شخص : انا اسف جدا علي المقاطعة
سلمي : لا عادي و لا يهمك خير
شخص : استاذ احمد عايز ورق ملف القضية اللي اداه للانسة سلمي و قالي اجي ابلغك بأنه عايز الورق ده ضروري و حالا
سلمي : طيب تمام شكرا يا كريم هروح اديهوله حالا
كريم : تمام مفيش داعي للشكر
استاذنت منهما سلمي تاركة اياهما سويا
توتر كريم قليلا و هو يحاول إيجاد طريقة لفتح موضوع معها
قاطع شروده كلام حور
لاحظت حور توتره و رغبته في التعرف عليها لتقرر البدا هي بالكلام
حور : اهلا يا استاذ كريم تقريبا ده اسم حضرتك انا حور
ستوب
كريم : شاب في السادسة و العشرون من عمره شاب طائش و لا يهمه اي شئ يوجد الكثير من الفتيات في حياته و لكنه لم يعد اي فتاة منهم بأي شئ ذا بشرة بيضاء و عيون خضراء و ذا جسم رياضي
نرجع
ابتسمت كريم ابتسامة هادئة
كريم: ايوه اسمي كريم و ينفع بلاش الالقاب دي ملهاش لازمة
حور : ماشي معنديش مانع يا كريم كده حلو
كريم : حلو و اوي
جلسا يتكلمان قليلا
                    ________________
في المكتب
سلمي : اتفضل يا استاذ احمد ده الورق اللي حضرتك محتاجه
احمد : تمام شكرا جدا
جلسا يتكلمان قليلا في تلك القضية و بمجرد انتهائهم من ذالك الموضوع حتي قال احمد
احمد : ايه اخبار الانسة حور
سلمي: كويسة جدا و بتعرف انها تستوعب بسرعة
احمد: تمام
سلمي : حاليا فاضلها جزء صغير خالص و بعد كده ابقي اقدر اخليها تساعدني في القضية الجاية
احمد: هايل جدا تقدري تروحي
كادت أن تذهب و لكن قاطعها احمد
احمد: ثواني تعرفي تجيبيلي الورقة بتاع القضية ****
سلمي : اه طبعا هروح تجيبه لحضرتك حالا
احمد : لا مش مشكلة انا هاجي معاكي بدل ما تفضلي رايحة و جايه كل شوية
تعجبت سلمي قليلا منه فتلك ليست عادته لكنها اومئت براسها فحسب
                      _________________
عند حور
دخل احمد و سلمي المكتب التي كانت به حور ليصدموا من ذالك المشهد فقد كان كريم يمسك بهاتف حور و يرفعه عاليا حتي لا تتمكن حور من الوصول إليه و كانت حور تحاول الوصول اليه و هما الاثنين يضحكان
شعر احمد بالغضب الشديد من ذالك المشهد
احمد بغضب شديد : ايه اللي بيحصل هنا ده
فزع الاثنين بشدة عند سماع صوت احمد ليتفرقا بسرعة و تقول حور بصوت خافت
حور بصوت خافت لكريم : كبسة كبسة يا معلم هنتنفخ
كريم: اتفق معاكي اوي
احمد : .......
يتبع
رأيكم ❤❤❤
تفاعل يا جماعة ❤❤❤
الفوت و الكومنت بيشجعوا جامد ❤❤❤

نوفيلا لم يخطر في باليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن