O

879 40 3
                                    



لقد وصلت في الوقت المحدد للمطار ..
رُغم أنني بذلت كل جهدي لأتأخر ، لكن لم يحصل
لقد جعلت ثمان سيارات تكسي تمرّ وأخترت ابطأها وسائقها كان عجوزٌ لا يرى جيداً
مضُحك ؟ تمنيت ان أموت لكن لا أصل للمطار !

المطار يعني طائره ، طائرةٌ تحملك حتى ترميك في الوطن
الذي سيكون بالنسبة لي كالجحيم ، كآخر مكانٍ أتمنى التواجـد فيـه .

لكنه حصل ، ولم احضى بوقتٍ للنوم في الطائرة حتى ، بل شعرت ان الطائرة كانت مزودةً بصواريخ ثُنائيه قادتها حتى الوطن بسرعة البرق
طوال الرحله ، كان عقلي مشدوهاً بالكامل ، كيف سألتقيهم ؟ بعد كل الذي حدث ، وبعد كل حديثهم الذي جعلني مُضطرباً مهاجراً ؟
كيف سيحلو لقاء العائلة بعد كل العذاب الذي عِشته بسببهم ، وبسببـه ؟

لا ادري





كُنت اشدّ معطفي عليّ ، وامشي ناظراً للأرض لانني اشعر أن النظرات تحرقني ، أشعر ان الكُل يعرفني ، الكل يشير الي ويتبادل الاحاديث حولي مثل ' انظروا انه هو ' كيف تجرأ على العودة هنا '
ورغم ان المطار مُزدحم ، ولم يكن هنالك احدٌ ينظر اليّ او إثنان يتلامزان حولي ، الاّ ان شعور الخوف والشك والعار الذي زرعته العائلـة فيّ أخذ يلتهمني .

صوته صدح في ارجاء المطار ، ظهر كمنّ إنتشلني من دهاليز عقلي ، مثلما كان ينتشلني في صغري من فِراشي صباحاً ويكتشف انني بللّته اثناء نومي فيضع نفسه في السرير بدلاً مني حتى لا تغضب اُمي منّي

فلوريس ، سيبقى دائما كما هو
لم استطع الّلا ارسم إبتسامةً على وجهي وانا أراه أحضر مِعطفاً إضافيّاً معه لي
وإبتسامة تِلك مع دموعُ عيناه

يُعانقني ..
- اخي الصغير اُنظر كيف أصبحت !!

يتفقد جسدي ، يسأل عن صحّتي ، ثم يجرّني معه الى الخارج
" يجرّني " بالمعنى الحرفي ، لأن قدماي ثقيلتان في السير الى المذبح .

- توقف فلوريس !
ينظر لي ؛ لقد سُعدت بمقابلتك ، لكن لا أظن انني سأقدر على الذهاب الى هناك ، سأعود .

يتنهد ؛ توقف، حسنا ؟ الجميع نسي ذلك ، لم يعد أحدٌ يتذكر تلك القصه !

- لست واثقاً..

يقترب مني ، يمسك وجهي :
- كريس اخي.. اُمي توفيت قبل وقتٍ قصير .. وقد خرّ ذلك قواي
لستُ مستعداً لمواجهة المزيد ولا سيّما عقوق اخي الصغير ! لنذهب الان للمنزل ، الجميع هُناك سنتناول الطعام ونعانق بعضنا البعض ونتحدث عن كم كانت اُمي سيئه سيكون كل شيء على مايرام .

الجميع في المنزل ؟ كلمة الجميع تشملـه بالطبع !
- الجميع في المنزل ؟ هل وصلوا قبلي ؟

- ليس الجميع ، فقط انا وانت والرجل العجوز و...امليانو وصل صباح اليوم ..

ابتسم : الان انا متأكدٌ من أنني سأعود لنيويورك فوراً .

€€'

Bye mommy !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن