الحكاية الثانية(أميرة من فحم!)

141 6 0
                                    

الحكاية الثانية(أميرة من فحم!)

"تعريف الحب يختلف من شخص لآخر والكل يعلم..لكن ما نجهله أن الأذى يتخذ صور عدة أيضًا..وبعض تلك الصور يرتدي أقنعة الحب"
أخذت نفسًا عميقًا ونظرت للساعة التي أعلنت عن إكتمال أربع ساعات بعد منتصف الليل.
ثم عادت لدفترها..رفيقها الجديد تكتب..فمازال أمامها بعض الوقت.

"تعرفت على زوجي السابق خلال أيام الجامعة..ربطنا علاقة حب عرفها كل الزملاء وحسدونا عليها..كيف لا وقد ظفرت بكرم الوسيم المقتدر الذكي..حلم كل فتيات الكلية اختارني أنا وأحبني أنا..وذلك الحب المتبادل دفعني للزواج منه قبل إنتهاء الفصل الدراسي الأخير حتى"
وعادت بالذكريات لتلك الفترة من حياتها...
لم يواجه كرم الكثير من الإعتراض، فوالدها وجد فيه عريسًا لا يُترك ووافق على زوجهما وإكمال تعليمها ببيت زوجها.
فعلى أي حال قانون المجتمع يقول أن المرأة لبيتها، وما التعليم الجامعي إلا مؤهل يوضع في سيرتها الذاتية التي تُقدم للزوج المستقبلي.
غير ذلك لا قيمة له.

وأميرة لم تفكر كثيرًا أيضًا، وافقت مدفوعة بحبها الكبير لكرم.
رجل استطاع بشكل ما التسلل لقلبها الذي ظنته محصنًا ضد العابثين.
لكن كرم لم يكن عابثًا، كان حبيبًا مهتم حد الحصار غيور حد التملك.
وذكوري شرقي حد الإيذاء.

استطاع بعقل رجل الأعمال الذي يمتلكه وضع خطة مناسبة لإنزال الأميرة من برجها العالي.

وعندما هبطت
رأت وعرفت حقيقته
تحملت
وأرجعت كل شيء للحب..الشغف والغيرة.
فالحب وُجد، لكنه حب مرضي
انتهى بأكثر الطرق بشاعة.
.
.
.
جاثيًا على مقعده بشرود مثبتًا عيناه على الكيس الصغير المعبئ بمادة بيضاء..كاذبة النقاء.
فما هي إلا سُم تستنشقه للهروب من الواقع غافلًا عن مرارٍ أكبر قادمًا إليك بسببها.

وظلت هي تراقب شروده بعينين فاضت الدموع منها، شعور العجز يخنق انفاسها وغصة مؤلمة تأسر حنجرتها.
تشعر نفسها ضعيفة
بل وأضعف منه هو المدمن.
فهي عاجزة عن إنقاذه حتى، عاجزة عن الصراخ به بأن يستفيق من السموم التي أغرق نفسه بها.

تقدمت منه بهدوء وجثت أسفل قدميه تمسك كفه بضعف وتتوسله ببكاء لا فائدة منه:
-كرم أرجوك أقلع عن هذه السموم لأجلي

حول نظره إليها وصمت قليلًا ثم ببرودٍ قال:
-لا حياة لي إلا بذاك المخدر
-خطأ..صدقني تستطيع الشفاء منه
هتفت ترجوه مجددًا وهي تقبل كفه تضيف:
-تستطيع المكوث في إحدى المستشفيات وتأكد أن الأمر لن يتسرب للإعلام..وافق انت فقط وأقسم لك أنك ستشفى
مسح على رأسها وغامت عيناه في غموض ارتجفت له أوصالها خوفًا
وقد صدق حدسها.
فسرعان ما قبض كرم على خصلاتها كأنه يقتلعها من جذورها يقول بحدة:
-لا أحتاج إلى مساعدة أحد ولن يتم احتجازي..فهمتي؟ أم أحطم هذا الرأس السميك كي يستوعب كلماتي؟ أُخيرك للمرة الأخير..إما أن تبقي وتقبلي أو أن ترحلي للأبد

بين الأسود والورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن