-مرحبًا..اسمي ميمونة غريب قليلًا أليس كذلك؟
صمتت برهة بعدها وابتسمت بحرج تحك يديها بارتباك وتحاول استجماع شجاعتها، لتستكمل الحديث أمام تلك الحلقة التي جمعت أُناس مثلها، اضنتهم الحياة تعبًا فأتوا هنا ليخرجوا مكنونات صدورهم.كان أعضاء الحلقة مبتسمون ببشاشة يشجعونها على الاستكمال فتشجعت قليلًا وعادت تتحدث:
-قبل عامين من الآن تزوجت بحب حياتي..تربينا سويًا منذ نعومة أظفارنا وكبرنا على حب بعضنا..كنت له وكان لي كما اتفق كبار العائلتان
غامت عينيها في الذكريات وشريط حياتها معه يعرض أمام عينيها، لتبدأ الحكاية مع جملتها:
-ولكن الزواج كان نهاية الحب...عاد إلى منزله متأخرًا كعادته منذ شهر تقريبًا وقد كان تعليله الدائم هو ضغط العمل.
وكانت ميمونة تعذره و تحاول تخفيف عبئ العمل عنه، فلا تسأله ولا ترهق عقله بالحديث، إنما تحضر له عشاءًا خفيفًا وتضمه كطفلها بعد أن يبدل ملابسه حتى يغفو بسلام على دقات قلبها.
حياة هادئة بلا أطفال ولا ونيس لميمونة لكنها أبدًا لم تتذمر فقد كان يكفيها تلك السويعات التي يغفوها حبيب القلب فوق النبض لترتاح و تريح قلبها المرتاع طوال النهار في غيابه.
لكن كل هذا تبدل في يوم!تخطت العقارب حاجز الأربعة والعشرين و "تامر" لم يظهر ولم يعد، لا يجيب اتصال ولا يريح البال.
تريثت فلم تتصل بأهلها، انتظرت ودعت.
إلى أن عاد ليلًا كعادته المتأخرة فانهارت حصون تماسكها، تتشبث به تبكي جزعها من وحدتها وسط تلك الجدران الصامتة.
لكن على عكس المتوقع لم يحتضنها ويخفف عنها! بل التصقت ذراعيه بجانبه فلم يقربها منه أو يقل "لقد عدت يا حبيبتي لا تخافي" حتى!ابتعدت ميمونة عنه، من بين عبرات احتشدت في مقلتيها نظرت إلى جليد عينيه وانتظرت أن ينطق كلمات النهاية الأولى؛صوتٌ بداخلها نادى أنه وقت الفراق
وقد صدق!
ولم يتأخر تامر وهو يجذب ميمونة إلى أقرب أريكة ليجلسها ويجلس أمامها
يمسك كفها يسألها بهدوء:
-أمازال حبي في قلبك؟
اومأت ميمونة بخوف وانتظرت، كلمات عرفتها من نظراته قبل أن يُعبر بها فمه:
-فما بال حبك قد غادر قلبي يا ميمونة؟
-لـ لمـ لماذا؟..هل قصرت بشيٍء في حقك يا تامر؟
كانت هادئة رغم ارتباكها، لم تثر ولم تصح
فقط بكت بصمت وهي تحاول استرجاع مالك القلب، لكن هل أثمر ذلك بفائدة؟
-إنما مللتُ يا ميمونة..مللت من معرفة تفاصيلك وعلمي بكل مفاتيحك..أحببت أن أجرب شيئًا جديدًا لم يسبق لي أن عرفته..أحببت أن أكتشف وأغامر من جديد..لم تكوني سيئة يا ميمونة..لكنكِ كنتِ عادية..مقروءة ككتاب بلا غلاف وانا اردت...
قاطعت استرساله بسؤال عرفت هي الإجابة له، لكنها أرادت سماعها من فمه.
كما سمعت سيئاتها.
احتاجت أن يكرهه قلبها بكل ذرة حب كانت داخله:
-تزوجت؟
-تزوجت نعم..بمعرفة الجميع يا ميمونة..لست أنا بزانٍ بل كل شيء كان أمام الله والناس وعلى سنة الرسول
أنت تقرأ
بين الأسود والوردي
Romantizmهنا ستحصل على تلك النهاية الوردية من بعد ماضٍ مؤلم، هنا ستجد تلك السعادة التي ربما لا يحالفك الحظ وتجدها في واقعك. مجموعة من القصص القصيرة غير متصلة أتمنى أن تنال على إعجابكم 💖✨