الفصل السادس والعشرون

4.3K 150 10
                                    

إلا أنا
بقلم إيمان سالم

اعترف لنفسي انك ملكها وهي منك
فما ذنبي في حبك إلا أنني هلكت

هنساك يا شريف حتي لو بموت عمري ما هفكر اجيلك تاني ابداً ونظرت له بضعف والدموع تطفو بمقلتيها وألقت الورقة في وجهه وغادرت والدموع قد شقت طريقها جيداً
استمع لخطواتها الهاربة وكأنها تفر من كابوس سئ وكانت كل خطوة تخطوها وتبتعد عنه كأنما خنجر مسموم غرس في قلبه توالت الطعنات عليه فجعلته يختنق اندفع وهو يصرخ دفاعا كل ما يقابلة ولا يراه خطواته هوجاء وكأنما إصابة جنون واخيراً استلقي علي الارض بنهجان شديد و إتكأ برأسه علي الحائط يشعر بالظلام قد أصاب كل حياته ليس عيناه فقط

الممرضة وهي تدلف الغرفة علي تلك الاصوات العالية بعد مغادرتها همست بصوت هادئ : ليه اتخليت عنها بالشكل دا ؟شكلها بتحبك بجد !
تنبه فجأة لصوتها وكأنه انتشله من بئر عميق لا نهاية له واجابها في تردد : أنتِ مين ؟!
الممرضة : أنا الممرضه ،أنا آسفة إني أدخلت بس أنا سمعتكم من غير قصد ،شكلها بتحبك بجد ليه جرحتها كدا ؟
شريف وهو يريد التحدث يريد اخراج ما في قلبه : احسن مظلمها مع واحد عاجز زي
الممرضة: وليه تاخد القرار بالنيابة عنها ،ليه مخلتهاش تختار ومن اللي أنا شفته انها بتحبك أوي وكانت هتختار انها تفضل معاك

شريف : حبها هيتحول مع الوقت  لشفقة و أنا مش عاوز شفقه من حد دا ان مزهقتش وسابتني
الممرضة بتعجب : عمر الحب ماكان شفقه علي اللي بنحبهم ابدا ،وانت هتعمل العملية قريب ونسبة نجحها كويسة ،ليه تدمر حياتك مجايز ترجع زي الأول
شريف ودمعه حزينه قد فرت منه : أهه  أنتِ قلتِ جايز يعني ممكن وممكن  لا يبقي ليه أربط حياتها بواحد هيعيش كل حياته في الضلمة اعمييي

الممرضة: عمر العمي ما كان عمي النظر ،العمي الحقيقي هو عمي القلب والروح  والبصيرة ،، أنا آسفة إني بقولك كدا بس دي الحقيقة وفكر في كلامي ودلوقتي ممكن تقوم معايا عشان تاخد دواك
شريف وهو يحاول النهوض بمفردة "مش عاوز مساعدة،من حد " مما جعل يده تتأذي من قطعة زجاج قد انكسرت وقت ثورته الغاضبة
الممرضه وهي تمسك يده بنفاذ صبر….. أى إنسان بيحتاج المساعدة مش العاجز

صدمته كلمتها ظل صامت طوال فترة تعقيمها للجرح وإعطاءه الأدوية الخاصة به وانهت كل شئ
دلفت  أم مصطفي تحمل في يدها أشياء سقطت منها وهي ترى الغرفة بها تلك الفوضى وتحدثت بقلق : مالك يا شرييف ؟ ايه اللي حصل يا قلب امك ؟؟
الممرضة: مفيش حاجه متقلقيش، هبعت حد ينظف الأوضة عن اذنك
أم مصطفي: مبتردش ليه عليا يا شريف ؟
شريف بصوت مخنوق وكلمات بائسه : خلاص كل حاجة انتهت
أم مصطفي بقلق : إيه يا حبيبي اللي انتهي !
شريف بألم: أنا وجلنار
أم مصطفي وهي تتنهد : الله ما توعي تفرح البعيدة بقي هي السبب في اللي انتِ فيه دا ،هي لسه عاوز منك إيه مش طلقتها خلاص تحل عننا بقي

"إلا أنا" الجزء الأول لعشقي أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن