أنني إنسان لم أُخلق حقا لحياة المجتمع أيا كان هذا المجتمع، أنا اولاً لا أعرف كيف أختلط بالناس،فإذا ذهبت إلى مكان فيه ناس كثيرون، بدا لي أن جميع الأنظار تنصب علي فتلسعني كلسع الكهرباء، فأجد نفسي متوتر الأعصاب، فتارة أجلس ألوم نفسي على فرط الرقة والأدب والتهذيب، وتارة أنهض فأرتكب حماقة من الحماقات، وأنظر حولي فأرى أن أي وغد من الأوغاد الحقيرين أقدر مني على التصرف في المجتمع بيسر عجيب وسهوله مدهشة، فيزيدني هذا حنقا.