🍃الفصل الرابع 🍃

333 12 1
                                    

  🎆🎆🎆🎆🎆🎆🎆🎆🎆

هجرتها لأيام عدة... لازالت إهانة الصفعة تلاحقني ،وغضبي جاثم على صدري يحرض سيفي حتى ينتقم لكرامتي ،بالنسبة لي،  الانتقام لا يكون الا بالدم ، لكن قلبي الخائن ظل يسأل عنها ، أخبروني  ...أنها تبكي باستمرار وتطلب الموت لي ولها ...أخبروني... أن الوحدة جعلتها تتخذذ حمامة رفيقة لها ،تشكو لها  ألمها وحزنها ،أمرتهم أن يجيؤوني بالحمامة ،لارى ما المميز بهذا الطائر الاحمق  حتى يكسب ثقة و حب من احب ...وعندما رأيتها ...اكتشفت انها لا تمتلك شيئا  مميزا كما كنت اتوقع ... لذلك ذبحتها و بعثت بها إليها كهدية تحذير ..... لا أحد  يملك الحق في قلبك غيري ...حتى تلك الحمامة  المشؤومة .

شعرت بالانتشاء و النصر عندما وصل مسامعي صوت نحيبها ،لكن ...سرعان ما كرهت مااقترفته يداي  و أحتقرت قسوتي عندما اشتد بكاؤها  ...وجدت نفسي  اذهب اليها ...ربما اجد شيئا اواسيه بها واخفف عنها  ،دفع كفي  الباب فوجدتها تفترش الارض عوضا عن السرير الذي جهز لها ...  رأيت حمرة الحديد الساخن في عينيها ....فآلمني حالها ...جثوت بالقرب منها واحتضنتها بين ذراعاي ...تململت باحثة عن الخلاص ....لا سبيل أيتها الشقية ...انت بين جدران صدري ولا مفر لك... كادت تختنق انفاسها وانا اضغطها نحوي ...ولكني لم  أرحمها
...كيف افعل ذلك وقد وجدت سعادتي بذلك العناق الاجباري ...

"أنا اكرهك "
سمعتها وهي ترمي  الكلمات في اذني وتغرس خنجري في صدري ...طعنت قلبي ...فنال جزاء خيانته وتمرده ...دفعتني عنها والدماء تتدفق مني كبركان غاضب ثم خرجت مسرعة تاركة وراءها قائدا يصارع الموت....الموت الذي انتظرته في ساحات الحرب   .... أيعقل ان يأتيني من خنجري ومن صغيرتي الجميلة !؟ ...

بعدها بدأ الظلام يحل شيئا فشيئا ...ثم انتقلت  الى عالم الصمت .

عندما فتحت  عيناي مجددا أخبروني انني وقعت بين يدي غيبوبة طويلة و ان الخائنة قد وضعت في السجن تنتظر شفائي حتى أقطع رأسها اللعين، تحاملت على نفسي وذهبت اليها فوجدتها  ترتعش خلف القضبان  ...لكنها قاومت خوفها الشديد  ورمقتني بعين مكسورة  " الشيطان قد عاد اذن "

"فلتتزوجينني  "

عدت من رحلة الموت لأطلبها مجددا ،  أي جنون هذا !؟ واي ورطة اوقعني بها قلبي ،تبا له ...ياله من خائن متمرد ، جعل مني رجلا مثيرا للشفقة والسخرية ،تلك النظرة الساخرة  والتلذذ بعذابي وضعفي التي واجهتني بها زادت علتي و أغرقتني  بين امواج اليأس .

اجابتني بهدوء "فلتشفى  ...انتظرك لقطعي رأسي "

عندما شفي جرحي او كاد يشفى وفي قلبي جروحا لا تشفى ،أخذت سيفي وذهبت هناك ...أين قررت أن اعدمها ،بعثتها مع ثلة من الجنود الى تلّة قريبة من  قرية قاضيها ...
هي تخاف ولن تستسلم ...وانا احبها ولن ارحمها ...سأنهي الامر سريعا واعود الى قلعتي ....سارمي بجسدها أمام أبيها.. .واختار لنفسي غيرها جميلة ورقيقة ...ولتذهب فتاتي الصغيرة الى الجحيم ...سأجعلها تتجرع سم الندامة حتى تفنى .

ولكن ...كل ماتمكنت من فعله هو قول كلمة "اذهبي "

ترددت لحظات وصوبت سهام عينيها نحوي
فصرخت بها " هيا ...اذهبي قبل ان يستيقظ ذلك الوحش بداخلي ...حينها سأقطعك اربا واحرق قريتك  وكل من تنتمي اليه "

لم أرغب برؤيتها تبتعد وتغيب عن انظاري ،استدرت نحو  احصاني وعندما نظرت ورائي مجددا ...كانت قد توارت وتلاشت كالحلم ....لم يعد لها اثرا الا في قلبي المحطم ...لقد مت و انتهت حربي بانهزامي ...

تكبرت وتعاليت  ايها الفارس المعظم  ثم جاءت تلك الصغيرة لتهزمك وتجعل قلبك  خرابا ودمارا .

عدت الى قلعتي فوجدت مبعوث الملك بانتظاري ...سألني اولا عن جرحي ثم عن نتيجة عملي ثانيا ...هل حققت النصر الذي جئت من اجله؟! ...هل رحل الاعداء من حدودنا؟! ....لكني كنت بعيدا عن حواراته وأسئلته .....معاناة قلبي كانت أكبر من ملكه ومن المهمة التي أوكلت الي ...استضفته لايام  في قلعتي بعدها كتب مكتوبا الى الحاكم  يخبره ان قائده الموثوق قد فشل ....وسبب فشله ...ابنة عدوه .

🍁عــشق خــائن 🌿( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن