_أبي.. أبي هيا سنتأخر.. هيا بسرعه
_حسناً يا حبيبتي اهدئي قليلاًخرج محمود مع زوجته وابنه علي ذو الثلاثة عشر عاما وابنته ليان التي تصغره بخمسة أعوام لقضاء العطله في احدى القرى..
محمود هو رجل أعمال ممتاز ورب أسرة رائع،محبوب ولطيف جداً وهادئ الطبع يعامل الناس بطريقه مهذبه ورائعه فاستطاع أن يكسب بذلك ثقة الناس واحترامهم مما وسع من علاقاته الإجتماعيه.. ولكن للأسف فهو لا يملك أي أقارب فقد مات والداه وهو في السادسه وقام زوجان بتبنيه.
اما زوجته ساره فهي امرأة ذكيه وحيويه ومحامية رائعه ربحت الكثير من القضايا .. كما أنها ام حنون تهتم بعائلتها كثيراً...
إنهم عائله سعيده لم يعانوا من الفقر أو من المشاكل بين أفراد الأسرة عاشوا حياتهم في منزل تملؤه السعاده...قال علي: أبي العطله تتكرر مرة واحدة في العام علينا أن نستفيد منها ونذهب إلى الملاهي والمطاعم لا إلى القرى.
قال محمود :القرية التي نحن ذاهبون إليها قرية جميله جداً فيها الكثير من المناظر الطبيعيه كما أن الجو جميل جداً هناك سنقضي سبعة أيام هناك.. كانت هذه القريه مكان سياحي منذ فترة طويله ولكن أهل القريه منعوا السيّاح من الدخول إليها لمدة ثلاث سنوات ولكن الآن فتحت أبوابها مجدداً.
قالت ساره:لماذا مُنع السيّاح من الدخول إليها؟ ما السبب؟
أجاب:لا أدري.. ولكن قد تكون بسبب مشاكل داخليه فهناك شائعات تقول بأنه خلال هذه المده حدثت مشاكل في القريه وقام السكان بإسقاط رئيس القرية من الحكم ونصبوا حاكم جديد..إنها قرية مستقله عن باقي القرى والمدن... وعليكم أن تعلموا بأن هذه القريه لا تصلها شبكة الإتصالات إنها منعزله تماما...تبعد القرية مسافة ست ساعات، الطريق طويله جداً لقد حل الظلام...
بعد أن قطعوا نصف المسافه توقف محمود ليرتاح قليلاً لقد نامت ليان.. وعلي ينظر من النافذه..
بعد قليل صرخ علي، التفت محمود إلى الخلف.. كان علي ينظر إلى النافذه بخوف فسأله محمود:ما الأمر؟؟ ماذا بك؟؟
أجاب: لقد رأيت شخصاً منذ قليل ظهر فجأة من خلال النافذة.
تلفت محمود من حوله وقال له:لا أرى شخصاً هنا ربما تخيلته فقط
قالت ساره وهي تشير للنافذة التي بجانب محمود:انظر إلى النافذه
نظر محمود إلى النافذه إنه رجل عجوز يرتدي ملابس مهترئه ماذا يفعل في هذا الوقت؟ فتح النافذه ثم قال له:مرحبا.. كيف يمكنني مساعدتك؟
نظر الرجل إلى داخل السياره وتفحصها جيداً ثم ضحك وقال:ييدو أنكم ذاهبون لقضاء عطلة عائليه.. هل تنوون الذهاب إلى قرية الشلال؟
_أجل نحن ذاهبون إلى هناك
ضحك العجوز مجدداً وقال:احذروا!.. صحيح أن الأمر انتهى ولكن قد يبدأ مجددا.. لذا خذوا حذركم.
خافت ساره وعلي من كلام الرجل العجوز. قالت ساره:ياإلهي.. ماذا يقصد هذا الرجل؟..ما الذي انتهى وما الذي سيبدأ؟!
قال محمود:لا تشغلي بالك بكلامه إنه عجوز جداً لا يدري ما يقول.واصلوا طريقهم حتى وصلوا أخيرا لوجهتهم لقرية الشلال التي تسمى بهذا الإسم نسبة لوجود شلال كبير بالقرب منها.
أنزلوا الأمتعه من السياره انها الثانية عشر الآن.. جاء شاب في العشرينيات من العمر وقال:مرحبا بكم في قرية الشلال... اسمي حسام سأكون دليلكم السياحي لن أطلب الكثير من المال.. تفضلوا سأدلكم على النزل
ذهب حسام في الأمام وتبعوه ثم سأله محمود قائلاً :لماذا أنت تستقبل السيّاح في مثل هذا الوقت المتأخر؟
أجاب:لقد كنت أنتظر منذ الساعة الرابعة مساء ولكن لم يأتي الكثيرون كما توقعت ولم أستطع أن أدل أحداً.
قال محمود:هذا غريب آخر مرة زرت فيها هذه القريه كان هناك الكثير من السيّاح ربما بعد أن أغلقت القريه فقدت أهميتها.
قال حسام بتوتر:أ.. أجل.. هذا صحيح كلامك صحيح...وصلوا إلى النزل حجز حسام غرفة لهم وقام عامل في النزل برفع الأمتعه إلى الغرفه.. كانت الغرفه واسعه وجميله.
قال علي:هه.. من كان ليتوقع وجود غرفة جميله كهذه في قرية مثل هذه.. توقعت أن تكون مليئه بالصراصير والفئران.
قال حسام:لقد قام صاحب النزل بتنظيف النزل وصيانته.. لقد فرح كثيراً عند إعلان خبر فتح القريه مجدداً للسيّاح ولكن للأسف لم يأتي إليه الكثير لقد حُجزت ست غرف فقط.خلد الجميع إلى النوم.. استيقظت ليان في الساعة الثانية صباحاً... خرجت من الغرفه وتوجهت نحو السلم... ثم نزلت من السلم، كان المكان فارغاً لا أحد في الإستقبال.. عندها سمعت ليان صوت شجار يصدر من الأعلى يبدو بأنهما مروه وسامر، لقد تزوجا حديثاً ولكن كلاهما لم يكن راضيا بالزواج تزوجا لإرضاء أهليهما وحدثت بينهما الكثير من الخلافات.
اختبئت ليان خلف طاولة الإستقبال ونظرت من خلال النافذه كانت هناك فتاة صغيره تنظر إليها وتشير لليان لتأتي إليها.. وبالفعل خرجت ليان من النزل وذهبت بإتجاه الفتاة.. بعد خروج ليان بخمس دقائق خرج سامر من النزل وتوجه ناحية الغابه إلى أين هو ذاهب يا ترى؟
قالت الفتاة لليان:مرحبا اسمي روزيل أنا من روسيا ما إسمك؟
أجابت ليان:اسمي ليان، هل أنتي روسيه حقا؟ أنت تتحدثين بالعربيه.. أين والداك؟ولم أتيتي إلى هنا؟
قالت روزيل:أنت تسألين كثيرا.. لاتكوني مزعجه هيا تعالي معي لنلعب
قالت ليان:لا الوقت متأخر علي أن أعود
قالت روزيل:حسناً.. هل ستذهبين غداً إلى الشلال؟
أجابت ليان:نعم.. لم تسألين؟
عندها سمعت ليان شخصاً يناديها فالتفتت إلى الخلف ولم تجد احدا ثم التفتت لروزيل لتجدها قد اختفت....
بعدة عدة دقائق سمع الجميع صوت صراخ صادر من الأعلى..