جلس علي ومايا في صالة الإستقبال..
لم يكن هناك أحد في النزل سوى زوجة مازن وابنها..الجميع ذهب لرؤية ما حدث في الشلال..
قال علي:ما رأيكِ فيما يحدث؟ أليس الأمر مثيراً؟
فقالت مايا :عن أي إثارة تتحدث؟ الناس يُقتلون هنا..
_أجل من كان ليتوقع أن أشهد جريمة قتل.. الأمر رائع كما في الأفلام تماماً.
_لا أعتقد أن الأمر سيكون رائعا عندما ترى القاتل يحمل سكيناً أمامك ثم يقوم بذبحك بها...ولكن على الأقل تستطيع الهرب اما أنا فلا أستطيع فعل شئ...
_في رأيك من هو القاتل؟
_وما أدراني..
_ما رأيك أن نحقق في الأمر...
_نحن لا نعرف شيئاً..
عندها خرج سليم من القبو..
قال علي:هل هذا هو سليم؟ ما الذي يفعله؟ يجب أن يقوم بحراسة الخادمه...
بعد قليل دخل أحد يرتدي عباءة سوداء يغطي وجهه بالكامل فزع علي ومايا عند رؤيته وتجمدا في مكانهما..
إنه القاتل!!
توقف القاتل والتفت إلى مايا وعلي واقترب منهما وهو يحمل سكيناً قام علي بسحب مايا وتراجع للخلف.. وفي اللحظة التي اعتقد فيها علي بأن هذه هي نهايته ركض القاتل نحو القبو...
كان علي خائفاً ومصدوماً ثم قال:غيرت رأيي.. هذا ليس رائعاً أبدا...
قالت مايا:الخادمه!! إنها في خطر!!
بعد قليل سمعوا صوت صراخ صادر من القبو ولكن لم يخرج القاتل..._سيدي الخادمة... لقد قُتلت!!
ركض المحقق والطبيب ومعهم سليم نحو النزل... ثم توجهوا للقبو حيث كانت هناك جثة الخادمه والدماء تسيل من رقبتها كان منظراً يثير الإشمئزاز حقاً... بدأ الطبيب بتفحص الجثه وفي أثناء ذلك دار الحوار التالي بين إل وسليم..
قال إل:أنت تعلم بأن مفتاح الباب كان لديك..
_أ.. أجل.. هذا صحيح.. ولكنني أقسم بأنني لم أفعل ذلك..
_إن لم تكن أنت فإذاً من فعل؟
_لا أعلم... أعلم فقط بأنني لست الفاعل..
_لقد أوكلتك بحراسة الخادمه وأعطيتك المفتاح...لا يوجد أحد غيرك يمكنه أن يقوم بفتح الباب...هل أعطيت المفتاح لأحد؟
_لا لم أعطه.. ولكنني خرجت من النزل لأنني عندما كنت داخل الزنزانه استجوب الخادمه سمعت رجلاً يتحدث ويقول"أجل... مازن سيكون فريستنا التاليه" لذا خرجت من النزل وتفحصت المكان ولكن لم أجد ذلك الرجل فربما أثناء دوراني حول النزل قام هو بالدخول وقتل الخادمه...
_لكنك أخذت المفتاح معك صحيح؟
_أ.. أجل هذا صحيح..ولكن ربما كانت هناك نسخة للمفتاح مع القاتل..
_لا.. لا توجد.. إنها نسخة واحده فقط..
_أنا فقط لم أفعل هذا... يستحيل أن افعلها... عندها قال الطبيب:آسف لمقاطعة حديثكما ولكن هناك أمر يجب أن تعرفوه... كاحل الخادمه إنه ملتوي كما أن هناك خدوش على يدها..
نظر إل إلى يدها وقال: إنها خدوش حديثه لم يجف الدم بعد..
قال الطبيب:أجل هذا صحيح...ربما وهي تحاول الهرب من القاتل قامت بخدش يدها بجدران الحائط..
قال إل:وماذا عن كاحلها؟
_التواء كهذا لن يحدث إلا إذا علقت قدمها بشئ وتعثرت ووقعت ارضاً أو إذا سقطت من مكان مرتفع قليلاً..
_علامات الخدش إنها على أصابع يدها..
قال الطبيب: نعم كما لو أنها كانت ممسكه بشئ..
_أو متشبثه بالجدار...
_اتعني بأنها كانت تحاول الهرب؟
_أو ربما شئ آخر...
نظر إل الى الكرسي الخشبي الذي كان بجانب الحائط... فقال لسليم:هل كان هذا الكرسي موجود في هذا المكان مسبقاً..
_لا كان موجود بجانب الطاولة...ولكن ما الأمر؟ يمكنها أن تنقله لأي مكان تريده..
_ولم ستنقله قرب الحائط؟ هناك أمر آخر..
صعد إل على الكرسي وبدأ بتفحص الحائط
ثم ابتسم وقال"كما توقعت... يالها من إمرأة ذكيه"
قال الطبيب:ماذا؟ ما الأمر؟
قال إل:لاشك في أن الخادمه شعرت بأن حياتها مهددة بالخطر فكتبت رساله وخبأتها بين فُتحات الحائط وعندما شعرت بقدوم القاتل ارتبكت فسقط الكرسي وتشبثت بالحائط ثم سقطت هي أيضا وقامت برفع الكرسي لكي لايشك القاتل..
قال سليم:هيا افتح الرساله لتخبرك من هو القاتل الحقيقي...
_أتمنى ذلك..
قبل فتح الرساله جاء علي إلى القبو وحدق بالجثه حوالي نصف دقيقه ثم قال للمحقق:لقد قابلت القاتل..
قال المحقق:ماذا تعني بأنك قابلته؟
نظر علي إلى الجثه بخوف وارتباك..
ثم قال له المحقق:هيا لنصعد إلى الأعلى سيكون أفضل..
وبالفعل صعدوا إلى الأعلى وقال إل:هيا الآن اخبرنا بما تعرفه..
تذكر علي عندما اقترب القاتل منهم وهو يحمل السكين فخاف كثيرا ولم يقل شيئاً.. نظرت مايا إليه وقالت للمحقق:إنه خائف... سأروي لك ماحدث...كنا أنا وعلي نتحدث عمن من الممكن أن يكون القاتل عندها خرج سليم من القبو وتوجه للخارج وبعدها ببضع دقائق دخل القاتل وهو يرتدي عباءة سوداء ويغطي وجهه اقترب منا وهو يحمل سكيناً كبيره تفحصنا عن قرب ثم توجه نحو القبو ولم يفعل شيئاً، بعد قليل سمعنا صوت صراخ الخادمه ولكن القاتل... لم يخرج من القبو...
قال سليم:أرأيت ما أخبرتك به صحيح..
فقال إل:كون قصتك صحيحه لا يعني بأنك لست القاتل..ولكن يبدو بأن توقعاتي كانت صحيحه..
قال الطبيب:ماهي توقعاتك؟
_وجود غرفه سريه في هذا النزل.. لاشك بأنها موجوده في القبو...بعد أن وجدنا الكهف في أعلى الشلال طلبت من بعض الرجال أن يقوموا بتفتيشه لعلهم يجدون ممراً سرياً وبالفعل وجدوه وجاء أحد الرجال وأخبرني بذلك عندما كنتَ تتحدث مع ساره.. ثم طلبت منهم أن يروا إلى أين سيؤدي هذا الممر ولكن لم ينتهوا من مهمتهم بعد... إذا ذهب القاتل بنفس هذا الممر لاشك في أنهم سيلتقون..
قاطعه سليم:وإذا التقوا سيقبضون عليه وستثبت براءتي..
_آمل ذلك..
قال الطبيب:هيا الآن افتح الرساله..
قام إل بفتحها..
"لا أعتقد بأني سأعيش طويلاً ربما قد تكون هذه ليلتي الأخيره..على أية حال سأكتب هذه الرساله وأخبركم فيها بكل ما اعرفه ربما بذلك قد أكفر عن أخطائي.. قمت بإرتكاب عدة جرائم فقط لكي أنقذ عائلتي..
وُلدت في عائلةٍ فقيرةٍ جداً كان أبي رجلاً مهملاً وغير مسؤول وكان يضرب أمي دائماً ويلومها على هذه الظروف الصعبه بالرغم من أن الذنب ذنبه هو.. لقد كرهته كثيراً وفي يوم قال بأنه سئم هذا الوضع وترك المنزل ولم يعد مجدداً.. بقينا أنا وأمي وأختي الصغيره وأخي الكبير.. ولكن في يوم من الأيام قال أخي بأنه سيذهب إلى المدينه ليجد عملاً ربما ينقذنا من هذا البؤس كان هذا الأمر قبل ثمانِ سنوات قبل سقوط الحاكم وقبل بدأ جرائم القتل وقبل قفز الجده من الشلال.. وبالفعل ذهب أخي للمدينه ووجد عملاً وأرسل لنا أول مبلغ من راتبه.. كنا سعداء جداً بأنه وجد عملاً بعد فترة بحث طويله.. ولكن لم نعرف حتى ماهية العمل... وبعد عدة أشهر وردنا خبر بأنه سُجن لأنه كان يتاجر بالمخدرات.. كانت صدمه كبيره بالنسبة لأمي خافت وقلقت كثيراً فتدهورت صحتها.. كانت هناك فرصه لإخراج أخي من السجن بدفع مبلغ كبير من المال..لم استطع احتمال رؤية أمي بهذه الحال أردت أن افعل اي شئ لإخراج أخي من السجن فقمت بسرقة جوهرة ثمينه جداً من منزل الحاكم.. لا أصدق بأنني فعلت ذلك حقاً..قمت بإخراج أخي من السجن ولكن للأسف توفيت أمي.
غضب الحاكم كثيراً بعد أن عرف بان جوهرته الثمينه سُرقت وقال بأنه سيقطع رقبة الفاعل.. كانت الجده قد رأت ما فعلته بالفعل وكانت تهددني بأنها ستخبر الرئيس وعندما قفزت من الشلال سعدتُ كثيراً لأن هذا التهديد قد زال... ولكنها ظهرت مجدداً قبل ثلاث سنوات وعادت لتهديدي وأجبرتني بأن أقوم بخطف الأطفال لم أكن اود فعل ذلك...حتى أنها قامت بقتل طفله وشوهت وجهها وجعلتني اُلبسها ملابس روزيل فقط لأنها تريد روزيل أن تبقى بجانبها لقد شاركت معها في الجريمه، وبعد ذهاب الحاكم كانت قد تلوثت يداي بالدماء بالفعل وتورط في الأمر لذا استمريت فيما أفعله.
في أول ليلة للسياح، ليلة جريمة قتل مروه، كانت لدي مهمة بأن أقوم بخطف ليان، دبرنا للخطة جيداً، استدرجت ليان بلعبة مضيئة لتنزل عند صالة الإستقبال، ثم قامت روزيل بدعوتها إلى الخارج وبالفعل خرجت ليان وبدأت بالحديث مع روزيل وأنا كنت مختبئة خلف حائط النزل لكي لا تراني، عندها خرج سامر من النزل وذهب باتجاه الغابه بعدها بقليل أنا قمت بتخدير ليان وحملتها ركضاً إلى البئر المسكون عندها اصطدمت بسامر..."
قبل أن يكمل المحقق قراءة الرساله دخل محمود وحسان ومعهم بقية السياح وهم يحملون أحد رجال الرئيس الذين أرسلهم إل ليتحققوا من الممر الذي بداخل الكهف، كان الرجل يتنفس بصعوبه والدماء تسيل من يديه ومعدته ورأسه كما أن قدمه قد بُترت ولكن ماهذا الذي حدث؟ من فعل هذا الفعل الشنيع؟ وكيف فعله؟....