𖤐 𖤐 𖤐

66 8 13
                                    


وفي أحد الأيام قَدِمت [ أبيان ]  للدار في رداءٍ وحلة بلونِ السماء , والبحار , حيث جذبت بكليهما جميع مدارك حس [ وَجَم ] , ناولتها بالونها  لأزرق كالروتين الذي اعتادت عليه كلتيهما ورحلت .

لكنها لم تعلم بأنه هنالك من سيتبعها إلى كل مكان ستذهب إليه , هذه المرة ليس بعينيها فقط , بل إنما سيرًا أيضًا , في عبورها للطرقات , الحدائق و سكة القطار, وهي تحاول جاهدة أن لا تتعثر أو تقع , بسبب خطواتها المُسرعة .

فقط حين تعالت الأصوات , واشتدت أبواق السيارات بسبب إشارة المرور..

حينها في منتصف الطريق فتاة بعمر الخامسة تصرخ بأعلى قدر ممكن حتى يتوقف الضجيج الذي يحيط بها .

لكن على عكس ما أرادت فالجميع أخذ ينظر إليها , والبعض لم يكتفي بذلك بل أخذ يلتقط صورًا لها  و يهزأ بها , و الأمهات يبعدنّ اطفالهنَّ عنها ..

حتى أتت المُمجيبة لصرخات [ وَجَم] المستنجدة, [ أبيان ] التي حاولت تهدئتها فلم يفلح الأمر, ولم تكف عن جر وسحب الفتاة الصغيرة من وسط الحشد المتجمهر , والتي أصبحت فجأة ثقيلة كالصخر , وصعبة الحمل كذلك

حتى استجابت أخيرا ..

( مالذي تفعلينه هنا ؟  ولماذا تَبعتِني ؟ )  الصمت هو الجواب , تنهدت الكبرى وسقط خصلات من شعرها الأسود على وجهها وكأنما تعبر عن خيبتها , قبل أن تردف :( سأعيدكِ للدار , لا يجدر بكِ البقاء خارجًا ) ..

وكأنها صمتت لخمسة أعوام , فلما نطقت لم تستطع إلا قول : ( لا )

وفي وسط ذهول ودهشة [ أبيان ] التي طلبت منها مرارًا وتكرارًا أن تعيد ما قالت , ولم يكن بوسعها بعد ذلك سوى اصطحاباها لمنزلها , اليوم فقط ..

في منزل [ أبيان ] حيث الكبرى تقوم بفرز و عد البالونات التي ستقدمها للأطفال غدَا بهدف اسعادهم  , اكتفت الصغرى بفرز وتنظيم أقلام التلوين التي كانت بحوزتها .. وكأنها في قوقعة ما , منزوية عن العالم , لا تجدها في بعض الأحيان إلا متسللة إلى داخل أعماقها , منغمسة في نفسها , أو بالأحرى في جوف ذلك الكون الذي يسمى [ وَجَم ]  .

———————————

الفصل التالي هو الأخير ، اشتقت لها مقدمًا 😭😂💛💛

وَجَمْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن