قاطع نسيم الهدوء , [ أبيان ] وهي تحاول حساب احدى المسائل الرياضية : ( خمسمائة وستٌ وعشرون مضروبة في ثلاثمئة واثنا عشر).( واحد, ستة , أربعة , واحد ,واحد ,اثنان ) بهدوء تام أجابت [ وَجَم] استنكرت مما سمعته قائلة : ( ماذا ؟ هل تعدين أفلامكِ؟) , ومن ثم عاودت الحساب لتجد الناتج
(164112) !!
استمرت [ أبيان] بالتأكد مما سمعته وما شهدت عليه بتكرار الأسئلة الحسابية على مدار المساء , حتى أدركت بأنها بصحبة طفلة في الخامسة من العمر غير اعتيادية ! .
حتى وإن أمضت نصف عمرها صامتة , تتفادى الأخرين و أعينهم .. وإن استحال الصمت بينها وبين الجميع , حتى وإن كانت صاحبة العالم المجهول الذي يسكنه الشرود .
فهي ما زالت تتسلق جدار المجتمع والحياة , اللذان بُنيا من أفكار سابقة تأبى أن تقبل الاختلاف .
[ وَجَم ] التي صمتت لثلاث عشرة سنة و عندما نطقت لم تكتفي بالتحدث فقط , بل بعد أن التقت ب[ أبيان ] التي أمسكت بيدها بكل حُب وعزم , ها هي الان وبعد ألفان وتسعمائة وثمانية عشر يومًا , واربع وخمسون ساعة , وثلاثون دقيقة , وخمسٌ وأربعون ثانية ..
أصبحت هي من تُسَطِر أحرف قِصتها ..
أنا [ وَجَم ] , الُمصابة بالتوحد أو الذاتوية , مع متلازمة أسبرجر , أنا التي في يوم من الأيام وفي السنوات الماضية , لم ترغب بأي صديق ولا رفيق , بل لطالما احبت و تعايشت مع الغرباء الذين تكونوا من العدم , وخيالها المنقطع النظير كان متنفسها الوحيد .
تمنيت أن أشارك قصتي مع عائلتي , لكن في أثناء عودتي للوراء أجد العديد من اللحظات المصمتة والتي تفصح عن عدم الاهتمام , عبق الماضي لا أعلم إن كان أليمًا أو بهيجًا , لكن محبتي موصولة لهم , حتى وإن تلافوني إلى نهاية الطريق, هم من جعلوني أمر بأيام تكون معنونة بأبهى الأمور بعدما تركوني , حيث أصبحت أيامي أجمل ما يكون , وكل من حولي يفهمني
لكنني أتساءل , هل حل الربيع على قلبي أخيرًا ؟ هل غزالة الصبح أصبحت أكثر دفئًا ؟ , أم أن الجونة أسرت يقيني ؟ , الأهم هو أن كل تلك المحن جعلت مني شخصًا أقوى و أفضل !.
الآن عليّ الذهاب ف [ أبيان ] تحتاجني, وكما بقيت معي دومًا
لن أنسى معروفها يومًا !———————————————————————
- انتهت ✔️
- بقلم هَيم ツ ، أخت لطفلين مصابين بالتوحد ..أراكم لاحقًا يا رِفاق 🧡🧡
أنت تقرأ
وَجَمْ
General Fictionمن منظورِهم : ما زِلتُ غامضة كالمعاني في بُيوت الشعراء ، غريبة و لست من بني آدم وحواء ! ، فقط لأنني [ وَجَمْ ] ... - تمت ✔️ .