هالة عجيبة غطت أرجاء المكان منذ رحيل كمال .. الأمر الذي جعل ماجي تفكر جيدًا بكل كلمة تفوهت بها، وراجعت حسابها ولم تفهم شيء بعد .. ولكن شعرت بأن هناك خطبًا ما، لقد قالت شيء بشكل غير مباشر لم يستطع أن يعبر عنه علنًا كأنه يخشى شيئًا .. إلى أن تذكرت ما تفوه به فريد بحديثهم أثناء ما كان ينظر إليه مازحًا .
قطع سيف هذا الصمت الرهيب ليقول بعدم فهم :
- هو إللي حصل .. هو كان قصده إيه .. قولتيله إيه يا بنتي ؟
قال هذه الجملة الأخيرة وهو ينظر لماجي، التي نظرت إليه وأنفجرت غاضبة :
- أنا مقولتش حاجة .. أسأل فريدنهضت على الفور ورحلت بغضب شديد، فنهضت خلفها ليلى وهي تنادي عليها محاولة إيقافها وفهم ما يحدث حولها .. ونهض معها فريد محاولًا اللحاق بها هو الآخر .
وقف سيف وعلامات الدهشة والتعجب ظهرت بشدة على وجهه، فلم يعد يفهم شيء لا هو ولا الآخرون .. ماذا حدث لكمال ليجعله غاضبًا بهذا الشكل ومن بعده ماجي وأتهامها المباشر لفريد ؟.. الذي هو الآخر لا يعرف ماذا قال بالتحديد ليثور الجميع بهذا الشكل ..
فض المجلس بعدما كان مرحًا يتحدثون ويضحكون سويًا إلى أن هبت العاصفة فجأة وحلت كل شيء كالصحراء الجرداء .*******************
أستقلت ماجي أول سيارة تقابلها والدمع محجرًا في مقلتيها، تشعر بأن هناك جحرًا كبيرًا مرصد بشدة فوق صدرها ولا تعرف السبب، لمجرد إنها تسببت في ضيق أحدهم وشعوره بالضيق لهذه الدرجة وهي تفكر ما الذي فعلته دون أن تدري يا ترى .
وبالطبع لم يلحقا بها ليلى وفريد، ظلا ينظران إلى بعضهما البعض في حيرة وعدم فهم مما جرى ويوجد تساؤلات عديدة تحوم داخل رأس ليلى ليس لها أجابة بعد ولا تعرف ماذا تفعل ..
حاول فريد الإتصال بها ولكن لا تجيب على إتصاله مطلقًا، فحاول مرة أخرى وأخرى دون جدوى لا يوجد رد .. الشيء الذي جعل فريد يشعر بالغضب الشديد وظهرت عصبيته، بينما ليلى تقوم بتهدئته
- براحة شوية يا فريد .. احنا مش فاهمين إيه إللي حصل أصلًا .. نفهم بس الأول ومتتعصبش عليها .. أنا هحاول أكلمها أول لما أروح .. خلاص !!
زفر فريد بشدة وهو يقول بنفاذ صبر :
- خلاص ماشي يا ليلى .. سلامتركها ورحل وظلت بمكانها وحيدة لا تفهم أي شيء، تنهدت بحيرة ورحلت هي الأخرى .
******************
وقفت ليلى بمكانها حائرة بعدما تركها فريد، وهي تفكر وتشعر بأن هناك شيئًا ما غامض في حوارهم ليس له تفسير بعد، وكأن فريد وماجي يعلمون ولو جزء بسيط من حوارهم؛ ولكن ما السر يا ترى لينهض كمال فجأة ويرحل بهذا الشكل ؟.. بعد قرابة خمس دقائق رحلت هي الأخرى في أول سيارة وعادت إلى المنزل .
عقلها كان حائرًا ومنشغلًا لدرجة إنها لم تعد قادرة على فتح حقيبتها لإخراج المفتاح، فقامت برن الجرس، دقائق إلى أن فتحت والدتها الباب .
- السلام عليكم
دخلت ليلى وجلست على أقرب مقعد لترد عليها سميرة :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. من أمتى وأنتِ بترني الجرس يا ليلى !
ردت ليلى دون الإلتفات إليها :
- مفيش يا ماما كسلت بس أطلع المفتاح
جلست بجوارها وهي تشعر بتغيرها لتقول بقلق :
- مالك يا حبيبيتي .. حصلت حاجة في الكلية ؟
نظرت لها ولا تعرف ماذا تقول .. فقررت قول نصف الحقيقة التي لا تعرف سواها :
- مشادة بسيطة النهارده في التيم بس مش مفهومة بصراحة
إبتسمت سميرة وقالت وهي تربت على يداها :
- طيب قومي غيري هدومك شوية عقبال ما الأكل يستوي
نهضت ليلى وردت وهي تهم بالذهاب :
- لا هستنى زينة ونتغدى سوا
أنت تقرأ
قهوة مظبوطة
Randomرغم كحولها نعيشها .. رغم مرارتها احيانًا نشعر بلذتها لتزول تلك الغُصة رويدًا رويدًا مع انغماسنا بها .. رائحة ذكرياتها وعبق حكاياتها .. تلك الحياة بحلوها ومرها اصبحت كإدمان لمحبيها، كأنها لبعض البشر امرأة عجوز مر بها الزمان ومازالت تحافظ على رونقها و...