الحلقة 3

0 0 0
                                    

في صباح اليوم التالي أستيقظت ليلى باسمة سعيدة بعد مداعبة الشمس عيناها مثل كل صباح على زجاج النافذة .
تنهدت وهي تعتدل في جلستها وتقول بحب "صباح الخير يا أبو الهول ههههههه"
هذا الصباح غير عادي، فلقد إعترف أخيرًا من تحب، من ظلت تنتظره إقدام خطوة واحدة أتجاهها، من يقوم بمداعبتها كل صباح والآن تستمتع بهذه المداعبة أكثر من قبل، فهي الإعتراف فهي المواجهة التي تتمنى حدوثها منذ سنوات ..
ارتسمت بسمة عريضة على ثغرها عندما تذكرت كلمات زينة الليلة الماضية، تحلم بأن يوم من الأيام هو من يجلب لها الشمس إلى هنا، بل وفي منزلهما معًا، تحلم بهذه اللحظة أن يجمع شملهما على خير.
ظلت مستكينة في فراشها تذوب بأحلام يقظتها والبسمة لم تفارق شفتيها لحظة .. بعد قليل أستيقظت زينة لتستعد للعمل، وجدتها مازالت في فراشها باسمة شريدة، لم تشعر حتى باستيقاظها .. نظرت للنافذة ثم توجهت ببصرها لشقيقتها بتجهم:
- كل ده في السرير !! .. مش عندك محاضرات يا بنتي؟ .. ربنا يتوب علينا من أبو مراية ده
قالت هذه الجملة وهي تغادر فراشها وتترك الغرفة، ولم تكترث ليلى لكلماتها بل ظلت في عالمها الخيالي الجميل .
عادت زينة بعدما غسلت وجهها وتوضأت وأستعدت لصلاة الضحى وهي تنظر لها بدهشة، على غير العادة تستيقظ وتبقى في فراشها هكذه شريدة ثم صاحت بها:
- أنتِ يا حجة .. مش نازلة الكلية ولا إيه؟
أعتدلت ليلى جلستها وعقدت ذراعها باسمة وهي تقول بحب:
- مبسوطة شوية .. مليش نفس أروح الكلية النهارده
ضربت زينة كف بآخر في تعجب لما ترى وتسمع:
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. أعرف إللي زعلان ولا المضايق هو إللي ملوش نفس ينزل مش العكس !!
تتهدت بأريحة وهي تستند على ساقيها لتقول:
- مش عارفة والله يا زينة .. بس تقدري تقولي كده صاحية مزاجي متظبط ومش عايزة حاجة تعكره
عقدت جبينها لتقول بعدم بفهم:
- في حاجة في الكلية ضايقتك ولا إيه؟
تلاشت البسمة لحظة عندما تذكرت ما حدث ثم عادت إليها مرة أخرى بعد محادثة ماجي ليلًا:
- يعني تاتش بسيط كده .. المهم أن أحلى حاجة الواحد يبدأ يومه وهو متظبط ويا سلام لو فنجان قهوة مظبوط كده على الصبح
إبتسمت بحب ومرح:
- يا سيدي على الروقان .. طيب يا ستي يا رب دايمًا .. هو احنا نكره .. قومي بقى ألحقي اتوضي وصلي عشان تلحقي محاضراتك

تركت فراشها وقامت لتقوم بكل الأستعدادات اللازمة كل صباح لتبدأ يوم جديد.

******************

أستيقظ كمال مبكرًا على غير العادة، ولكن ظل في فراشه يفكر كثيرًا بسوء الفهم كما وضحت له والدته ولكنه على غير اقتناع بذلك، وعلى إصرار إن ماجي وفريد يقصدان ما قيل له أمام ليلى، فشعوره بالضيق مازال يسيطر عليه ولا يستطع تخطاه بعد إلا بمعاتبتهما.
قام على الفور وأغتسل سريعًا وبدأ يستعد لأرتداد ملابسه والذهاب للكلية لينهي الأمر الذي يقف فوق صدره من ناحيتهما.

خرجت منى تتناول فطورها كالعادة وراضية تضع على المائدة ما تبقى من صحون وجلست بجوارها:
- الساعة 7 يا منى.. قومي صحي أخوكِ
تنهدت بانزعاج من طلبها اليومي التي ملت منه بالفعل وهي تعرف جيدًا أن لا فائدة من ذلك:
- ماما هو بجد مبتزهقيش من أسطوانة كل يوم دي!! .. من أمتى وسي كمال بيصحى بدري عشان ينزل كليته زي البني آدمين .. ها!
نظرت لها راضية بضيق وتوعد، ليأتي خالد من الداخل على صوت صياحها:
- هو مفيش يوم يعدي إلا لما أسمع صوتك أنتِ وأمك بتتخانقوا على الصبح
صاحت بدفاع:
- يعني حضرتك مش شايف يا بابا!! .. كل يوم على الموال ده صحي اخوكِ وياريته بيصحى إلا ما بينوبني غير كلمتين منهم وخلاص .. (نظرت لراضية) عايزة تصحيه صحيه بنفسك
طرق على المائدة بضيق:
- عيب كده يا منى الطريقة إللي بتكلمي بيها أمك دي
شعرت بالتخطي وردت سريعًا بأسف:
- مقصدش أضايقها بس هي إللي بتنرفزني بموال كل يوم ده
صاح بها خالد بنفس النبرة:
- سيطري على أعصابك وأتفضلي يلا قومي صحي أخوكِ
تبادلت نظرات الغضب والضيق بينهما وقامت وهي في قمة غضبها تتحدث لنفسها، وبدون أي مقدمات فتحت الباب بعنف، لتنظر له بدهشة وهو يرتدي قميصه، الأمر الذي أشغل الغضب زيادة بداخلها، فكل هذا العراك من أجله وهو مستيقظ.
اندهش من الدخلة الهجومية ونظراتها الحارقة كالسهام البركانية التي تنطلق من عيناها إلى أن وقفت أمامه وهي تضع كلتا يداه على خصرها وصاحت منفعلة:
ـ من أمتى سيادتك بتصحى بدري كده .. طبعًا هنا ولا على بالك الموال إللي بيحصل برة بسببك
نظر لها وقال بملل وضيق:
- في إيه يا بنتي على الصبح .. منى أنا صاحي مضايق خِلقة ومش فايقلك .. إللي حصل ؟
جلست على الفراش بنفس الوضعية وصاحت بإنفعال:
- في إنك بارد وغلس ومعندكش دم .. كل يوم اتهزق وأسمع كلمتين ملهومش لازمة عشان سيادتك تصحى وبعدين أسمع كلمتين بايخين زيك .. فياريت بقى تقول لماما تنسى مهمتي دي للأبد وتظبط الزفت إللي عندك يصحيك .. عن أذنك

قهوة مظبوطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن