بدايةُ الخوف..

31 1 0
                                    

معاناةٌ تجري في خلاياي.. إنها تدفعها للجنون.. وتقومُ بدفعي كذٰلك للجنون.. قُمْ وأهرب قبلَ أن تنتقلَ إليكَ لعنتي.. فَقَدْ أهلكتني إلى حدٍّ غير معقول.. للبدايات هدوءٌ يروقني.. وللنهاياتِ خوفٌ يَأسرُ فؤادي.. أيُّ الأشياءِ تفضل.. الواقع أم الخيال؟..
.
.
.
أنا سارة، فتاة ترتاد المدرسة الثانوية.. حيثُ أني في السنة الثالثة منها مستعدةً للتخرجِ.. وأقضي أيامي الأخيرة في المدرسة بحيوية بكلِّ ماأستطيع.. لربما أكون فتاة مملة في بعض الأحيان.. ولٰكني دوماً أبحث عن التغيير الذي نسعى إليه جميعنا.. "التغيير للأفضل" "المستقبل المشرق" "السعادة الأبدية" "مصدر السعادة" وأشياء كهٰذه تبدو سخيفه احياناً فلا يُمكن أن يكون المستقبل مشرقاً دوماً، ولا يُمكن أن تبقى سعيداً دوماً.. ف مشاعر الإنسان متغيرة والوقت يتغير والأناس يتغيرون وفق ما يحضونه من ظروفٍ تجعلهم اكثر رشداً أو أكثر كآبة.. وتضطر ربما لترك أحلامك التي حلمت بها منذ الصغر..، هه يبدو أنني انغرست في الحديث كثيراً.. لأُعَرِفَ عن نفسي من جديد.. انا سارة في السنة الثالثة من الثانوية أبلغُ الـ١٨ تقريباً.. وأحضى بأخوين أحدهما أكبر مني بثلاث سنوات.. والآخر أصغر مني بأربع سنوات.. ولا أملك أخوات.. لطالما فكرت بماهية الأحاسيس التي تنتاب الأشخاص الذين يحضون بأخوات.. لربما تحدث المشاكل كما تحدث مع إخواني.. ولٰكنهُ يبدو ممتعاً أن أتشارك نفس الإهتمامات مع أحد الاشخاص في البيت.. ولٰكن ما باليدِ حيلة..
وأما من ناحية الأصدقاء، ف لطالما كنتُ أبحث عن الصداقة المثالية التي أستطيع التعرف على مشاعر الإهتمام الحقيقية من الطرف الآخر.. ولٰكن للأسف لدي كثيرٌ من الأصدقاء الذين لا أعتبرهم أصدقائي.. ولٰكني أجاريهم.. كاللاتي يبحثن عن اللاتي يملكن إطلالة متأنقة أو هالة (كاريزما) ليحسِسن بالأفضلية في داخلهم.. وهٰذا ما يُزعجني.. أرجو أن ألتقي بصديقةٍ حقيقية في الكلية.. وإلى ذٰلكَ الوقت.. سأبذل جهدي..
.
.
لا يُوجد الكثير من الكلام الذي أخبركم فيه عن مدرستي وحياتي اليومية.. عدا مقاومتي للنوم يومياً والإنجبار لحضور كافة الحصص وعدم مخالفة قوانين المدرسة والاِختبارات التي أخوضها كل مرة..
ومِنْ صُعوبةِ المواد.. إنه الترم الثاني، أي الأخير لي لهٰذهِ المدرسة لهٰذا معظم الطُلاب يريدون أن لا يندموا على مافعلوا فيها بعدَّ التخرج.. فالمدرسة الثانوية تحكم عليك وعلى دراستك كما تفعل الجامعات.. هه.. وبدلاً من هٰذا الكلام المُمِل.. سأتطرق لأهم نقطة في هٰذهِ الحكاية..
.
.
بدأ الأمر حِينما كنتُ مغادرةً من المدرسة في طريقي للمنزلِ في أحد أيام الصيفِ الحارة.. ولَقَدْ كُنتُ منهكةً حقاً من حرارة الشمسِ واليوم الدسمِ بالحصص والواجبات.. وما إن توقفتُ عن المشي حتى أرى البدايةَ هٰذهِ القصة المُريبة.. حيثُ كان هنالك ساعي بريدٍ مترنحاً عند باب منزلنا.. قمتُ بتلقي الطلبية منه.. حيثُ كان بصندوق ضخم حتى تفاجأتُ بوزنه.. وتسآلتُ مَنْ الذي طلب بهٰذا الصندوق؟.. أو مَنْ قامَ بإتيانها إلينا!.. دخلتُ المنزل وقمتُ مسرعةً بتبديل ثيابي وحضيتُ بحمام بارد يُنسيني حرارة الطقس في الخارج.. وجلستُ على سريري لأستريح قليلاً.. ونسيت للحظةٍ عن ذٰلك الصندوق.. وبما أنَّ أهلي مازالوا خارج المنزل في العمل والآخر في المدرسة.. ف راودني فضولٌ عما يتملكه هٰذا الصندوق.. لأفكر قليلاً ومِنْ ثَمَّ أحسِّمُ قراري.. بأن أفتحه!.. وجلبت المقص لأقصقص تلك اللصاقات القوية والغليظة.. لأتمكن أخيراً من فتحه.. ولٰكن لحظة..، ماتلك الآلة.. أو بالأحرى!.. ماتلك القنبلة!!! إنها موقوتة ويجب علي أن افكك أحد أسلاكها ليتوقف العَدُّ التنازلي!.. آآ السلك الأحمر يبدو خطيو لالا ولكن الأزرق اهه ماالذي يتوجب علي فعله!!.. سأفقد عقلي.. سأقطع الأحمر في النهاية.. ... ... .. ... .. 💨💥
——لربما كان خياراً خاطئاً——
طووط..طووطط.. طوطط.. طوط.. صوتٌ غريب.. لِمَ أسمع صوتاً وأنا قد توفيت.. لربما هلاوس الموت.. لا أعلم.. جسدي الذي سُحِقَ من الإنفجار المفاجئ لم أعد أشعرُ به... ليوقظني صوتُ منبه الهاتف.. كما لو أنه يومٌ جديد.. وصباحٌ مريح.. وكـيومٍ لطيف..
حيثُ في السابق كنتُ أكره هذا الصوت.. ف هُوَ يُشيرُ على أني سأحظى بيومٍ مليء بالمسؤوليات كالعادة.. ولٰكن لشخصٍ ميتٍ مثلي.. يبدو كنبضٍ جديدٍ للحياة..
... ... ... -مهلاااًً كيف استيقظت!! أهل أنا حية؟؟ ولٰكني قَدْ مُتُ بالأمس!! نحنُ لسنا في فلم إثارة كما تعلم!! لابُدَ من وجود شيء خاطئ.. أكانَ حُلماً؟.. لا لَمْ يكُن كذٰلك بالتأكيد!.. فمازال صوت القنبلة يرّنُ في إذني وأشعر بحرقةٍ وأنا لا احترق.. انا متأكدة.. أني قد مت.. هل أُعلِّمُ أهلي؟.. لربما ينتهي المطاف بي في مصحة نفسية
هه.. في النهاية سأضطر للتصرف وكأن الأمور طبيعية..
-أغسل وجهي وأفرش وأمشط شعري وأرتدي ثياب المدرسة لأنطلقَ وكُلِّي هلعٌ من ذٰلك الموقف..
-في الحصة الأولى-
الأستاذة: امم اليوم التاريخ.. ماكان؟
البنات: ٢٤ يناير
انا: بل ٢٥ من يناير
البنات: ماخطبكِ ياسارة؟ إنه تاريخ أمس
الاستاذة: لحظة سأتكد من التاريخ.. اوه صحيح إنه ٢٤ من يناير، يجب عليك أن تحظي بتركيزٍ أعلى ياسارة..
البنات: -ضحكة خفيفة-
———————————
انتهى بي المطاف في الفسحة الأولى بأن أجلس لوحدي فلَمْ أقدر على اِستيعاب أي شيءٍ اليوم.. كيف الأمس قد تكرر؟.. ألربما لانهُ تمَّ إعادةُ إحيائي؟.. لايُمكن.. بالأصل ما قصة إعادة الإحياء هٰذه أكادُ أسخر على نفسي كوني أتفوه في هذه الأمور وانا اعتدتُ كوني إنسانة ترفض الخيال..
———————————
انتهى اليوم الدراسي الممل.. وها أنا متوجهةٌ إلى المنزل..
نعم.. متوجهةٌ إلى ذات المنزل في نفس اليوم وسألتقي حتماً بساعي البريد ذاك.. وذاك الصندوق.. المشؤوم..
-ها قد وصلت.. هل أرتاح لأني وصلتُ إلى البيت حيثُ أجِّدُ فيه راحتي.. أم ألعن الحظ الذي أمتلكه لأكرر نفس التجربة تلك.. ولٰكن سأتمالك بأعصابي..
——————————
انا: اوه ساعي البريد؟
ساعي البريد: اوه اجل، تفضلي
انا: انا لم أطلب شيئاً أتظن أحد من في المنزل طلبه؟
ساعي البريد: امم لستُ متأكد ولٰكنها تبدو هدية ضخمه نظراً لحجمها.. لربما شخصٌ عزيزٌ عليكِ أتاها إليكِ.. جربي سؤال أحد أفراد عائلتك.. يوماً طيبا!..
انا: ...
———————————
- لقد ذهب همم.. لا يُجدَر بي أن افتحه مرةً أخرى أو أني ادخله بالأصل إلى المنزل.. ولٰكن يُجدر بي أن أسأل عائلتي عنه..
             —————— بعدَّ ساعة ——————
- أصوات خطوات -
انا: -أخرج من غرفتي لأجلس في غرفة المعيشة-
امم حسناً لدي سؤال يتراودني..
الأم: ماهوَ ؟
انا: هل طلبتِ شيئاً من موقع ما أم هل لكِ درايةٌ ب مَنْ قَدْ طلب شيئاً
الام: لا لم أطلب شيئاً ، لماذا؟
انا: اه امم حسناً الموضوع هو..
الأم: وهل فتحتيه ؟
انا: لا اظنها فكرة جيدة فهو لا يخصني
الأم: منذُ متى تملكين هذا الحس الدبلوماسي خِلتُكِ لفتحتهِ وانتهيتي
انا: ..هل انا هكذا حقاً..، على أية حال أمي.. جربي سؤال أخواي لتعلمي مَنْ صاحب الطلب..
الأم: سأسألهم لاحقاً..
———————————————
لوهلةٍ تذكرت أمراً هاماً.. أن في هٰذا الصندوق قنبلة موقوتة..
أي أنها قابلة للانفجار في أي لحظة!.. لأيٍّ من الوقت سأحتفظ بهٰذا الصندوق لدي!!. لا أريد إعادةَ نهايةٍ مأساويةٍ كتلك التي حدثت!..
آخخ~ ولٰكن.. بعدَ التفكير ملياً.. في الأمس، حينما فتحت الصندوق كان أمامي دقائق معدودة لإنفجار تلك القنبلة.. والآن انا احتفظ بها لمدة أطول من المدة السابقة ولَمْ تنفجر.. هل الصندوق مختلف هٰذه المرة؟.. أم أن القنبلة لا تقومُ بالإنشعال إلا في حالِ فتحها؟.. يبدو الأمر غريباً..، وإذا كانَ حقاً هذه المرةُ الصندوق مختلفاً.. أللمُرسِلِ درايةٌ بأنهُ أُعيّدَ إحيائي!؟.. أم أن نتيجة إعادتي للزمن أدت لحدوث مفارقة في الأحداث؟.. كم هُوَ محير الموضوع.. ف كوني مجرد فتاة في الثانوية لا يجعلني داريةً عن ماهية التصرف الصحيح لهاته الحالات.. أوهل حتى غيري لا يستطيع.. وذٰلك سبب صمتي لهٰذا الموضوع.. فمعظم الناس لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم ويفكروا كثيراً فيحكمون عليك بالجنون وماشابه..، أياً كان.. سأقوم بتغيير هٰذا الحاضر.. مهما تطلب الأمر!..
———————————————
مازلتُ في نفس اليوم ولٰكن تكاد الساعة الـثانية عشر ليلاً بالولوج..
عاجزةً عن النوم.. منهمكةً بأفكاري.. حيثُ سابقاً أتتني أمي لتخبرني بأن لَمْ يَقُمْ أحدنا بطلب شيء.. ولربما أخطأَ ساعي البريد في مكان الإيصال..، وذهبَت ودعتني في حيرةٍ من أمري.. مَنْ الذي سيفتعل هٰذهِ الجريمة بحقي أوهل كان مقصدهُ قتلي انا بالتحديد؟.. أم أحداً آخر؟.. أسئلةٌ لن أجد لها جواباً طالما أظلُ في نفس المكان وأُعيد الروتين..، أمسكتُ بهاتفي مستريحةً على جانبي..
لأقع حينها على موقعٍ يدعى "موقع الشبح"، موقعٌ مبهمٌ يتواجد على المتصفح العادي دون حجب.. ياترى أهل مزحةٌ من احد..
-نقر-  مكتوبٌ بوصفِ هٰذا الموقع التالي:
[ هٰذا الموقع تمَّ وضعهُ خصيصاً لتحديد الأشخاص والبحث في خلفياتهم -بشرط كونها شخصية غير عالمية أو غير حكومية- شخص ضائع؟ شخص تتحرا في أمره؟ شخص تشك فيه؟ شخص تريد تتبعه؟ دعِ الأمر لموقع الشبح؛ ولأضيف على ذٰلك موقع الشبح لا يَستلِم النقود، فنحنُ نعملُ من أجل المتعة وللوصولِ إلى آمالكم .. تواصلوا معنا..
..يبدو مريباً حقاً.. حتى أنهم لا يستلمون نقوداً لعملياتهم الترصدية!.. أينَ القانون عنهم..، ¡¡لقد استوعبتُ شيئاً للتو!!
لربما استطيع التعرف على هوية مرسل الصندوق عن طريق هذا الموقع الغامض.. لا أدري أهل هي فكرةٌ جيدةٌ أم لا.. ولٰكن بعدَما تعرضت للموت مرة.. يجب علي أن أحافظ على حياتي هٰذه المرةِ حتماً!!..
—————إتصال —————
شخص: مرحباً؟!
انا: اوه نعم أحاول التواصل معكم من موقعكم الذي يدعى ب"الشبح"، أهٰذا هُوَ رقمكم صحيح؟..
الشخص: آآ نعم انتي محقة نحن عملاء في هٰذا الموقع.. إذاً تفضلي بطلبك؟
انا: في الحقيقة أبحث عن هوية لشخصٍ لا أعرف عنه شيئاً بتاتاً.. غير الصندوق الذي جلبهُ ساعي البريد إلي..
وفي هذا الصندوق قنبلة كادت تقتلني وحينما كنتُ افرفرُ في النتِ وجدتُ حينها موقعكم الذي يُدّعي أنه قادر على معرفة الأشخاص والتحري في أمرهم، فهل بإمكانكم مساعدتي؟..
الشخص: تبدو قضيتكِ صعبةً بعضَ الشيء فلا تحتوي على اسماء او تلميحات فقط شيء واحد ملموس..، مارأيك أن تسلمينا الصندوق لنتحرى بأمره؟
انا: أهل انتَ متأكد؟.. هٰذه المرة لربما تنفجر عليكم انتم
الشخص: هٰذهِ المرة؟؟ إذاً أحصلتي على صندوقٍ آخر؟؟..
انا: امم يَصعُبُ شرح الأمر .. ولٰكن يمكنك قول نعم..
الشخص: امم جيد، نملك ادوات لمعالجة مثل هٰذه الحالات الطارئة فقط أعلمينا بمكانِ تبادل الصندوق غداً
انا: حسناً
————— أغلق الخط —————
- من الأفضل لي الآن بأن أخلُدَّ للنوم.. فالغدُ يبدو مرهقاً..
.
.
——————الصباح الساعة السادسة والنصف——————
- لَقَدْ أطلتُ النومَ قليلاً يجِّب أن أُسرِع..
الحصة الأولى —شاردة—
الحصة الثانية —شاردة—
الحصة الثالثة —شاردة—
- في الفسحة: الفتيات: مابالكِ هٰذان اليومانِ سارة! إنكِ لستِ على سجيتكِ!..  أهل حصَلَ أمرٌ ما؟..
انا: لا.. فقط أشعر بالتعب قليلاً، لربما لم انم جيداً
الفتيات: هل أنتِ متأكدة أنَ الموضوع يخصُ النوم فحسب؟ يبدو وجهك شاحباً كما ليسَ من قبل..
انا: انا بخير
الفتيات: حسناً إذاً لن نضغط عليك..
    ——————— بعدَّ المدرسة ———————
الساعة تشير إلى الـ٢:٣٠..  الموعد الذي حدّدتهُ مع الرجل بالهاتف أمس.. وها أنا متجهةً إلى المكان المحدد حاملةً الصندوق..
دقائق معدودةً حتى وصلت.. ولَمْ يكُن يبدو كأولٰئك الذين يبدون كالمطاردين في الأفلام.. بل يرتدي ملابس عاديةً ويتصرف بشكل طبيعي.. لربما تلك أسرار المهنة..
الشخص: اوه إذاً هذا هو الصندوق
انا: نعم
الشخص: إذاً وداعاً
انا: إلى اللقاء
الشخص: سنلتقي مجدداً أظن
انا: هاه؟
     ———————عائدةً للمنزل ———————
- ماالذي كان يتفوه به ذٰلك الشخص.. بعدَّ التفكير.. كان يجب علي أن ارتدي مايخفي ملامح وجهي حتى لا يتعرف علي.. فلربما لا يبدو ظاهراً عليه ولكن من المحتمل كونهُ لا يختلف عن المطاردين المجرمين.. هه، سئمتُ التفكير..
  —————لحظة الإنسداح على الفراش—————
آآههخ.. انا متعبة.. لربما سأغفي لساعة أو حواليها..
                ——— دينق دو~نق   ———
- صوتُ جرس الباب الذي كُرِّرَ مراراً وتكراراً أيقظني من غفوتي..
والذي قامَ أبي بإستلام شيءٍ ما.. ذهبتُ فضوليةً إليه لأرى بيده صندوقاً.. لينتابني شعورٌ غريب..
انا: أبي أهل هٰذا شيءٌ قَدْ طلبته..؟
الأب: كلا، ولٰكنها تبدو هدية جيدة من شخصٍ قريب..
انا: كلاا!
الأب: ما خطبك؟..
انا: لا يجب عليك فتح هذا الصندوق.. إنه خطر
الأب: ومن قالَ أنهُ خطر..
انا: انا من قلت .. صدقني هذه المرة!..
الأب: حسناً حسناً.. ولٰكن إن كان خطراً حقاً لِمَ ستحتفظين به أنتِ..؟
انا: سأخبرك في اللحظة المناسبة.. لاتستعجل أبي.. ثق بي..
الأب: ...
——————————— دخول الغرفة————————
- لابُدَ أني بدوت مثيرةً للريبةِ أمام أبي.. لربما علي ان أعيده إليه؟..
كلا.. لا يُمكن ذٰلك.. لن اسمح بتعريضه للخطر.. سأحميهم بنفسي.. بطريقةٍ ما!..
————        ^^إتصال مفاجئ^^             ————
انا: من معي؟
الشخص: آآ إنه انا من موقع الشبح.. في الحقيقة
انا: ماذا هل اكتشفت شيئاً ما؟!..
الشخص: للأسف ماوجدتهُ داخل الصندوق كان مجرد صندوق فارغ..
انا: ولكنه كان ثقيلاً!!!!! أتمزح معي؟..
الشخص: انا اعلم ذلك فلقد حملته كذلك.. ولكن هذا هو الأمر..
انا: هل هنالك خدعة سحرية في هٰذا الموضوع أم ماذا؟..
من المستحيل حدوث أمر كهٰذا إطلاقاً!..
** يبدو أن الصندوق يتصرف وفق مَنْ يفتح ويحمل الصندوق ليستهدفه .. أودُّ أن أُطلِّقَ على هٰذا الصندوق ب"الجريمة المثالية" لا يستطيع أحد إثبات أن هٰذا الصندوق أداة قاتلة.. في حين تُخفى محتويات الصندوق بطريقة مستحيلة إنْ فُتِحَ من قبل شخص آخر.. مما يُحدِّثُ جريمةً لا اسمَ لها  ومِنَ الظاهرِ أن قدري محتومٌ للموت من قبل هٰذا الصندوق.. من قبل شخصٍ مختل.. مختلٍ يُجِّيدُ تمثيلَ دور نمط المنظم في جرائمه.. بهٰذه الإمكانيات سيستطيع النيل بأي أحدٍ حتماً.. ولربما إعادة بعثي كانت أملاً لأكشفَ خفايا هٰذا المجرم المتخفي.. فلَنْ أضيعها ..
———————— في السادسة مساءً ————————
- لَقَدْ نسيت تماماً موضوع الصندوق الآخر.. ولكن لا جدوى من تسليمه إلى العامل من ذٰلك الموقع .. ف بالأرجح سيُعاد ذات السيناريو السخيف.. سأفكر حالياً بحلولٍ لهٰذه المشكلة العويصة..
ولٰكن أهُوَ شيءٌ يحتاج كُلَّ هٰذا التفكير حقاً؟.. لربما شيءٌ بسيطٌ لَمْ ألحظه.. ولٰكن أهل هٰذا حقيقي؟.. لا أحد سيُجيب على أسئلتي غيري.. تلكَ الأحجية.. تملك جزءاً مفقوداً.. قطعة ضائعة..
ماهي يا ترى..؟ كُلُّ ماأعرفه إلى الآن.. بأنهُ أشبه بصندوق باندورا حيثُ يحمل شرور الإنسانية.. ولٰكن ضد شخص فقط.. وهُوَ أنا..
أهل أفتح الصندوق وأنتهي من هٰذه الفرضيات؟.. إن كان قدري.. فالمواجهة خيرٌ أحياناً.. فيها الخلاص والراحة.. حسمتُ أمري! سأقوم بفتحه.. مهما كان الذي بداخله.. سأواجهه بقوتي.. نعم.. بقوتي..      <<<< فتح الصندوق >>>>
- يبدو الأمر مختلفاً هٰذهِ المرة.. حيثُ أن الصندوق كان مسالماً ويحوي رسالة موجهةً إلي.. تقول :
(مبروك النجاح بعملية مواجهة الموت والعودة للحياة!.. إنك تستحقين أن تكوني عميلةً لدينا.. سندربكِ حتى تصلي للمستوى الخامس! بتدريبات مكثفة من نوعٍ خاص.. أصحاب المستوى الخامس نادرون.. ولا يُمكن الوصول إليهم بتلك السهولة ولٰكنك تملكين قلباً شجاعاً.. حتى ولو قُمنا بإعادة الزمن للشخص ليعود للحياة.. ف بالحقيقة يموت فور استيقاظه لحياته الاخرى نظراً لعدم تحمل الصدمه.. وبعضهم يُصاب بالجنون.. أرجو أن ترسلي إجابتكِ لهٰذه الدعوة.. )
... - أغرب ماقرأته في حياتي.. لفل ٥؟ تدريبات؟ منظمة؟ مسؤولة؟ املك قلباً قوياً؟ ومادخلكم فيَّ يا هذا!؟.. لقد سئمت الأمر.. سأعقد اتفاقاً معهم لنتلاقى كأنني وافقت على الدعوة.. ومن ثمَّ سأنتقم!!..
——— اليوم التالي ———
-متوجهة لمكان الإتفاق.. حيثُ أخذوني بعدها لسيارةٍ سوداء فاخرة ومنعوني من الرؤية حتى لا اكشف مكانهم السري بغطاءٍ على عيني.. وحيثما وصلت دخلتُ مضمدة العينان ومن بعدها أزالوه عني أخيراً.. مكان غريب حقاً.. يبدو كاالذي يظهر في الأفلام لمنظمات سرية .. إنها حقاً منظمة سرية إذاً..
موظف: إلى هنا اِتجهي..
انا: آآ حسناً
موظف: سيأتي الرئيس في لحظات يُرجى الإنتظار
انا: ...
الرئيس: إنها انتِ حقاً ههه أكاد لا أصدق أنكِ أتيت فورَ قراءةِ الرسالة.. فإنك مجرد قاصرة وتملكين كُلَّ هٰذه الشجاعة.. يالهُ من أمرٍ مبهر..، إذاً أنتِ موافقة صحيح؟..
انا: .. قبل ذٰلك، ألا تريد إخباري لِمَ تستهدفون أشخاص معينين؟
الرئيس: ههههه بل بالعشوائية نختار.. نصادف أُناساً ومن بعدها نقرر مراقبتهم من بعيد لعدة أيام .. ومن بعدها نرسل الصندوق ذاته..
انا: يالهُ من فعل شنيع
الرئيس: يبدو عليك الغضب.. أهل ربما ترفضين هٰذا العرض؟
انا: بالطبع أرفض.. لَقَدْ تعلمتُ على محبة الناس وإستعمال اللطف معهم لا العنف.. ذٰلك غير أني أجهل لِمَ تطورون الأشخاص ليصبحوا أقوى.. أهل لتدمير العالم؟..
الرئيس: سنستخدمها وقت الحاجة إن اضطررنا.. ولٰكن بعلمك.. بعدما عرفتِ كُلَّ تِلكَ المعلومات عننا لن نجعلك تفرِّين هكذا وحسب.. فلكلِّ فعلٍ عواقبه الوخيمة..
انا: قبلَ ذٰلك.. أنا مَنْ سينال عليكم!!!
-صوت إطلاق نار -
انا: لـ~لَقَدْ فعلتها..!! هزمت الرئيس!!
——-^- صوت إطلاق نار ——-^-
انا: هاه؟ ماهٰذا.. دم أهٰذه لون دمائي؟.. يبدو جميلاً ولكن مخيف ومؤلم..
الموظف: لقد نلتُ على الفاسقة ولكنها أصابت الرئيس أرسل الإسعافات!
انا: ومَنْ يهتَمُ بحياة مجرم يترأس مجرمين بالخفاء ويصنع أحجياتٍ مميتة خفية..، أهَلْ الحياة الثانية ستكون أجمل؟.. أم هل سيُعاد إحيائي؟ على الأقل.. أتمنى أن أجِدَ حياةً تملؤها راحة البال.. في فصلِ صيفٍ آخر..
-انتهى

-آرائكم؟🧏🏻‍♀️

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 28, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ماوراء الغموض..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن