يَومِيَاتِ مَرِيضٍ نَفْسِي

الموت

عندما يتحدث الناس عن الموت ترى الخوف يجري في عروقهم يغرق أعينهم يكسر أضلاعهم يخاف الناس من الموت كخوف الطفل من الظلام فالناس تخاف من المجهول.

الموت لا يخيفني لكنه يسعدني فالموت هي الحقيقة الوحيدة في هذا العالم فعندما يتحدث الناس عن الموتى فيقولون مات صغيراً يا ناس الموت لا يعرف صغيرنا او كبيرنا إنما هو مثل الأفعى التي تلتهم من أمامها لا تفرق بين كبير او صغير.

الموت هو كل ما أريده من هذه الحياه فكل ما نعرف من الحياه هي الخيانة نتداعا الفرح ولكن هل هذا حقاً ما تشعر به، فلا يمكنك الكذب على نفسك.

مع كل دقة ساعة نقترب اكثر وأكثر إلى الموت في ايّام ميلادنا نحتفل بسنة أخرى قريبة لموتنا، ففي كل سنة نمر على تاريخ يوم مماتنا ونحن لا نعرف، فما هو إلا يوم مثل ايّام السنة.

فالقبر لا يرفض الموتى لا يرفضك مهما كانت جنسيتك مهما كان جنسك مهما كان لونك فالقبر يتقبل الجميع، الجميع متساوي فكلنا سننتهي تحت التراب.

بعد آلاف السنين لن يعرف أحد عننا يا صديقي سوف ينساك العالم كله سوف تكون مثل اَي بشري عاش على هذا الكوكب الملعون ومات عليه أيضاً فما أنا وأنت إلا نتفة في هذا العالم الكبير الذي عاش في ملايين بل مليارات البشر.

أود أن أرقد تحت التراب بسلام روحي كامل، أريد أن انام نومة العمر التي لن استيقظ منها ابداً سوف يكتشف الناس أنهم يحبوك بعد مماتك سوف يتظاهرون بعرفتك سوف يتظاهرون بحبك يا له من عار لن يعلم الناس ألمي إلا بعد مماتي.

سوف يقفون في عزاي وهم حزينين وأعينهم غارقة في الدموع، سوف يحاولون تذكر كلماتي ولكن لا شيء...

لأنهم لم يستمعوا لي عندما كنت على قيد الحياه لم يعرفوا من أكون، لا يعرفون سوى أسمي ويوم ميلادي، سوف يعرفون حقيقتي بعد دفني تحت التراب.