#حب_بالاكراه
(#الحلقة_الرابعة)
التفت فوجدها تبكى بصوت مكتوم نظر الى يديها فاتسعت عيناه وجلس أمامها مفزوع
امسك بيديها وقال بفزع : ايه ده ؟ إيه اللى عمل فى إيدك كده ؟
سهيلة وهى تبكى : كان..... فى ازازة خضرا فى النيش ....وانا بنضفة وقعت
تذكر يوسف أنه وضع الحمض فى النيش ونساه
قال بحزن : انا اسف نسيت الحمض هناك .... قومى خدى مسكن
اجلسها على السرير واخذ مفاتيح صيدليته وهبط مهرولا احضر الادوية اللازمة وعاد .. ربط ذراعها وقدمها التى اصيبت ببعض الحمض ايضا بعدما وضع عليهما الكريم المناسب واعطاها مسكنا للالم فنامت من التعب والارهاق طوال اليوم . بينما هو ظل ينظر اليها متألما أنه السبب مسح على شعرها الناعم بحزن ثم تمدد بجانبها الى أن غلبه النعاس
***
فى الصباح استيقظت فوجدته بجانبها ظلت تنظر اليه وتتأمل ملامحه لأول مرة بعد أن كانت ترى ملامح وجهه خطفا بالبصر من غير أن يلحظها حتى شعرت بقرب استيقاظه بعدما بدا بالحركة . استند على ظهر السرير ثم مسح على وجهه وقال بحنان لاول مرة تسمع منه هذه اللهجه : انا اسف عاللى حصل انبارحسهيلة باضطراب : لا عادى محصلش حاجه
يوسف محاولا انهاء الموضوع : طب يلا عشان نفطر
سهيلة : انا مش عايزة اكل
يوسف بلا مبالاة : ماشي اللى يريحك
وبعد نصف ساعة سمعت طرقات على باب غرفتها فاذنت ليوسف بالدخول . صدمت عندما راته يدخل الى الحجرة حاملا فطورها على يده
وضع الصينية امامها بهدوء ثم قال : اتفضلى الفطار اهو ..... صمتا لوهلة ثم قال لها : متبصيش ليه كده . كلى يلا .. انا هخلى بالى منك لحد ما تبقى كويسة
سهيلة بتساؤل : انت ما روحتش الشغل انهاردة
يوسف : لا مروحتش... ثم قال انفا وكأنه يريد ان يعترف بشىء : انا اصلا من يوم ما اتجوزتك مكنتش بروح الشغل .. كنت بسهر مع اصحابى عما اول شهر يخلص وابدا شغل
قالت بعدم فهم : ليه ؟
يوسف : انا بدات اسيب البيت من تاتى يوم على طول لو روحت الشغل هيقلبوه سين وجيم وانا مش ناقص
قطع حديثهم جرس البيت تركها ليرى من الطارق فوجد والدته
دخلت والدته الى غرفة سهيلة مباشرة بعدما رات المطبخ مكركب بعد لمسات يوسف فى تحضير فطار اليوم والصالة المقلوبة راسا على عقب
الام بغضب : انتى لسه نايمة ... ؟ مشوفتيش مطبخك عامل ازاى
ظل يهرش فى ذقنه يبحث عن مخرج . فقد كان يخشي أن تعرف أمه بشأن يدها وتخبر والده . اقتربت امه من سهيلة وشرعت فى جذبها لتخرجها من السرير . حاولت سهيلة النهوض ولكن بمجرد تلامس قدمها بالارض جعلت تتأوه بشدة . أسرع يوسف اليها واجلسها وقال لأمه : هنضف انا المطبخ يا ماما هى تعبانة
ظلت تنظر اليهما فى زهول وهى لا تفهم شيئا ولم تنطق
حاول يوسف ان يستجمع كلماته ويخبرها الحقيقة : اصل ... كان فى ماية .. قاطعته سهيلة قائلة : كنت بعمل شاى والماية وقعت على دراعى وطرف رجلى بعد ما غلت
نظر اليها يوسف متعجبا بينما اردفت الأم قائلة : الف سلامة يا حبيبتى
ثم نظرت اليه معاتبة : يعنى شايفنى جاية اشدها مش تعرفنى طايب .
يوسف : ما هو ...
الأم : انت هتفضل بوروطة كده على طول ومبتعرفش تتصرف وابقى ساعد مراتك بدل ما انت شغلتك الفركشة
اتسعت عيناه لتوبيخ امه وظل يشير لها بوجه ان تخفف اللوم امام سهيلة وامه تتصنع عدم الانتباه وتستمر فى التوبيخ قصدا
قام بتوصيل امه الى باب المنزل وهمس لها : بقى كده يا ماما ده كلام تقوليه قدامها
مطت شفتيها وتصنعت البراءة : هو انا قولت حاجه يا ابنى
يوسف : لا يا اميرة مقولتيش
ذهب الى سهيلة وقال بصوت منخفض : شكرا يا سهيلة انك معرفتيهاش ان انا السبب عشان بابا اكيد كان هيعلق عالموضوع ده جامد
سهيلة : العفو انا لسه لى هنا كام يوم اخلصهم فى سلام احسن .. وكمان لحد دلوقت انا مراتك واسرار البيت مينفعش تطلع
قبل ان يجيب كان والده عالباب يدقه
نظر اليه وقال بلوم : مش قولت لك خلى بالك منها
يوسف : اضرب براد الشاى انه وقع يعنى يا بابا .. ده نصيبها
الاب :ديه مراتك سايبها كده بعد الحرق عالسرير وما اخدتهاش لدكتور ليه ؟
يوسف : على اساس انى سباك منا اعطيتها علاج
الأب : انت صيدلى تعطيها الدوا اللى الدكتور وصفة مش توصف سيادتك
تنهد يوسف بملل ثم دلف الى حجرتها ليخبرها بالاستعداد للطبيب وبمجرد فتحه لباب الحجرة ورآها تبكى وقف متسمرا فى مكانه ثم دخل الى الغرفة
ونظر اليها بشجن بعدما راى دموعها تسيل من الالم وبعدما شعرت بوجوده وانه يقف بجانب سريرها مسحت الدمع وحاولت ان تتصنع الراحة
يوسف بحزن : مالك ؟ هى بتوجعك
سهيلة : لا مفيش حاجه
جلس يوسف بجانبها ووضع الكريم على ذراعها وقدمها
ثم قال بضجر : لو بتموتى هتقولى مفيش حاجه
ثم قال بهدوء : الكريم بس يخفف الالم شوية عما نروح للدكتور : البسي عشان بابا بره مستنينا
انتبه انها لن تقدر على الهبوط من السرير فى تلك الحالة . فقال : انتى هتلبسي إيه اجيبهولك من الدولاب
قالت بهدوء : العباية السمرا اللى فى اول ضلفة والطرحة موجودة فيها
احضرها لهاووضعها برفق ثم غادر الحجرة وجلس بجانب والده
الوالد : انت جاى تعمل ايه جمبى مجبتهاش معاك ليه
يوسف بملل : بتلبس يا بابا اعمل لها إيه
الأب : مراتك رجليها مش قادرة تضغط عليها وانت قاعد لى هنا يا يوسف .. روح يا ابنى عشان تساعدها تطلع
عاد يوسف اليها فوجدها تحاول الوقوف من السرير
حملها دون ان ينطق ثم اجلسها فى سيارته
حاول يوسف قطع الصمت قال وهو يشغل محركات السيارة : ابقى اعملى دايت عشان صحتى هتبوظ بالشكل ده
سهيلة : ......معلش كام واربعين يوم اللى لسه مش مستاهلة دايت وكلام من ده
تنهد يوسف بارتياح واومأ مؤيدا : فعلا ... بس المهم متجيبيش اجلى فى الكام يوم دول
سهيلة : مش هتاخد اكتر من نصيبك بقى
***
ظل يهتم بها الى ان خفت وبعد عشرة أيام
سهيلة : ممكن ازور بابا انهاردة
يوسف : لا ... عشان مش هعرف اجيبك ورايا شغل كتير لازم اخلصه
تركته وذهبت الى حجرتها فلم تجد شيئا لتفعله ... ذهبت الى المطبخ وقامت بعمل كوبان من القهوة واعطته احدهما
نظر اليها متأمرا : انا مطلبتش نيسكافيه عشان تعملى
قالت بخجل : انا اسفة بس قولت هيساعدك فى شغلك ... عالعموم انا اسفة هاخدها تانى ثم شرعت فى سحب الكوب من الطاولة فاستوقفها وقال ضاحكا : خلاص يا سهيلة بهزر وربنا .. انا بحب النيسكافيه .
سهيلة : طب ولما انت هتشرب لازمته ايه المقدمة ديه
يوسف مصطنعا الجد : انا حر مش انا راجل هنا ولا إيه
لم تعقب ثم تركته وذهبت الى مكانها الدائم بعد المطبخ ثانية وهو الحجرة
دخل يوسف حجرتها وقال بهدوء : أنا خارج هتيجى اوصل لك عند ابوكى وارجعك وانا راجع
اجابته بفتور : لا خلاص مش مهم
يوسف : ماشي اللى يريحك
****
فى المساء استيقظت على صوت غلق يوسف لباب الشقة بعد عودته دخل يوسف غرفته بهدوء وأخذ ملابسه ليتحمم وبعد خروجه من الحمام وجدها قد وضعت العشاء على الطاولة وذهبت الى غرفتها
دق على بابها وبعدما اجابت
رد يوسف بثقة مصطنعا صوت سي السيد : عايز شااااى
خرجت من غرفتها لتعمل له كوب فاستوقفها
يوسف : خدى حطى من الكريم ده مرة الصبح ومرة بالليل
سهيلة : ايه ده
يوسف : كريم عشان الحبوب اللى فى وشك
سهيلة : ماشي شكرا
يوسف : العفو مع انك بتتشكرى من غير نفس .... اعملى لى شاى بقى
بعدما ناولته الكوب قال بتلقائية : عندى بكرة حفله تبع الشغل ولازم تيجى عشان مراتى ومش هقبل اعزار
سهيلة : بس ..
يوسف : مفيش بس .. هو يوم وهيعدى
***