#حب_بالاكراه
(#الحلقة_الثانية)
خرج الجميع من الغرفة ليستطيع ان يتحدثا هما الاثنان معا . جلست سهيلة مقابله وظلت ناظرة الى الارض تفرك يديها من التوتر ولم ترفع وجهها بعد . تنتظره يبدا بالحديث ولكن الصمت يعم المكان فرفعت وجهها لتراها فوجدته نفسه الذى اكبت عليه البيض اليوم ونفسه الذى كان من اكثر المضايقين لها فى طفولتها ودراستها . هو نفسه الذى كانت تبغضه . هذا صاحب الوجه الوسيم الذى كان يظن نفسه فتى زمانه دائما طوال ايام الدراسة . المشاغب ذو الكلمات القاسية طويل القامة ليس بالبدين . يرتدى دائما ساعة عريضة من الجلد الاسود . ذو العين الفاتحة والبشرة مصرية اللون .والشعر شديد السواد اللامع ذو نعومة مميزة
نظر اليها بابتسامة مصطنعة : اهلا يا استاذة ؟
ثم تابع ساخرا : اها ... لو كنت اعرف ان انا جاى لك مكنتش هعبرك واجى اصلا ..
اكتفت بالصمت ولم تعقب
زفر بملل ثم تابع حديثه ضاحكا بسخرية :انا بجد مش عارف ايه الكائن ده .. بقى انتى !!! . يعنى انهارده توقعى عليه البيض وكمان تطلعى ارخم واحدة فى الدفعة ... متهيالى مفيش داعى للجلسة ديه اصلا عشان انا اخدت قرارى .. صدف تعكنن فعلا .رب صدفة تخرب الف معاد
رفعت وجهها بتحدى : انا كمان بقول كده
يوسف بتلقائية : احنا نقعد نص ساعه ونمشي الامور طبيعيه عشان محدش يعطينا اساله كتير بعد النص ساعه همشى وابلغكوا الرفض
سهيلة : ماشي
انا اصلا مكنتش اعرف انك ابن عمى سالم
يوسف : ولا انا هو انا يعنى لو عارف كنت جيت من اساسه ..ثم تنهد تنهيدة طويلة : يلا كلها نص ساعة ونغور من وش بعض .. نظر بجانبه فوجد اباه على بعد 10 امتار ينظر اليه ولا يسمعه
فاصطنع الابتسامة وقال لها : اعملى نفسك بتكلمينى عادى عشان الجماعة شايفينا بره
ثم شرع فى صب الماء ببرود قال بخبث :
وانتى بقى متجوزتيش ليه لحد دلوقت
ابتسمت بثقة وقالت بجدية : اعتقد ان احنا من دقيقة ونص قولنا نعمل نفسنا بنتكلم
زفر بضجر : خلاص يعنى بسال نانسي عجرم جاتك نيلة ابقى بوصي فى المراية قبل ما تتفرعنى
قالت ساخره : ببص وبشوف نفسي حلوة طالما ربنا خلقنى . اى حاجه ربنا يجيبها حلوة وراضية مالكش دعوة
زفر بضيق وانتفض من مكانه واقفا : انا ماشي بقي كفاية كده سلام ... ولا مفيش سلام كمان
اقترب من باب المنزل ونادى على والده ليخرج
تسائل الوالد متعجبا : انت لحقت تقعد ده انت مكملتش تلت ساعة
يوسف بابتسامة مصطنعة : احنا زمايل فعارفين بعض الحاجات كدة وكمان ورايا بكرة معاد مع دكتور مهم
***
بعدما وصل الى المنزل مع والده قال بضجر : بابا انا مش موافق
تصنع الاب عدم السماع
فكرر يوسف الجملة بصوت اعلى : بااابا بقووول مش موافق
نظر اليه الاب وقال بتلقائية : ليه
قال يوسف موضحا : قولى انت اوافق ليه اصلا ... اولا سنها كبير . ثانيا مفيهاش حاجه تخلينى اوافق . انا معجب بواحدة زميلتى وهتقدم لها
صمت الاب لفترة ولم يجب
فعاد يوسف يوضح رفضه : وبعدين انا مش مرتاح لها ولا شكلها عاجبنى ولا عاوزها والجواز ألفة هحبها ازاى
اعتدل الاب فى وقفته وقال بصرامة : مش هتتجوز غيرها
ثم دلف الى الغرفة متجاهلا كلمات يوسف فادلف يوسف ورائه الغرفة وجلس بجانب والده المتكا على سريره وقال محاولا ارضائه . : يا بابا انا عارف انك بتحبها زى بنتك بس مش هتكون سعيدة معايا لان احنا مش متوافقين
اوما الاب نفيا : الحب بعد الجواز سيبك من الحجج القرعة ديه
يوسف : بااابا ولا قرعة ولا بشعر . انا مش عاوز البنت ديه
اعتدل الاب فى جلسته : بص يا يوسف انا مش انانى ولا معنديش قلب . لولا ابوها بعد ربنا كان زمانك بتشحت دلوقت انا اتخرجت من كلية الهندسة وملقيتش شغل وابوها اللى كان سبب فى توظيفى ولما كنت فى الثانوية العامة وانا مش معايا حق الكتب كان بيصور لى كتبه على حسابه ووقت ما بابا كان تعبان ومش بحضر الدروس كان بيجى ليا البيت مخصوص بعد الدرس يشرح لى اللى اخده ومكنش بيروح بيته قبل ما يفهمنى كل اللى اخده .
يوسف بغضب : وانا مالى . ؟ انتو اصحاب فطبيعى يعمل كده . انما انا ايه دخلنى
اجاب الاب بحده : انت معندكش دم
مفيش جواز غير من سهيلة وعاوز تتجوز البنت اللى انت بتقول عليها ديه ومنعرفش عيلتها ولا اهلها اتجوز بس اتاكد ان ماليش دعوة بيك ومش هحضر فرحك وكمان اشتغل انت من اول وجديد وابنى شقتك انت وهات عفشك بنفسك ماليش دعوة بيك .
ثم نام وتغاضى عن وجود يوسف فى الغرفة
زفر يوسف بضيق وخرج من الغرفة
هاتف صديقه وائل
يوسف : عايزك يا مصيبة
وائل : عايز إيه انا صعب اجى دلوقت
صمت لوهلة ثم قال بقرف : العروسة طلعت شبه نانسي عجرم
وائل متعجبا : بجد
يوسف بتلقائية : بجد يا حزين
ضحك وائل بشدة ثم قال : شكلك وقعت فى مقلب
يوسف : هو اللى يعرفك يشوف خير ...
تعالى عشان عايز افش غلى فيك
وائل : يا عم متعصبش نفسك ارفض وخلاص
يوسف : أبويا مصمم أتجوز البنت ديه .. الحقنى يا ابنى انا ببقى هرجع مجرد ما ابص لها هعيش معاها فى بيت واحد ازاى .. حزن الحزن عليك يا بعيد
