الفصل الثالث

12.6K 470 56
                                    

هل هذا أنت يافهدى؟ يامن لطوفان عشقك إستسلمت..أم أن هذا هو طيفك ..خرج من أحلامى متجسدا ..أو توهمت؟ أم هو شبيه لا يمت لك بصلة..ومنه حقا قد نفرت؟
من أنت حقا ؟فلتخبرنى..قد حيرتنى الظنون وأتعبتنى ..وإن لم تشفى غليلى بإجابة..سأدرك حقا أنى قد جننت.

               *************

قال فراس بإبتسامة:
قصتك الأخيرة ورغم ان مبقالهاش يومين معروضة إلا إنها محققة أعلى نسبة مبيعات فى تاريخ الدار..ألف مبروك ياجوري.

إبتسمت جورية قائلة بهدوء:
الله يبارك فيك..متتصورش فرحتى أد إيه وأنا بسمع منك الكلام الحلو ده.

إتسعت إبتسامته قائلا:
يلا بقى شدى حيلك وألفيلنا حاجة جديدة بسرعة..عشان معرض الكتاب اللى جاي.

قالت جورية:
والله يافراس أنا بفكر آخد بريك وأتصل بجدى يجيلى..أهو نقضى مع بعض يومين حلوين كدة أرتاح فيهم من ضغط الأعصاب اللى مريت بيه الفترة اللى فاتت عشان أخلص الرواية..ويمكن ساعتها أفكر فعلا فى كتابة رواية جديدة..أو أأجل وآخد بريك السنة دى ومش مهم المعرض.

إتسعت عينا فراس بإستنكار قائلا:
مش مهم إيه ياجوري؟ده إنتى كاتبة الدار الأولى ولازم يكون ليكى رواية جديدة فى المعرض..ده غير رواياتك القديمة طبعا.

كادت أن تقول شيئا ولكن طرق على الباب قاطعها.. لتدخل منار سكرتيرة فراس وعلى وجهها يبدو التوتر وهي تقول:
أنا آسفة لمقاطعتكم ياأستاذ فراس بس فيه ناس طالبين يقابلوا حضرتك والآنسة جوري دلوقتى فورا ومن غير تأجيل.

عقد فراس حاجبيه قائلا:
ناس مين دول؟

ليدلف خالد إلى الحجرة بهيبته تتبعه شاهيناز و ليلة..نظر خالد إليهم بصرامة وهو يتأمل وجهيهما قائلا:
خالد...خالد نصار.

إتسعت عينا فراس فى دهشة بينما أصاب الذهول قسمات جورية لتظهر الصدمة جلية على وجهها..وهي تنهض ببطئ..تتأمل ملامح هذا الرجل الماثل أمامها.. بضعف..بشوق ..بحنين ظهر فى ملامحها..توقن أنها تحلم..ولكن تجاهل خالد التام لها و كلماته التالية والموجهة لفراس جعلتها تدرك أنها فى كابوس وليس حلم..وهو يقول بغضب مشيرا إلى تلك الرواية بيده:
ممكن أعرف إزاي تحطوا صورتى على أغلفة الروايات دى..أنا مش بس هقفلكم الدار..لأ..ده أنا كمان هوديكم فى ستين داهية.

ليظهر التحدى على وجه فراس على الفور بينما عجزت جورية عن قول أي شئ تماما..بل دارت بها الدنيا وشعرت بسواد يحيط بها ..يسحبها إلى أعماقه لتستسلم له وترحب بأن يضمها بداخله......فى صمت.

********************

قالت جليلة بجزع وهي ترى عزيز يمسك بقلبه بعد أن سقط من يده فنجال القهوة ليتحطم بقوة إلى شظايا:
عزيز ..مالك..إنت بخير؟

جلس عزيز فى مقعده وهو يأخذ نفسا عميقا يهدئ به انفاسه المتسارعة وذلك الألم فى قلبه ثم يقول بضعف:
أنا بخير ياجليلة..شوية ألم بسيط فى قلبى..والحمد لله بقيت كويس.

وادى النسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن