الفصل الخامس عشر

10.4K 417 48
                                    

قد ظننت يوما ان العشق يحمل فى طياته املا..بهجة ..وضياء..

فخاب ظنى حين وجدت نيرانه تحرق اجنحتى.. وتسيل الدماء..

وقفت أفكر فى السبيل لتحرير أسرى.. فضاعت كل أفكارى هباء..

نظرت الى أسفل قدمى..أتأمل تلك الأرض الكبيرة اليابسة الصماء..

ونظرت الى أعلى ..الى حلمى البعيد عنى .. فسالت دموعى الحمقاء..

أدركت أنى لأتحرر يجب أن أتخلى عن عشقى وتلك فكرة مؤلمة..مرفوضة.. هوجاء..

أدركت أنى مريضة بعشقى.. ولا أدرى حقا أين أجد لى دواء؟

              ****************

إلتف الجميع حول طاولة الطعام يتناولون طعامهم فى صمت مطبق..لم يقطعه سوى صوت الملاعق والسكاكين..لتترك فجأة ليلة الملعقة من يدها قائلة:
إنت بعت حد لبيتنا فى شرم يشوف لين ياخالد.. ويشوف تليفونها كمان مقفول ليه ؟

وضع خالد ملعقته جانبا بدوره قائلا :
أيوة ياليلة..النهاردة الصبح ..الحقيقة أنا كنت هروح بنفسى بس ورايا إجتماع مهم معرفتش أأجله..هشوف حسام بس هيرد علية ويقول إيه وعلى الأساس ده هتصرف.

قالت ليلة بقلق:
أنا مش قادرة أصدق إنها قفلت تليفونها وهي عارفة أد إيه ده بيقلقنا.

قال خالد بحنق:
وعلى الرغم من إنى محذرها فعلا وطلبت منها متعملش كدة..فالتفسير الوحيد اللى أدامى دلوقتى إن تليفونها باظ أو....

قاطعه صوت شاهيناز وهي تقول بشرود قلق:
أو يمكن مع حد ومش عايزة تعرفنا أو حد خطفها.

نظرت إليها ليلة بصدمة بينما نظر إليها خالد بحدة قائلا:
قصدك إيه ياشاهي؟حد مين ده؟

أفاقت شاهيناز على صوت خالد الحاد لتدرك أنها تفوهت بتلك الكلمات بصوت عال..لتقول بإرتباك:
ها..لأ..مقصدش حاجة.

لتقول ليلة موجهة حديثها إلى خالد:
لين مش ممكن تخبى علينا حاجة..لو مع حد كانت على الأقل هتقولى..لكن إحنا إزاي مفكرناش فى الإحتمال ده؟ممكن فعلا يكون حد خطفها.

قال خالد بهدوء حازم:
مستحيل..مفيش حد فى الدنيا يقدر يقرب لحد من عيلتى..إنتوا إخوات خالد نصار واللى يقرب منكم يبقى كتب نهايته بإيده.

قالت شاهي فى نفسها..بل يوجد أيها الغبي..يوجد من لديه الجرأة والقوة لفعل كل ما يحلو له..ولهذا أحببته وسأحبه دوما..

تلاقت عيناها فى تلك اللحظة مع عيني خالد الحادة المتفحصة لها..لتخشى ان تكون قد قالت كلماتها بصوت مسموع..لتطمئن قلبها بأن هذا مستحيلا..فلو سمعها خالد حقا..ما كانت تجلس الآن بينهم فربما كان قد قتلها على الفور..لتخشى هذا المصير وتقف بتوتر قائلة:
أنا مضطرة أمشى..ورايا مواعيد وشغل كتير النهاردة فى المكتب ...عن إذنكم.

وادى النسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن