الثانية الخامسة عشر.

10 2 1
                                    

"سَأشتاق لكَ، لقد أحببتكَ حقًا"
بِابتسامة خافتة قالت له. 

"لاا!"

خُطوة أخيرة لِلوراء.

تَحرك مُسرعًا لها لِيحتضنها قَبل إتمامها لِلخطوة مُتخذًا عناقه مَلجأ لها بعيدًا عن هوة التل العالية بِبضع خطوات قد خَطَتها سابقًا.

"أعشقكِ، أغفرِ لي"
بِنبرة نادمة صادقة باح.

مُستنشقًا رائحتها العبقة، يضع وجهه عميقًا بين خصلات شعرها السوداء، يحتضنها بِقوة خوفًا مِن هروبها مِن بين أضلعه.

فارقها بعد ثواني مِن الصمت مِن قِبَلها وإمارات الاشتياق عليه.

"هل أنتَ تَتمسك بي الآن؟"
"أجل أتمسكَ بكِ"

"لقد أحببتكَ في مثل هذه الثواني الخمس عشرة الفائتة. لقد كُنت بارعًا حقًا في سُرعة حُبَكَ وسُرعة كُرهكَ! أحببت شخصًا وكَرهته في خمس عشرة ثواني!"

"أتعلم ما الذي أنا بارعة فيه؟"
بِتسائل مُحير له.

"ماذا؟"
مُستفسرًا قال.

ناظرته بِابتسامة مَلائكية وبِرقة صوتها المُحب المُعتاد عليه كُل يوم مَرّ بِهما سويًا، أرخت رأسها جانبيًا لِيتبعثر شعرها معها مُتابعًا لِحركتها البريئة المُحبة لِقلبه النابض لها.
"بِسرعة نِسيانكَ وبِسرعة جعلكَ نادمًا طيلة حياتكَ"

"لا بأس"
أخبرته بِيأس مُغلفًا بِالهدوء.

هوت في ثانية تاركةً له ذكرى أخيرة لن ينساها ما حييّ مُرافقًا بِذنبه حتى النهاية.

تَهوى عميقًا لِلأسفل بِابتسامة كَما هَوت قَبلًا في حُبه ولكن الفرق الآن بِأنها هَوت بِاختيارها.

وكَأن الغُفران ثقيلًا في فعلته بِالنسبة لِمقياسها لِمدى الجرح والجرم، وكَأن العناق لم يكن كافيًا وكَأنه هو لم يعد كافيًا.

🎶

"أحببته في مُفارقة غريبة، أحببته في ثواني مِن ثواني الدقيقة التاسعة والخمسون لِإتمام الساعة الثانية عشر مُنتصف الليل. وكَأن اليوم الجديد لم يكن لِيبدأ إلا بِه فَأَختمته في يوم جديد آخر." 
❤🕛
~ قد ينكسر القلب في خمس عشرة ثانية لَكِنه لن يلتئم في خمس عشرة ثانية مُماثلة. ~
🌟♥

أنتهت.

🎉 لقد انتهيت من قراءة خمـس عشـرة ثانيـة 🎉
خمـس عشـرة ثانيـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن