~
•العاشِر من سبتمبر•
غُرفَة ذات جُدُر بيضَاء، سادتها رائحة المنظِّفَات المُعقِّمَة،
توَّزّع بداخِلِها طُلّاب السّنَة الثَالِثة حولَ الطّاولات والأدوات المجهّزَة لهُم،
كانت الرَّهبَة هِيَ الطاغِيَة على مشاعِرهِم؛كيفَ لا وقَد تموضَعت أمامهُم جُثَث يفترَض بهم أن يقوموا بتشريحِها،
نعَم، كانت أجساد غادرتها الرُّوح وانتهى بها الأمر هَاهُنَا،
معمل التشّريح التّابِع لكُليّة الطِّب .."يمكنُكم البدءُ الآن"
صدحَ صوتُ المُحَاضِر روبِيرت سامِحًا لهُم بنزعِ الغطاءِ عن الجُثث أمامهم والبدء بالتّشرِيح.
ساد الصّمت لثوانٍ ،لم يجرُؤ أحدهم على أن يخطو خطوةً ليقترب من الجُثّة، الجميع مترَدد وكُلٌّ ينظر لناحية الآخر منتظرًا أن يبدأ أحدهم بالأمر.
وبالفعلِ، تقدّم أحدُهم بينما يضَع كمامتَهُ مغطِّيًا فاههُ قبلَ أن يكشِف عن الجُثّة الَتي أمامهُ.
هُو نزعَ الغطاء الأبيض عنهَا بدون أن يرفَّ لهُ جفنٌ ،
لم تتبدّل ملامِحُ وجههِ ولم يتأثر أبدًا ممّا آثار دهشة الجَمِيع ، الجميع حرفيًا.التقَط المِشرَط من على الطّاوِلَةِ وباشر بعملهِ بدونِ تردُدٍ أو توترٍ أو حتّى رهبةٍ، كما لو أنّهُ اعتاد على أن يقُومَ بهذا بشكلٍ يَومِيٍّ.
تمركزت نظرات جمِيع من في المعمَل عليهِ ، كيفَ كان يشق جسَد
الجثة ويستخرج الأعضاء تارِكًا إيّاهم مدهُوشين من عملهِ.بدا مستمتِعًا بالأمرِ في داخلهِ ،كيفَ يصوّب نظراته وتركيزه على هذا الجسد المَيِّتِ،
كما لو أنّهُ فنّان، يعمَل على تحفتِه الفنّية بكُل حُب .." هيّا! إلى متَى ستقفون هكذا؟ تحرّكوا وابدؤوا العمل كما بدأهُ
دانيال".مُجدَدًا تحدَّث الدكتُور روبِيرت قاطِعًا موجةَ الصّمتِ الّتي خيّمت على المكَان، وهوَ يُراقِب تحّرُكَات هذا الطّالب الغريب ،دانيال.
تأفف البَقِيَةُ وانصاعُوا لأمرِه، ليسَ وكأنَّ
بأيديهم حيلَةٌ ليتهرّبُوا من هذا الأمر..توزّعُوا علَى هيئةِ مجمُوعاتٍ وبدؤوا بالفعلِ بالعمَل.
كانَ هنَاك مجمُوعة متحمِّسَة للأمرِ رغمَ توترِهم لذا كانوا هم من باشر بكشف الجُثَث البَاقِيَة،بينما كانَ أغلبية الطّلبَة خائفِين، مشمئزين ،وفي حالَةٍ يُرثَى لهَا.
أنت تقرأ
Let your mind beat | دع عقلك ينبض
Mystery / Thriller- [إنَّ مُجرّد كون العقلِ البشَريّ لا يستطِيع تخيُّلَ حدُوثَ شيءِ.... ذَلكَ لا يعنِي أنهُ مُستحِيلُ الحُدوثِ ]. قصّة تدور أحداثها في مدينة لندُن البريطانيّة، حيثُ مجموعة من الشّباب الذين يعيشون تجاربهم الحياتية، ولكِن مالم يتوقّعُوه.. أنّ أحدها ستكو...