-الفصل الثالث-

49 6 4
                                    

الرابع عشر من سبتمبر

في أثناء أحد المحاضرَات،
كانت تينا تضع هاتفها وسط الكتاب أمامها وتتصفح مواقع التّواصُل الاجتماعي بضجرٍ عندما وكزَ أحدُهم كتفَها .

"هيي ،تينا".
همسَ هنرِي فالتفتت لناحيتهِ عاقدةً لحاجبيها بمعنى ماذا هناك؟

"هَل حدث ورأيت مارك في اليومين السّابقَين؟ أو حتّى
حادثتهِ على الهاتِف؟".
سألها هنري بذات الهمس لتزداد العقدة الّتي بين حاجبيها ،
بينما أكمل عنهُ جون.

"لا أثرَ لهُ منذُ حفل الاستقبال، حتّى أنّه لم يهاتفنا ولا
يجيب على رسائلنا، لقى اختفى وحسب".

تينا قلّبت ماحدث معها في اليومين السّابقين في عقلها ولكن لا،
مارك لم يكُن متواجدًا فيها، لذا هِيَ هزّت رأسها نفيًا وحسب.

همّ جون بفتح فمه وقولِ شيءٍ عندما
أجفلهم صوتُ الدّكتور روبيرت وهو ينادي عليهم مصمتًا إيّاهم.
"هنري، جون وتينا، لا أعتقد أنّهُ الوقتُ المناسب للحديث الآن".

حرّكت تينا شفاهها بصمتٍ
"نتحدّث لاحقًا".

~~~

جمعت تينا دفاترها وحملت حقيبتها بسرعةٍ وَخطت خطواتها مسرعةً لتخُرج من القاعةِ كما لو أنّها ستفُوِّتُ أمرًا هامًّا، يتعلق بالحياة أو الموت.
كانت تركُض ولم تكُن تبالي بالكعبِ العالي الّذي ترتديه حتّى.

خرجت شهقةٌ من بينِ شفاههَا عندما شعرت بأحدهم يمسكُها من عضدها ويجذبها للخلفِ ؛ممّا تسبب بتزحلقِ كعبها على أرضيةِ السّراميك وكادت أن تقع لولا تمسّكها بكتفيه.

نظَرت لوجهِ الذي قام بسحبها ،وإذ هُوَ هنرِي!
قلبت عينيها وأسرعت لتقف باعتدالٍ وترتب شعرها.

" ماذا هناك الآن!".

"أنَا آسف لأنّي فاجأتكِ، ولكِن مارك.."
كان هنري يتحدّث بحاجبين معقودَين والتّوتر واضح من ملامحهِ،
ولجانبِهِ جون الّذي كان مثلَهُ أيضًا.

Let your mind beat | دع عقلك ينبض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن