المشهد الثالث

2.5K 100 10
                                    

إستيقظ معاذ علي رائحة طعام إخترقت أنفه فنهض وهو يحك رأسه ويبحث بعينيه عمن يُقيمون معه مفكراً فيما سيحدث اليوم ؛ فها قد مر أربعة أيام منذ أن نبذوه  كأحد المصابين بمرض مُعدي ، كان يتناول طعامه بمفرده ويشاهد التلفاز بمفرده بل وبات يُحادث نفسه أيضاً فالجميع ينبذه بما فيهم الصغيرة والتي ما إن يقترب منها مداعباً إياها حتي تصرخ باكية فتركض روفيدا وتحملها مبتعده عنه وكأن أحد الحيوانات المفترسة كان علي وشك إلتهامها  !!

خرج من الغرفة يتبع رائحة الطعام حتي وصل للشرفة فإتسعت عينيه وهو يجدهم يفترشون الأرض بأنواع عديدة من الطعام  تكفي عائلة بأكملها  !!

ظل علي حالته حتي إستدار ياسين ورآه قائلاً موجهاً حديثه لروفيدا بشبه همس

-  بابا صحي

رمته روفيدا بنظرة غير مبالية ثم عاودت إلتهام طعامها فتنحنح وهو يقترب منهم ، هم بخلع خفه المنزلي ليجاورهم فأوقفته روفيدا بحزم قائلة

-  أكلك في المطبخ

رفع حاجبه وهو يطالعها ثم جلس كما كان ينوي فنظرت له بضيق ليبتسم قائلاً

-  الأكل  كتير أهو يا حبيبتي .. خلاص بقي

إنفعلت قائلة

-  متقوليش يا حبيبتي

إبتسم قائلاً وهو يداعب خصلة من شعرها كانت ثائرة كحالها تماماً

-   أومال أقولك إيه يا حبيبتي ؟!

جزت علي أسنانها قائلة بضيق

-   قولي يا زفتة .. يا نيلة

أنهت حديثها ونهضت من جلستها فتبعها ياسين مباشرةً وكأنه ملتصق بها
تحت نظرات معاذ المستغربة والذي أوقفها قائلاً بمشاكسة كي يثير ضيقها

-   هاتيلي مايه يا زفتة .. قصدي يا روفيدا

توقفت بغضب وإستدارت تطالعه بغيظ ثم نظرت حولها بحيرة إلي أن وقعت عينيها علي سلة المشابك الخشبية فحملت بعض المشابك وقذفتها برأسه قبل أن ترحل بخطوات غاضبة ..

..

جلست روفيدا علي الفراش تهدهد الصغيرة التي تبكي رغم أنها أرضعتها قبل دقائق ، ظلت تهدهدها حتي هدأت وباتت علي وشك النوم في اللحظة التي دلف بها معاذ قائلاً

-  بقولك إيه يا حبيبتي .. متيجي نشوي لحمة

نظرت له شرذاً لإيقاظه يارا من جديد وأوقفته تلك النظرة فصمت وكذلك توقف حيث كان منتظراً إياها حتي وضعتها بالفراش بعد أن عاودت هدهدتها

نظرت له قبل أن تخرج من الغرفة فتبعها حتي توقفت قائلة وهي تعقد ساعديها

-  أنا مش قولتلك متقوليش يا حبيبتي

مجنونة معاذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن