الفصل الأوّل

547 49 105
                                    

:" هناك قصة شهيرة باسم قصة الفراشة.

يقول الحكيم صاحب القصة أنّه في مرّة أصبح فراشة،
يطير في الهواء بأجنحته، يرى الوردة العملاقة و البشر الذين يفوقونها في الحجم.

يشعُر بكلّ مشاعِر الفراشة،
بالهواء يُداعِب قرون استشعاره،
بملمس الأزهار الرائع،
يمتلكُ إدراك فراشة، و كان الأمرُ ساحِرًا.
أغمضَ أعينه باستمتاع و حين فتحهما وجد نفسه إنسانًا
مستلقيًّا في منطقة غنيّة بالعشب.

و الآن هو لا يدري،
هل هو إنسانٌ حَلُم بكونه فراشة؟
أم هو فراشة تحلُم بكونها إنسان ؟" انتهى المُحاضِر من سَرد القصّة بينما تجول عيناه بين الطلاب الذين يستمعون إليه
وأردف:" ما الذي استنبطته عقولكم من هذه القصة؟"

رفع أحد الطلاب يده فسمح له المُحاضِر بالحديث فنهض قائلًا:" نستنتج أنّ تاجر المخدرات الذي يتعامل معه يعطيه بضاعة جيّدة." أنهى حديثه الذي بدا جديًّا لوهلة بضحكة ساخِرة تبعتها ضحكات من الطلاب بينما يراقبهم المُحاضِر بوجه جامد قبل أن يردف و قد عبّرت نبرته عن انزعاجه:" ضحكة أخرى و سيرسب الجميع بمادتي."

ساد الصمت فورًا بينما يُتابع و هو ينزع نظّاراته الطبيّة و يُنظفها بطرف قميصه الأبيض بينما يوجّه ناظريه لباركر الذي كان ما زال واقِفًا:" شكرًا لك باركر، أتمنى أن تحتفظ بحسّك الفكاهي عندما تشرح لعائلتك سبب حصولك على صفر في مادتي، يمكنك الجلوس تفضل."

جلس باركر و قد تبدّلت ملامحه الساخرة بأخرى واجمة.

ارتدى الأستاذ نظّاراته المستطيلة من جديد و قال:" مُجددًا، مَن يمكنه الإجابة على سؤالي؟ بجديّة من فضلكم."

رفعت يدها بتردد فاستقبلها الآخر مُرحِّبًا:" آنسة جونز! تفضلي."

وقفت و قالت بشيء من الإرتباك:" ما استنتجتُه من قصة الفراشة هو قوّة الأحلام، قوّة العقل البشري على خلق هوية و كيان آخر و جعل صاحِب الحُلم يتفاعل بناءً على هذا الكيان لدرجة أنّ العالِم لم يعرف كيف يميّز بين الحلم و الحقيقة."

ابتسم المُحاضِر برضى و قال:" أحسنتِ، آنسة جونز."

و تابع مُخاطِبًا الجميع:" إنّ العقل البشري هو الوحيد الذي الذي لا يكتفي بامتلاك الأفكار وحسب بل كذلك لديه رفاهية امتلاك أفكار عن تلك الأفكار."

لاحظ حيرة المستمعين فوضّح:" تبدونَ ضائعين، سأشرح لكم، فلنفترض أنّك فكّرت أنّه سيكون من الرائع الحصول على قوّة خارقة تمكنك من قراءة الأفكار، ثمّ بعدها ستفكّر في أنّها فكرة سخيفة التفكير في الحصول على قوّة قراءة الأفكار، و بعدها فكّرت أنّه إن كان أحدهم يقرأ أفكارك الآن فسينعتك بالتافه بعدها تحمد الإله أنّه لا يوجد من يقرأ الأفكار بعدها تقوم بالسخرية من نفسك لأنّك فكرت في جميع هذه الأفكار المتناقضة،

Error 404 [متوقفة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن