في متحف الإلكترونيات الحديث كان جيمس و حبيبته زوي التي ترتدي بذلة جلدية باللون الوردي يتجوّلان بين المعروضات.
المتحف كان يحتوي على النماذج الأولية للروبوتات، الحواسيب، و جميع الأجهزة الإلكترونية مُحاطة بزجاج مضاد للرصاص منعًا لسرقتها.:" حسنًا، إليك ما استنتجتُه: أولًا البروفيسور تمكن بالحظ من النجاة أو رُبما غادر مسرح الجريمة قبل انفجاره بخمس عشرة دقيقة مثلًا
أو -و هو أكثر الإحتمالات ترجيحًا من ناحيتي- البروفيسور ليس الضحية إنما الجاني و هو من فجّر المعمل و بالخطأ أوقع بطاقة دخوله فظنّ الحاسوب أنّه مات." قالت زوي بينما تتجوّل متقدّمةً عن رفيقهاابتسم جيمس لها و أردف:" أأخبرتُكِ قبلًا كم تبدين فاتنة و أنتِ تُحلّلين الأشياء المجهولة؟"
خجلت الأخرى و تذمّرت:" جيمي! ساعدني هنا."
اقترب منها بابتسامة و أحاطها بذراعيه قائلًا:" هيّا، لا تتظاهري و كأنّك لم تُحبّي غزلي لكِ."
ضحكة فرّت من بين شفتيها و قالت:"حسنًا لن أكذب أحبه، و أحبك..."قاطع مغازلتهما اللطيفة رن هاتفها فابتعدت عنه لتجيب بينما الآخر وقف يتأمل جهاز الروبوت الأوليّ محاطٌ بقفصٍ زجاجي أمامه، ذو رأسٍ مكعّب و لون رمادي يزن ثلاثة عشر كيلوغرامًا و بطول مائةٍ و خمسين سنتيمترًا. قرأ تلك التفاصيل في البطاقة التي كانت مُلصقة على الزجاج قبل أن يسمع صوت زوي الحاد يقول و قد طغى الغضب عليه:" ماذا تعني بأنّك لن تكون متوافرًا؟ لا، لا أريد اعذارًا منك لقد اكتفيت!"
ثمّ أغلقت الخط و من الواضح أنّها أغلقته في وجه من كان يحدّثها.وضع ابتسامة مصطنعة و هو يسألها:"دعيني أخمن، والدك سيغيب مجددًا؟" كان وجهها عابسًا و هي تتمتم غير ناظرةٍ له:" لا يهم إن كنت سأموت حتى، عمله أهم مني."
تغيّرت تعابيره لأخرى قلقة و هو يسأل:"ماذا أخبركِ الطبيب." وقتها نظرت إليه و ردت:" قال ترهات الأطباء التي يقولونها حين لا يكون هناك أمل."
قالتها بتعابير ساخرة غير عابئة لكنّه يعلم أنها على العكس من كل ذلك، الخوف و القلق سيطرا عليه مثلها، غمرها هامسًا:" و هل السيد بران يعلم؟"ترقرقت عينيها و قالت:"ماذا سأخبره؟ مرحبًا أبي أنا أحتضر؟ لم أقوَ على ذلك." اختنق صوتها في نهاية الحديث و تدحرجت دمعتيها فشدّ الآخر على عناقها و تمتم:"أنا معك، و سنجد طبيبًا آخر و سيقول لنا أن هناك أملًا و ستشفين و سنكون بخير."
:"لكن هذا الطبيب الثالث الذي يقول لنا ذلك؟" خرج صوتها الباكي فرد الآخر :"سنبحث عن طبيب رابع، أو خامس، لن نيأس و سنجد حلًا أتسمعينني؟ لن أسمح لشيء بأخذك منّي."
متناسيًا الناس من حولهما عانقها و كأنّه ينازع القدر ليظفر هو بها، و كأنه حبل نجاتها من مصيرها الذي أجمع ثلاثة أطباء على حتميته قريبًا.
أنت تقرأ
Error 404 [متوقفة]
Science Fictionآينشتاين :"اثنان لا نهائيّان: الكون و الغباء الإنساني، و لديّ شكوك حول الكون." :"أنا الموت، أنا مدمر العوالم."