الفصل الرابع.

1.9K 50 4
                                    

سارت شهد خطواتها نحو المكتبة وهي نشيطة ، وجهها يشع نورا ، تبتسم لكل من يقابلها ، تلقي التحية علي هذا وذاك..حتي وصلت الي المكتبة وما ان دخلتها حتي وجدته يقف أمام المكتب ويبتسم قائلا:-
{ما رأيك في مفاجأة الصباح}
ضحكت برقة وهي ترد بشغف:-
{أكثر من رائعة..واذهب من هنا الآن حتي لا يأتي مدير المكتبة ويفتعل المشاكل وسأراك ليلا بإذن الله}
أردف باستنكار وهو يضم ما بين حاجبيه قائلا:-
{وما الخطأ في هذا؟! رجل يقف مع زوجته أين المشكلة}
ابتسمت علي قوله بأنها زوجته وقالت برقة:-
{عندما أكون زوجتك يمكنك قول هذا ويمكنك أن تأتي هنا أيضا..والآن هيا الي عملك..لا تدع حبك لي يردعك عن شيء}
فابتسم لها وهو يستدير ليذهب وقال بصوت عال وهو يلوح لها:-
{ومن قال أني أحبك..أنا أعشقك}
وذهب في طريقه تاركا اياها تطالعه بشغف...!

                 *************

      
حل الليل وشعرت شهد بالنوم يتسلل الي عينيها فاستأذنت مدير المكتبة وأخذت أشيائها ورحلت...وما ان خطت بقدميها ارض الحي الذي تقطن به وجدته مزين بطريقة رائعة..!
وسقطت الوردة الرابعة..فالتقطتها وهي تنزع الورقة الملفوفة حولها لتري ما كتب بداخلها هذه المرة والذي كان..…
(هل تقبلين الزواج بي؟! )
أدمعت عينيها وهي تضحك بسعادة ثم رفعت رأسها تبحث عنه فوجدت لافتة كبيرة معلقة أعلي منزلها مطبوع عليها صورة لهما في أول لقاء بينهما وكُتب أسفلها موعد زفافهما لا تعلم متي التقطت هذه الصورة أو من فعل...ليس هذا أمر هام علي الإطلاق…الأهم الآن هو أنها ستصبح زوجته…!
أثناء سعادتها بهذه المفاجأة خرج هو من خلف بناية منزلها يرتدي حلة سوداء أنيقة ويبدو رائع للغاية واقترب منها ثم جثي علي إحدي ركبتيه ومد يده اليها بعلبة صغيرة ورقيقة قائلا:-
{أريد جوابا من فضلك}
بدأ الناس يجتمعون حولهم يهنئوهم وخالتها تطلق الزغاريد فنظرت اليهم بسعادة وعينيها تذرف الدموع ثم نظرت اليه واومأت برأسها إيجابا وهي تقول:-
{موافقة}
وضع خاتم الزواج في إصبعها ثم أسرع يقول:-
{أسرع يا شيخنا ، إنها موافقة}
مرت إجراءات عقد القران بطيئة ك سنين على قلبيهما ، إلى أن نطق المأذون أخيراً جملته الشهيرة التي تجعلها زوجته رسمياً:-
{بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير}
نهض خالد بهدوء ووقف أمامها وقال:-
{وكأنكِ مسحت على قلبي بيديكِ وقلتِ:بسم الله أرقيه، ولا أحد غيري يسكُنه ويحتويه.. وكأن كل شعُوب الأرض رددت آمين}
فضحكت ليشتعل بنيران حبها التي لا تخمد أو تنطفئ ، وارتمت بين أحضانه تتشبث به
ثم قالت بهدوء لا يوازي ثورة مشاعرها:-
{مفاجأة أكثر من رائعة ياخالد ، دائما تفعل ما يجعلني أهيم بك عشقاً}
جلست شهد برفقته يتحدثون قليلا الي أن قالت تسأله فجأة:-
{ للأبد؟ }
لم يفهم ما أرادت من سؤالها لذا جاوبها بسؤال مستفهماً:-
{ ماذا؟ }
ابتسمت وأمسكت بيده تشبك أصابعهما معا قائلا:-
{ ستظل تحبني للأبد؟ }
أجاب بدون تردد وهو يعد علي أصابعها:-
{حتى تحترق النجوم وحتى تفنى العوالم، حتى تتصادم الكواكب وتذبل الشموس وينطفئ القمر، حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي، وحتى يعجز لساني عن لفظ اسمك، حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة، فقط عند ذلك ربما أتوقف، ربما }
نبض قلبها بعنف ، تحبه وللحق هو يستحق ذلك ، وقعت أسيرة عشقه منذ أن رأته عيناها ، كانت تتمني رجلا مثله منذ أن سمعت حديث والدتها عن قصة حبها العظيمة مع والدها ، كانت تتمني أن تحظي برجل مثل والدها إلي أن جاء وهي لن تتركه وستبادله حبه أضعاف مضاعفة …!
نظرت إليه وقالت بتصميم متوج بالحب:-
{اذن فاسمع بعينك ما أقول بعيني انجذبتُ لَكَ من أول وهلة ، عليك أن تعلم أنك كل انتصاراتي وﺗﻌﻠﻢُ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﺣﺒﻚَ ﺩﺍﺋماً ، ﺣﺘﻰ ﻭإﻥ ﻛُﻨﺖَ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﺤﺰنني وان غبت يوما أو عدة أيام تلك المسافات التي بيننا لا تمنَعِك من البقاء في قلبي.}
اتسعت ابتسامته وظهرت نغزتيه بوضوح وهو يقول بمرح:-
{لم أكن أعلم أنك تحبينني هكذا ، هنيئا لك يا خالد ظفرت بقلبها الذي يسع الكون بأكمله}
دخلت خالتها ووضعت الطعام أمامهم وأمطرتهم بسيل من الدعوات التي لا تنتهي ثم خرجت مرة أخري وتركتهم يتناولون الطعام والذي أثني عليه خالد ، أنهي خالد طعامه ثم استأذن منهما وذهب الي منزله ، وقد قرر شيئا ما بالتأكيد سيحوز علي إعجاب..شهد..!!
                      ************

شهيد غرامكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن