5

3K 170 399
                                    

الفصل الخامس.
| قد نالت الأشوَاقُ مِنِّي نَيْلَها والحُزنُ أَصْبَحَ مَنزِلِي وَبِلادِي | - حسين الشريفي.

**

• آريا :

أنا بِخَيِّر.
رُبَّمَا ظَللّتُ أُرَدَّد تِلك الجُمْلَةَ على مَدَى الدَّهْر بآَمَلّاً أنّ أكون كذلك،قد أَفْلَحَ الأمر في أَوَّلُه.

أَحَسَّستُ بأنني أَفْضَل في كُلِّ مَرَّة أقولها،بينما أبْتَسَمُ بِتَوَسُّع واتَصَرُّف وكأنني لا آبِهُ بأيّ شيئًا آخر،كان مِنْ المُمْتِع الشعور في السعادة حتى لوَقْتٌ قصير.

لكن بدّأت تِلك الكِذبَةُ الصغيرة تَتّفاقمُ أكثر فأكثر،تَخَبّطتُ بَيَّن قَلْبي وعقلي. كان إحدهما يُريد الإِفْصاح والآخر يَصفَعُني كُلَما حاولت التَحَدَّثَ.

'لا أحد يَهْتَمّ،عليّكِ التَوَقُّفَ قبل إحراج نَفْسُكِ'. إِبْتَلَعتُ كَلَّماتي وأوَجُّاعي إلى أنّ باتّت جسدية،لم يَقْتَصَرُ الأمر فقط على إبتساماتٌ صغيرة هنا وهناك كما كان في السابق،كلا.

كان عليّ خوض مَعْرَكَة مَلْحَمَيةٍ مع ذاتي،جَرَّرَتُ نَفْسي تدريجيًا مِنْ علاقاتي الإِجْتِمَاعِيّة مُكْتَفيةٌ بي. أَصْبَحتُ أعاني مِنْ وَسْوَاس،أسير أنْكَمَشُ في الطريق بين ذِراعايّ وعقلي لا يكَفّ عن إِخْباري بأنهم ينَّظَرون إلى حقيقتي.

والتي كانت بأنني لَستُ بِخَيِّر،وَلَمّ أكُن يومًا. لأنني تَعَوَّدَتُ على أنّ أكون كذلك،لذا كان مِنْ المُتْعِب الإِعْتِرَاف حَيّثُ أَلُّالمُ وَطَّنَ عقلي وتَفَشَّى حِدَّة في كُلّ لَيْلَة شَيْباء.

الغُمَّة اِلْتَعَجَت تَلتهِمُني في دوامة مُظْلِمةٌ لانُهْيَةٍ لها،إِنْدَنسَّت إِنْحَدَرَ ولم يَعُد بأمكاني الصّعودَ إلى سَطْح النَجَاة. فَضّلتُ عُمْق الهَاوِيَة على أنّ أتَّجِهُ مع حقيقتي إلى البَرّ،أَضْحَيتُ أَجَلّ ضُعْفًا.

وبِغَضّ النَّظَر عَنْ مَدَى ضَنْك جُهْدِي أو عن مَدَى مُحَاوَلَتي،لا يُمْكِنُني الهُروبَ. وعلى الرُغمِ مِنْ أنني أعرف ذلك،إلا أنني لا أزال أخَفِيّ نفسي. لقد إِسْتَأْنَسَتُ الغَوْص في قَعْر البَحْرُ،لكن الزَّهرَةُ المُزَيَّفة لا تنمو حتى مع كُلّ أَجَّاج الماء.

لِذلكَ كان لا بُدَّ أنّ يُزّهِرَ الفِطر في الأجزْاءِ النَاعِمَةُ مِنْ جُمجُمَتي،وأنّ أتَوَقُّف في مُنْتَصَف الطريق لأنني لا أستطيع التَنفُس بشكلٍ جيّد.

كُنت أحاول أنّ أعِيَّش حياةٌ حَيّثُ لا شيء مِنْ هذا قَدْ حدث على أِلْبَتَّة،لكن هنالك ثَغْرَةٌ ما في الجُزْء الخَلْفيّ مِنْ ذهني تُعيّقََني عن إكْمال حياتي.

لُعبةَ الكَراهِيَّة || THE HATING GAME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن