لم يكن يعلم ما الذي يحصل حوله كانت المرة الاولى التي يخرج من ذلك المكان الدافئ ,امسكه شخص ما من قدمه وراح يسحبه للخارج لم يكن يريد الخروج من مكانه فهذه طبيعة الانسان يخشى التغير والانتقال ,رأى النور لاول مرة في حياته والذي آذى عينيه الصغيرتين وشعر بطنين في اذنيه راح يصرخ بكل ما يملك من قوة. سيطر عليه نفس الشخص الذي سحبه وراح يربت على ظهره لكي يخفف من شدة الخوف في نفسه واخذه الى امرأة مستلقية على فراش مليء بالدماء . كانت متعبة جدا الا انها عندما رأته ارتسم على ثغرها ابتسامة شديدة تبعث الراحة في النفس بشكل غريب , رأى في عينها حنين وبراءة وحب تحمله له وحده لم تهتم لما يجري حولها وراحت تتفحصه كانه شيء كانت تبحث عنه منذ زمن بعيد واليوم عثرت عليه ,لم يصرخ هذه المرة واراد البقاء عندها الا ان هذا الشخص اللئيم اخذه مرة اخرى حينها عاد للصراخ بعدها وعلى حين غرة اصبح كل شيء مظلم. فتح عينه مرة اخرى ببطئ بعد ذلك الظلام الذي اخذه الى مكان لا يعلم ماهو ولا يذكر شيء من الذي حصل له رأى حوله اشخاص يتسمون بالضخامة بالنسبة لحجمه كانوا ينظرون له ويبتسمون وبعضهم كان يحاول لمسه ثم حمله شخص ضخم كان ينظر له بحب رحب به وقال اهلا بك بني.
1
وفي جانب اخرخرج من ذلك السجن والذي كان يحسبه سجنا اخيرا ها هو شخص ما يحرره ويسحبه للخارج رأى شيء يؤلم العين يدعى بالضوء وراح يصرخ ثم امسكه المحرر وربت على ظهره حاول ان يهدئ من روعه ثم اخذه الى امه امسكته وراحت تنظر اليه رحبت به وقبلته على جبينه وخده كانت لطيفة معه لا يعلم لماذا شعر بمحبة تجاهها و بقيت تحدق به بفرح ثم اخذه المحرر مرة اخرى بعيدا بعدها اصبح كل شيء مظلم .فتح عينيه مرة اخرى وجد الكثير من الاشياء حوله واجسام ضخمة تحدق به بشكل مريب وراحوا يحاولون حمله والنظر اليه بشكل مزعج جدا صرخ من دون جدوى ,على ما يبدوا انهم لم يكن في نيتهم تركه وحيدا يتعذب بل كانوا يزيدون العذاب عليه والمشقة متمنيا ان يتركوه وحده
يتفحص المكان ويحاول ادراك ومعرفة ماذا يحصل .كان يبتسم في وجه من حوله وكانوا يبادلونه الابتسامة فرحين به وبوجوده بينهم كانت الفرحة تعم المكان كانه كنز عثروا عليه ,شعر بمودة كبيرة لذلك المكان ومن فيه.على ماذا يشعرون بالفرح لم يكن يعلم وتمنى لو يخرج من ذلك المكان ولا يرى تلك الوجوه الغريبة التي تتصنع الابتسامة لم يبتسم في وجوههم ولم يكن ينوي ان يبتسم
2
اصبح اليوم يميز بين الاشخاص واهم هؤلاء هي والدته والتي ناداها لاول مرة ب ماما حينها رأيى فيها فرحة لا توصف فراح يكرر ذلك على مسمعها حتى تفرح في كل مرة بهذه الكلمة الصغيرة وكل من حوله يبتسمون لم يهتم بفرحة احد قدر فرحة امي وراحت تحضنه بقوة وهل يوجد اجمل من هذا الشعور بالامان بين احضناها؟.اليوم يستطيع التحرك من مكانه ويزحف على قدميه لكن كم كان هذا الامر متعبا ومؤذيا لساقيه الضئيلتين ومرة اخرى والدته فرحة بذلك وتصفق له راح يستكشف المكان شيئا فشيئا, عثر على العديد من الاشياء الصغيرة في الارض والتي اكتشف لاحقا انها لا تصلح للاكل لانها كانت تؤذيه وامه كانت ترتجف خوف لانه اول ابن لها وتركض نحوه لتحميه من اشياء ضئيلة يا لقلقها المستمر حوله وهذا امر مزعج لانه لا يحب ان يراها هكذا فكان يبتسم بوجهها ليشعرها بالمطئنينة وتبالده ذلك وتوبخه قائلة : لا يجوز ذلك ايها الصبي ستؤلم نفسك وتؤلم روحي بذلك لم يكن يدرك ما تقوله فيكرر ابتسامته الغبية .