شربالشاي الساخن الذي يطلبه كعادته فهو يستمتع باحراق معدته على الرغم من الالم الذي يصيبه من شرب الشي الساخن جدا الا انه كان يتحمل ثم انسل سيجارة من جيبه وراح يفعل ما يبرع فيه يتذكر اشياء تزيد حزنه كان يستمتع بايذاء نفسه اكثر مناي شيء اخر تذكر اخر محادثة خاضها مع والده قبل يتوفى باسبوع تحدثا فيها عن حياة والده, عشت حياة طويلة يا ولدي ومن خلال تجاربي في معترك الحياة اظن انك بهذا عقلك الذي يكبرك بعشرة سنوات على الاقل ستكون كفوء ورب منزل ناجح وستكون خير خليفة لي في المنزل ,لماذا تقول هذا يا ابي فها انت هنا ولا حاجة لاكون خليفة ولا اكون رب منزل , حي انت تعلم انني كبير في السن و.. وبصحة جيدة كأنك شاب قاطعه حي,ابتسموالده وقال حسنا اوافقك لكن ذلك لا يغير شيء , انا في سن ال70 وحياتي شارفت على الانتهاء اريدك ان تعدني انك لن تخذلني وستتحمل المسؤولية وانا واثق منك ثم اخذتهنوبة من السعال جعلت حي يشعر بالقلق عندما فكر بكلام والده وابتلع ريقه وقال اعدكيا ابي لكنك مخطأ لن تموت قريبا ,قال ذلك وهو يراوده شعور سيء وان امر خلال تلك الفترة سيحصل , فصافحه والده وقبلها ثم تركه يفكر بما قال له . وخلال الاسبوع ذلك توفى والده كانت نقطة التغير في حياة حي اصبح ناضجا اكثر يتحمل المسؤولية كأبيه فلم يخيب ظنه وثقته به على العكس لو كان والده حيا لكان فخورا به وبكل ما يفعله من اجل امه واخته الصغيرة .1
ان النسيان نعمة لم تحظ بها يا حي , قاطع ذكرياته العجوز يحيى ثم من اللعين الذي دلك على السم الذي تشربه هذا لا احد ,اكتشفتها هذا الاسبوع واعجبني الشعور الذي اشعر به اثناء التدخين, واثق بها للحديث عن يومي وتنصت جيدا من دون مقاطعة ولا اي تعليق, ثم انك تدخن ايضا , هذا الفتى يصعب النقاش معه قال العجوز بل انك تقع في فخ التناقض يا سيدي يالك من لبق في كلامك يا حي حتى اكثر الناس خبرة في الحياة لا يستيطعون ان يقفوا امامك والرد عليك بسرعة وهذا بفضل جلوسي معكم واستماعي لكلامك انت ورفاقك حدثني يا حي لم ارى في عينيك كل هذا الحزن لم لا تحاول ان تسعد نفسك كباقي الشباب ,لم لا تحصل على فتاة جميلة انا متأكد ان العديد من الفتيات يتمنن مرافقتك لست حزينا كما تعتقد , ولا اريد الحصول على فتاة ان حديثك عن الامرهكذا يجعلني اشعر وكأنكم تحسبون الفتيات لعبة يمكنك الاستمتاع بها متى ما شئت ثم انني لا احتاج لشخص اخر افكر فيه فما في جعبتي يكفي لاجلس هنا حتى انهي علبتين سجائر على الاقل و20 كوب شاي ساخن ولن انتهي ايضا. انك معذب يا حي واظن ان عذابك من عقلك هذا الذي يبحث عن المثالية في كل شيء , ومن الواضح انك من فرط التفكير لا تنام الا قليلا فهالاتك واضحة اكثر من اي انسان اخر , حي انك شاب صغير والعمر امامك مديد حاول ان تحظى بشباب رائع لا تندم عليه لاحقا لان العمر ياسيدي مرة واحدة لن تحظى بفرصة اخرى والندم حينذاك لا ينفع ابدا والملام انت وحدك لا تستطيع لوم احد اخر . من قال ان عمري طويل ربما سأموت قبل ان ابلغ سن الثلاثين قال ذلك وهو يضحك بشدة حسنا ربما تموت بحادث او ماشابه قال العجوز مبتسما لكنك بعد ان سمعتني ستحرص ان لا تتعرض لشيء مماثل لان عقلك سيفكر في قلته لك كثيرا رغما عنك وان سجين للمثالية بسبب عقلك , اغتنم الفرصة يافتى واعتني بصحتك جيدا فمن الواضح انك لا تأكل جيدا فأنت طويل ونحيل بشكل مخيف وعظام وجهك بارزة اكثر من ذي قبل. وانا وسيم ايضا لم تذكر ذلك قال ذلك وابتسم. انت بالفعل وسيم يا حي لكنك من الداخل على العكس ارى في عينيك خراب كأن حربا قامت في داخلك وجسدك نجى منها باعجوبة الا انك لم تنجو بعد. زالت الابتسامة عن وجه حي فكانت المرة الاولى التي يستطيع شخص ان يصفه هكذا وكأنه يعلم مايدور في داخله حسنا يا سيدي ساستمع لنصائحك القيمة جدا واعذرني ان اخطأت في كلامي ولم انتبه لذلك . الم اقل لك انك سجين للمثالية؟ لو اخطأت في حديثك لكنت اخبرتك من غير انتظار ايها الشاب. حسنا هذا جيد , هلا سمحت لي ان اذهب واعيش حياتي كباقي الشباب كما قلت لي؟ اذهب يافتى واتمنى لك كل ماهو جيد, شكرا لك ياسيدي , الى اللقاء . قال ذلك وغادر المكان وهو يفكر بكل حرف نطق به العجوز والجدير بالذكر انه لم يهتم لترهات احصل على فتاة او عش كباقي الشباب و الخ . بل فكر بكلماته حول الخراب الذي في داخله, هل انا واضح لتلك الدرجة ؟ كيف استطاع ذلك الرجل العجوز ان يصفني بتلك الدقة ثم انني لا اريد ان تراني والدتي وانا هكذا فازيد احزانها وهذا الذي لا اتمناه سار الطريق نحو بيته يستمع لاغاني كلاسيكية التي تناسب ذوقه فكانت الموسيقى لا تفارقه ابدا حتى ذات مرة قال لوالدته: امي ان الموسيقى دين وانا ادين بالموسيقى . وصل منهك بعد يوم من الدراسة والعمل وعجوز يفضح امره وصل اخيرا للمنزل , ثم رسم ابتسامة على وجهه ودخل للمنزل وتستقبله اختي ماري والتي اصبحت بسن الثامنة ليحملها كعادته, اتركها ياحي اصبحت كبيرة لم تحملها . امي انك تعاملينني كانني عجوز وانا في سن السابعة عشر .انزل شقيقته ودخل المنزل مقبلا والدته كعادته ويطرح على مسمعها اجمل كلمات الغزل ولا يتركها حتى تضحك بشدة ثم يصعد لغرفته ويعتزل هذا العالم البشع والذي لا يظهر له اي رحمة ولا يدعه يستمتع بشبابه , بسبب المشاكل التي كانت تظهر له من لا شيء في الثانوية او في عمله .