كبر الشاب حي 3 سنوات اخرى حتى بدأت ملامحه تتغير وتظهر عليه علامات النضج والبلوغ فاصبح يمتلك شاربا خفيفا ومختلفا عن اقرانه لم يكن يحلقه بل يعتز به حتى كان محط سخرية الاولاد . بالتأكيد لم يهتم بتلك الترهات فهو متقبل لنفسه لا يهتم للاراء العشوائية والغير مهمة كهذه ولم يكن من الذين يهتمون للشكل بشكل كبير على الرغم من وسامته بل كان يؤمن ان الانسان يصبح افضل اذا حصل على دماغ محشوة بالمعلومات القيمة وليست كتلك التي تمر مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي,ولهذا كان ينعزل كثيرا ويختلي بالكتب ليقرأ وحيدا والصمت يسود المكان الذي يجلس فيه,وعلى كل حال لم يكن يحب الكلام كثيرا بل يفضل ان يجلس لوحده من غير ان يسمع تراهات المجتمع الذي يحيط به .اكتسب صفة الصمت شيئا فشيئا بل كان يفضل ان يستمع طوال الوقت واذا نطق تكون كلماته منتقاة بشكل جيد لا تخدش الحياء ولا تزعج احد بل على العكس لم ينطق سوى بالكلمات الحسنة ,كان يراعي مشاعر الاخرين حتى اذا اراد ان ينتقد شيء كان ينتقي الكلمات بالشكل التي لا توحي بسوء الامر لذلك الحد ,وبالتأكيد كان محبوبا من قبل الكثير وايضا وجود بعض الاشخاص الذين يكنون له الحقد كضريبة لنجاح الشاب حي.1
وفي يوم ما كان كعادته يقرأ رواية ما واثناء القراءة وتخيل الاحداث تذكر اول فتاة اعجب بها قبل 3 سنوات من اليوم وتذكر ماقام به بالتفصيل,تذكر اليوم الذي ظن انه لن يأتي ابدا ففي صباح ذلك اليوم استيقظ بنشاط على غير عادته وحظى بحمام دافئ يفكر فيه طويلا ما الذي سيفعله, وهنا خطرت لهالفكرة الاولى حينذاك ,سأكون مهندسا بابسط الادوات لعلها تعجب بذلك الامر ,اخذ معه14 قلما وبعض من الادوات وكلها بعدد مضاعف وغير معتاد اخفى ذلك عن اهله بصعوبة حتىوصل قاعات الاختبار. راح يفكر ويفكر ويدخل صراعات مع نفسه ,ستبدوا ساذجا بفعلتك هذه,على العكس سابدوا جذابا وستنظر لي وربما احظى بفرصة لاكلمها ,لن تتعب نفسها وتنظر لهذهالترهات واخيرا بعد ان انهى كتابته على عجل ومن غير تأني وتدقيق انطلق في مغامرته ليصبح مهندسا صغيرا فاخذ ممحاة وجعلها المركز لترتكز عليها بقية الادوات وراح يثبت قلما باخر وينظر لها كل تارة والتي لم تعر للامر اهمية حتى انهى تلك العمارة الصغيرة فوجد الفتاة تحدق بعمله الفني الصغير, احس بالفخر لما قام به حتى المعلمة راحت تتبسم في وجه حي وتقول: رائع يبدوا اننا نملك مهندسا صغيرا هنا هيا قل لي ياحي هل هذا هو هدفك المستقبلي ,لا اعرف ربما هيا يجب ان تصبح مهندسا انتبارع وذكي ستصبح مهندسا ناجحا لا محال ,بالتأكيد لم يهتم لذلك الكلام اللطيف فكان يلتفت للفتاة ليجدها تبتسم ,غمره شعور بالفرحة لا يوصف حتى جلس بشكل معتدل اكثرفراحت تمازحه المعلمة وهدمت عمله الفني عن طريق الخطأ. لم يشعر بالسوء بل رد بكل لطافة وقال : لا عليك يا معلمتي العزيزة سأبني لك عمارة ثانية لا يوجد اسهل منذلك قال ذلك وهو ينظر للفتاة واحست المعلمة بشعور جيد فكانت تنتظر ردة فعل قوية وحصل العكس.