لا لا يعلم ما الذي حصل دعني اخبره من فضلك قال العجوز سام للنادل عندما دخل للمقهى وهوينفث دخان سيجارته, كيف حالك ياحي؟ ماالذي حصل ليحيى يا سام ؟ هل تريد معرفة التفاصيل ام بشكل مختصر ؟ التفاصيل ياسيدي التفاصيل قال ذلك بارتباك واضح على وجهه , توفي يحيى يا حي وقبل وفاته بيوم اخبرني بأن اشكرك مرة اخرى على حفلة عيد ميلاده الاخير كانت من اجمل الاشياء التي مرت عليه في اخر سنواته مميزة هكذا وصفها, وجد يحيى ساقطا على وجهه في وسط منزله وهو يحتضن صورة زوجته المتوفية قبل سنوات , اكثرشيء اثر على يحيى وصحته هي زوجته لم تكن السجائر ولا طعامه ولا المرض بل زوجته, قال لي انه ليس بخير ويعتقد انه سيموت قريبا وسيلتقي بزوجته مرة اخرى ولن يفرق بينهم شيء هذه المرة , توسلت ان اخذه للطبيب لكنه رفض ذلك العجوز العنيد لم يستطع احد ان يقنعه ابدا , اكتشفت وفاته بعد ان مررت بداره لأصحبه للمقهى كعادتي فسمعت صوت عالي لاغنيته , هيا لست مراهقا ايها العجوز اخفض الصوت واخرج لنذهب وقفت انتظرواصابني الضجر فقررت الدخول لمنزله من دون أذن بعد ان طرقت الباب مرات عديدة مندون اجابة , فوجدته حينها ساقطها ويمسك بصورة زوجته بيده حركته لم يتحرك , هيا انهض يايحيى انت على مايرام , ارجوك يحيى لا تفجع قلوبنا انهض الم تكن تقول انك ستدفننا جميعا وانك اكثر شخص ستعمر بيننا هيا قم لست صغيرا لاحملك ,ارجوك .1
كان افضل شخص بيننا قال ذلك ولم يقاوم تلك الدموع, اعذرني ياحي قال ويمسح دموعه بكلتا يديه . ابتلع ريقا ثم نهض حي وتأسف لسام ثم خرج راكضا , لا تبكي ارجوك تمسك لم ادع شخص يراني ابكي طوال حياتي تمسك الان فقط هذه المرة, بعد الركض لمدة خمسة عشر دقيقة وصل بيته اخيرا ومن دون ان يقول شيئا ركض لغرفته ثم غط رأسه في وسادته وكتم صرخة وراح يذرف الدموع حتى اصبحت عيناه حمراء اللون يتذكر نصائحه وكل ما تعلمه منالعجوز يحيى. بعد ان اخرج كل مافي داخله وحده قرر الخروج , مابالك ياحي قالت والدته لا شيء يا امي قبلها وخرج مسرعا ليعود مرة اخرى للمقهى ,كنت اتوقع ان تعود ياحي, هل يمكنك اخذي لقبره يا سام ؟ هيا نذهب فانا افتقده ايضا ولنأخذ معنا العجوز اسماعيل والذي اظن انه لم يستطع السيطرة علىنفسه في الفترة الاخيرة يبكي فجأة ولشدة خجله اصبح لا يخرج من المنزل.
2
يحيى ابراهام يحيى
1954-2020
وقفت انظر للقبر للشخص الحكيم الذي عرفته لمدة طويلة وكان جزء من ايامي وله الفضل الكثير من قراراتي فهو الوحيد الذي كنت استشيره واثق فيه ويبادلني الثقة.
قال العجوز اسماعيل وهو يبكي :منذ اسبوع كان بيننا واليوم لا استطيع سماع صوت ذلك الوغد وخان العهد , اتفقنا ان لا نفترق ابدا واليوم تركنا بكل بساطة,هل تذكر اول مرة التقينا يا يحيى قال ذلك واضعا يده على قبر يحيى ويجلس بجانبه تاركا عكازته التي يستند عليها , سامحتك على اول شجار لنا كنت وغد قوي ضربتني بشدة ولكني سامحتك لكن هذه الضربة الاخيرة لن اسامحك عليها هل تسمع؟ لا لن اسامحك ,احتضنه سام هو وينظر الي مشيرا بان اقترب منه , وضعت يدي على كتفه ,يجب ان تسامحه يا اسماعيل هو صديقك المقرب, لاتكن مغفلا يا حي بالطبع اسامحه كيف لي ان لا اسامح يحيى , لكني قلت ذلك لعله يعود ولا فائدة من كلامي .كان خير صديق لنا قال سام عرفناه في الجامعة ولم نفترق بعدها ابدا كنا نقضي كل وقتنا معا وحافظنا على ارواحنا الشابة سويا لم يكن ليدع احد منا يحزن على اي شيء لم يكن ليتركنا نتورط في مشكلة دون ان يتورط معنا قائلا: معكم في كل شيء.كنت انا واسماعيل ندخل بيته وكأننا ندخل بيتينا دون ان نطرق الباب حتى , كنا نجلس نحن وزوجاتنا نحظى بأمتع اوقات نضحك فيها حتى نختنق, تلك ايام لن تعود قبل سنوات عديدة كل شيء تغير بوفاة زوجته الا علاقتنا لم تتغير على الرغم من قلة كلام يحيى الا ان يحيى طيب النفس لم يتغير ذلك ابدا واليوم هو ليس بيننا ليس لنا الا ان نذكر ايامه , انهى سام كلامه بدموع يمسحها بكلتا يديه كالاطفال ويجد صعوبة في التنفس ثم نهضنا لأستأجر سيارة واقلهما لمنزلهما . وقف حي على قبره قبل ان يخرج من المقبرة: اردت ان احدثك عن الكثير من الامور وان حياتي بدأت تتحسن وعثرت على الفتاة التي احببتها دوما لم تتسنى لي الفرصة ان اخبرك عندما كنت على قيد الحياة يا صديقي العزيز .