في دجى الليل الحالك، تناثر النجوم في السماء متلألئاً؛ ليبهر الناظر بتلك اللوحة البديعة، لوحة أبدعها الخالق سبحانه، ورغم جمال ذلك المنظر البهيج، إلا أن المدينة النائمة، لا تملك فرصة لرؤية هذا الإبداع. في تلك المدينة النائمة هناك من هو مستيقظ. أصوات خافتة،تتبع وقع أقدام، صرير صرصار الليل، وامرأة تترنح وتأن من الوجع ، تتلوى من الألم، تمشي في أزقة مظلمة أشبه بسرداب ضيق، وماهي بسرداب، ولكن تقارب البيوت ببعضها جعلته تشابهه. تلامست بيديها الجدران مستنداً لتهون على نفسها بعضا من صعوبة المشي. مضت للأمام، صادفت في طريقها السكارى والمشردين، لكنها لم تكترث لمضايقاتهم واستمرت حتى وصلت إلى مبنى من ثلاث طوابق، ابتسمت بثقل. تلك الابتسامة التي تظهر الانتصار، ابتسامة أظهرت أنها وصلت إلى مبتغاها. زحفت حبوا تتسلق السلالم؛ فلا وجود للمصعد الإلكتروني في ذلك العقار، ومع الدرج الأخير كادت تفقد السيطرة على نفسها، بيد أنها حبت حتى وصلت إلى باب الشقة الثالثة، هنا ابتسمت بانتصار لتفقد وعيها بعد أن دقت الجرس، فتح الباب؛ فأطلت منها سيدة في الثلاثين من عمرها.
كادت تغلق الباب حين ظنت ألا أحد هناك، لكن سرعان ما تنبهت إلى الجسد الملقاه على الأرض، فصاحت في فزع وخوف، ليقبل عليها زوجها في ذهول، متسائلا عما جرى لها. أسرع الزوج في الاتصال بسيارة الإسعاف، ليتم نقل تلك المرأة إلى غرفة الطوارئ، كان الأمر جنوني؛ فلقد كانت غرفة الطوارئ مزدحمة بالعديد من الحالات الطارئة في ذاك اليوم، أخذت تلك السيدة تتوسل للأطباء لينقذوا تلك المرأة: أنقذوا أختي رجاءً...أقبل الطبيب مسرعا نحوهم يطلب توقيعا سريعا. وذلك لإجراء جراحة طارئة؛ فحالة تلك المرأة تتطلب إلى عملية جراحية "لعل الطفل الذي في أحشائها سيعيش بدلاً عنها..." هكذا قال الطبيب واستطرد قائلاً: ولكن سنبذل ما بوسعنا لإنقاذ الإثنين معا.
أنت تقرأ
بجعة في عرين الأسد
Romanceحين نعتوه باللقيط، وتخلى عنه أقرب الناس له كانت هي هبة من السماء، ساعدته فكانت أول صديقة له، ليقطع على نفسه وعداً أن يرد لها المعروف. فحين يلتقان هل سيوفي بوعده أم أن الزمن ينسيه الوعد الذي قطعه؟ تنويه: الأحداث وأسماء الاماكن والوصف من خيال الكاتبة...