تجمع الناس حول المشهد المفاجئ يراقبون في قلق، همسات وهمهمات لم تتوقف، في حين هناك من اختفى فورا مغادرا المكان، يصارع الهلع.
وعودة إلى ما قبل الحادث بعد أن مضى رودلف إلى روزالينا كان هناك من يحرق في داخله ويشتعل غيظا، أراد افساد تلك اللحظة الهادئة التي كانا ينعمان فيها فأوصى أحدهم أن يقترب سريعا منهما وحين ينهض الفتاة يدفعها إلى الحوض، ودفعت فانيسا مقابل هذه المكيدة لتلك النادلة التي أدت هذا الدور مبلغا لا بأس بها، وبعد نجاح الخطة غادرت فوراً، هاربة من مواجهة أصابع الإتهام، في تلك الأثناء بعد أن سقطت روزا في الماء أخذ أطياف ذكريات سوداء تهاجم ذاكرتها، فأصيبت بهلوسات أفقدتها التركيز تمام، فشعرت بقرب نهايتها، حتما إنها النهاية، كانت في البداية تصارع المياه تحاول النجاة، لكن شيئًا فشيئاً بدأت بالإستتسلام، و قبل أن تدركه الغرق، استطاع رودلف إنقاذها وإخراجها من الماء، تشوش نظرها، وسعال أصابها، كانت ترتجف بشدة من الخوف ومن أعين الناس ونظراتهم التي تظهر شفقة، كما زادت من رعشتها نسيم هواء بارد ظلت تحف بها، فالجو الشتوي القادم أرسل هواء عليل منذرا بقدومه، وتلك النسيم لم تقصر أبدا، احتواها رودلف بمعطفه و مضت بها نحو الأعلى. وذلك بعد أن حصل على جناح في ذلك الفندق، فور وصولهم إلى الغرفة انهارت أرضاً، لتدخل في حالة إغماء، ظل يربت على خديها بخفة دون جدوى، أسرع ليستدعي العاملات ليقدمن بعد ذلك،و غيروا لها ثيابها بعد أن حمموها بمياه ساخن، وساعدتهم في وضعها على الفراش، وتركها تغط في نوم عميق، تبعثر شعرها على وجهها نظرة فاحصة جعله يجلس قبالتها ليراقب ملامحها بهدوء أبعد تلك الخصلات الدخيلة على وجهها برفق، وأعانها على تغطية جسدها بالكامل باستثناء وجهها، ليغادر الغرفة فوراً، متجها بعد ذلك إلى الخلاء وبعد بضع دقائق أنهى أخذ حمام دافئ ليرتدي ثوب النوم الذي أُعد له من قبل الفندق .جلس على الأريكة في الصالة يهاتف أحدهم، فقد تلقى اتصالا من قبل مدير الفندق ليطمئن على روزالينا.-أشكرك على اتصالك سيد فرانسيسكو، ولا تقلق إنها بخير...
-هل أنت متأكد أنك لا تحتاج إلى مساعدة؟-نعم، إنها تغط في نوم عميق، فقط أصابها حمى طفيفة لكن أظن مع الصباح سيزول.
-حسنا سيد رودلف أراك لاحقا.
أنهى الاتصال، ليرتمي بجسده على الأريكة وغاب عن الوعي لبضع دقائق بعد أن أخذه النعاس فجأة، استيقظ إثر صوت صراخها المفاجئ، وانتفض من مكانه هرعا إليها وجدها في حالة فزع ترتعش أوصالها، تكورت وأغلقت أذنيها فجأة تمتنع عن السماع ما لا تطيق رغم عدم وجود شيء يصدر، احتصنها بقوة قائلا محاولا تهدئتها:
- لابأس روز، إنه مجرد كابوس.. اهدئينعم لابد وأن كابوساً مفزع أفزعها لتستيقظ بتلك الحالة البائسة.
دفنت نفسها بين صدره باحثة عن الأمان،ظل يمسح في ظهرها برفق حتى هدأت. وما أن هدأت حتى فصلت جسدها عنه قائلا بنبرة هادئة:
-رودلف!
-ماذا هناك عزيزتي ؟!
-ماذا أفعل لأتخلص من ظلال الماضي، لقد مضى بالفعل 19 عاما إلا أن تلك الظلال مازالت تلاحقني إنها توشك أن تبتلعني كلياً، أخشى أن يأتي يوم لا أستطيع في مواجهة العالم.
-وهل لديك ذكرى سيئة مع السباحة
-نعم كدت أموت غرقاً، لكنني نجوت بأعجوبة، لقد حدث ذلك عندما كنت طفلة تقريبا عندما كنت في الثامنة.
-لا تقلقي سأبقى معك وسأحميك دائما. هذه الهواجس التي تحيط بك سأجعلها تختفي كلياً.
- ولكنني جربت العلاج بالتنويم المغناطيسي، وذلك بالعودة إلى تلك الحادثة، لكن صدمتى أقوى من عزيمتي، ما يجعل العلاج مستحيلا.
أنت تقرأ
بجعة في عرين الأسد
Romanceحين نعتوه باللقيط، وتخلى عنه أقرب الناس له كانت هي هبة من السماء، ساعدته فكانت أول صديقة له، ليقطع على نفسه وعداً أن يرد لها المعروف. فحين يلتقان هل سيوفي بوعده أم أن الزمن ينسيه الوعد الذي قطعه؟ تنويه: الأحداث وأسماء الاماكن والوصف من خيال الكاتبة...