HEAVY BREATH | part seven.

133 5 4
                                    




صرخت لأُنبه والديّ اللّذين اندفعوا إلى الغرفة ، لكن لم يسعهما القيام بأي شيء للتخفيف من الألم الهائل المتفجر داخل دماغي ، وهو سلسلة لا نهاية لها من المتفجرات الهائلة في جمجمتي و التي اعتقدتُ معها أنني راحل بالتأكيد
قلت لنفسي - كما سبق أن قلت لنفسي مرارًا من قبل - إن الجسد ينطفئ و يذبل ما إن يسوء الألم للغاية وأن الوعي مؤقت والأمر عابر ، لكني ، شأني دائماً ، لم أرحل بلا وداع ، بل تُركت على الشاطئ ، والأمواج تتكسرُ علي ، وأنا عاجز عن الغرق .

يتحدث الناس عن شجاعة مرضى السرطان ، وأنا لا أنفي تلك الشجاعة . فقد تعرّضت ، على مدى سنوات ، للوخز والطعن والتسميم وما زلت أمشي ، لكن لا تخطئوا : فأنا ، في تلك اللحظات ، كنت سأفرح كثيراً بالموت.
استيقظت في غرفة العناية الفائقة ، عرفت انني في غرفة العناية ، لأنني لم أوضع في غرفتي الخاصة ، ولوجود الكثير من الزمير ، ولأنني وحدي، لا يدعون عائلتك تبقى معك أربعاً وعشرين ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع السبعة في غرفة العناية الفائقة للأولاد بسبب خطر العدوى.
سمعت صوت نواح في الردهة . توفي ابن أحدهم . وأنا وحدي ، فضغطتُ زر الجرس الأحمر

جاءت ممرضة بعد لحظات فقلت :
" مرحبًا "

قالت : " مرحباً لوهان. أنا أليسون ، ممرضتك "

" اهلاً بك أليسون ، ممرضتي "

حينذاك أخذتُ أشعر مجدداً بالتعب الشديد ، لكني استيقظت برهة عندما جاء والداي يبكيان ويقبلان وجهي مرارًا و تكراراً ، مددت يدي إليهما وحاولت الشد حول قبضة يد أمي ، وعندما ضغطت شعرت بأن كل شيء في جسدي يؤلمني.
أبلغاني أنني غير مصاب بورم في الدماغ ، لكن وجع رأسي ناتج عن النقص في الأكسجين الذي تسببت به رئتاي الغارقتان في السوائل ، وقد تم بنجاح سحب لتر ونصف لتر من صدري ، ولهذا قد أشعر ببعض الانزعاج في جانبي حيث أن هناك أنبوب يخرج من صدري إلى مثانة بلاستيكية امتلأت إلى نصفها بالسائل الذي يشبه ، من بين كل شيء في العالم ، الجعة العنبرية المفضلة لدى والديّ .
وأخبرتني أمي أنني سأعود إلى المنزل ، سأعود حقاً ، وأنه يجب تصريف السوائل بين الحين والآخر والعودة إلى آلة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي الثنائي المستوى ( BiPAP ) ، تلك الآلة الليلية التي تدفع بالهواء إلى ومن رئتي التالفتين ، كما قيل لي إنني خضعت لتصوير مقطعي في ليلتي الأولى في المستشفى ، والأخبار الجيدة : لا  نُمو في الورم . ما من أورام جديدة .
ونتج الألم في كتفي و رأسي عن النقص في الأكسجين ، وذلك هو الألم الناتج عن عمل القلب الضعيف جداً .

قال أبي :
" إن الطبيبة ماريا ذكرت هذا الصباح أنها لا تزال متفائلة "
لطالما أحببتُ الدكتورة ماريا ، وهي لا تتفوّه بالحماقات ، لذلك سررت بسماع ذلك
" هذا مجرد شيء عابر ، عزيزي لوهان " ، قالت أمي. " إنه شيء يمكننا التعايش معه ".
أومأت برأسي موافقًا ، ثم أخبرتهم أليسون ، مُمرضتي ، بتهذيب على الرحيل ، سألتني إذا كنت أريد بعض رقاقات الثلج ، ووافقتُ بإيماءة من رأسي ، فجلست معي على السرير وأطعمتني إياها بالملعقة.
قالت أليسون : " إذًا لقد غبتَ عن الوعي يومين. همممم ما الذي فاتك.. أحد المشاهير تعاطي المخدرات ، اختلف السياسيون مُجددًا ، ارتدت نجمة أخرى شهيرة بيكيني كشف عورة جسدية . ربحت إحدى الفرق مباراة رياضية وخسر فريقٌ آخر ".
ابتسمت لي وأضافت :
" لا يمكنك الاختفاء هكذا بشكلٍ مفاجئ عن الجميع يا لوهان ، فسوف يفوتك الكثير" 

Heavy breath. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن