الواقع

146 6 4
                                    

بلقيسُ ..

يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني

من كُلِّ تاريخي خَجُولْ

هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..

يا بلقيسُ ..

يا أَحْلَى وَطَنْ ..

لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..

لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..

ما زلتُ أدفعُ من دمي ..

أعلى جَزَاءْ ..

كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ

شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..

مثلَ أوراق الشتاءْ

هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟

وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ

في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟

أم أنّني وحدي الذي

عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

سَأقُولُ في التحقيق :

كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ

كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..

فكل مرة كنسمع هاد القصيدة كنحسد معشوقتو عليها ياريت كن يكون عندي اللي يبغيني بحالها ويحزن على فراقي بحالها
فمجتمعنا هادشي مكاينش فور ماتموت الزوجة ديالك كتقدا الثانية من العزاية
وتا لا مكانتش من العزاية فكتاخد بنت 18 عام
تجدد الشباب ديالك معاها
المجتمع اللي ناسو خلاو كلشي مرهون براجل  الخدمة للراجل الزعامة للراجل الراي و الشوار ديال الراجل مفروض علك تكملي حياتك مع راجل كيف ما بغا يكون مهم كائن بعضو ذكري لدرجة معنى الرجولة نساوه ولا الراجل هو اللي عندو الفلوس وخا يكونوا ديال الحرام الراجل  هو اللي يضرب مرتوا او يتزوج عليها خليوه راه راجل يدير اللي بغا الله يجعل يكون يبع لحمو يقولوا عليه راجل فحين المراة اللي كتبيع لحمها مكتسماش مرة بل عاهرة جفاف اللي جا يمسح فيه رجليه
الله يرحم قيس وروميو عشقوا مراة وحدة الاول هام في الصحرة وهو متمني لقياها والثاني قتل راسوا مني سمع موتها
كنتمنى نعيش قصة حب بحالهم نلقا اللى بغيني كما انا ويضحي على قبلي  شخص نحس معاه بالامان بحا شي قطيطة حدا ماماها
مع انو هاد الحلم مغديش يتحقق قاع هذا زهر عندي كن كان عندي الزهر منكبرش فالميتم  و انا معارفاش راسي شكون بنت من ولش خداوني ليهم زعما والديا ولا ماما كانت ام عازبة وحطاتني فالخيرية بدل ماتقتلني ونحاسبها  ولا توضرت هاد الفرضية الاخيرة مستحيلة ميمكنش لرضيع عمروا يوم يتوضر
كنتمنى يكون شي حد مفكرني ولا كقلب عليا بكل جهدواكنتمنى
الحاجة الوحيدة اللي متاكدين منها هي سميتي اللي كانت فواحد السنسلة ديال الذهب فعنقي بلقيس لقاوني الراهبات قدام واحد الدير ففرنسا بلغوا البوليس اللي مني شافوا الاسم استبعدوا اني نكون فرنسية انا عربية ولكن اش من بلاد اشمن لهجة خلاوني فالدير بديت كنكبر بشيت مدرسة اللي غتلعب دور كبير في نفسيتي مني كنا باقين فالدير كنا فرحانين مكنعرفوش شنو كتعني كلمة بابا و ماما حتى تصدمنا بواقع آخر في المدرسة قاع الولاد جايين مع واليديهم الى حنى جايين في حافلة الميتم اللي تابع للدير دازت سنوات وسنوات تخرجنا وكلا غادي يشد طريق الميتم كان دارنا اللي كتحمينا ودابا غادي نواجهوا العالم القاسي الحاجة اللي كنا مآمنين بها هيا انو الله معانا وكيحمينا هدشي اللي تربينا فيه فالدير مع اني كنت دايرا فبالي اني نقدر نكون مسلمة تعرفت على العرب وتعلمت الصلاة والصوم و شي حوايج قريت عليهم
قاتلت وتخرجت من الثانوية دخلت لجامعة كبيرة بمنحة حياتي كلها كانتمرهونة بهاد المنحة قريت حتا الماستر القراية بنهار والخدمة فاوقات الفراغ  تخرجت من الجامعة على 23 سنة كانت صعيبة ولكن النتيجة كتستاهل هاد الجهد والتعب كلو
كريت ستوديو فرحت بزاف اول مرة غنحس براسي مستقلة قلبت على خدمة بديت فيها من الزيرو لحسن حضي كندوي بالفرنسية الانجليزية الاسبانية و الصينية والعربية الدريجة بالضبط الي تعلمتها من الجالية المغربية فسنة واحدة ترقيت وليت سكرتيرة ديال المدير الشركة كانت فرع والاصل كاين فالمغرب وانا كنت كنطمح يعينوني فالمغرب علاش المغرب بالضبط؟ اي واحد بدون اهل كيتساءل حياتو كاملة على اصلوا اللي كان كيشوفني كان كسولني واش انا مغربية كنت كنستغرب سولتهم علاش وحدة من معارفي قاتلي عندي ملامح مغربية شعر كحل وعينين كحلين بشر ة سمرة والعجيب فالامرة يقدروا يقولوا ليك حتى من اشمن مدينة بالضبط والى كنتي مخلطة قاتلي النت بلي انا مخلطة  بين دكالة وفاس الملامح من دكالة و الكراكتير من فاس  تعجبت هاد الناس عندهم فلسفتهم بوحدهم ماعليانا الشركة كانت غتحل فرع جديد فطنجة و كان خاصهم شي حد عارف السيسطيم ديال الفرع اللي ففرانسا و ما كين ما حسن من بلقيس منها للمدير وعارفة الصغيرة والكبيرة المدير واعدني بمنصب فالشركة من بعد ترسا الامور وفين ما بغيت يا فرنسا يا المغريب بطبيعة الحال مغديش نرفض
جمعت حويجي ومشيت للمغريب لقيت الشيفور كتسنا فالمطار اه الشيفور كنت عزيزة على المدير كان راجل عندوا ديك 60 سنة عاملني مزيان اول واحد يقولي كلمت بنتي  اول مرة سمعتها بحالا اش سمعت ليلتها بكيت حتى عييت من بعد ولفتها و وليت كنتسنى غير امتى يقولها ليا  داني الشيفور للدار كانت فيلة صغيرة جنب البحر بلاصة بحال الجنة قاع هدا زهر عندي طحت فمدير الله يعمرها دار هه البنات اللي قراو معايا كانوا كتشكاو من البوص ديالهم انا كنت فرحانة بيه
يومين غنبدا الخدمة متحمسة ومتخوفة ولكن كنحس بحالا انا فداري وحد الجانب مرتاح معرفتش علاش
اليوم غنبدا الخدمة على مقال المدير انا غنكون عينيه تما غنظم لي بوسط  و نراقب الخدامة وبطبيعة الحال غنكون سكريطير ديال المدير الجديد ديالي مني ترسى الخدمة ويسالي المشروع اللي مكلفين بيه غنبدا فخدمتي اللي كنتمناها

بلقيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن