الفصل 16و17و18

6.6K 167 21
                                    

الفصل السادس عشر

استيقظت ألاء من نومها ،ونظرت لحمزة الذى ينام بجوارها بإبتسامة هادئة ،ونهضت من الفراش متجهة الى الحمام لتغتسل وتأدية الصلاة ،ثم توجهت الى المطبخ لإعداد طعام الإفطار.

إستيقظ حمزة ولم يفتح عينيه بعد ، وتحسس جانبها من الفراش ولكنه لم يجدها ومكانها بارد، فنهض من الفراش ليبحث عنها، وجدها تقف فى المطبخ تعد الفطور غير منتبهة له، فتنحنح بخفوت فالتفتت له وهى تزين وجهها بابتسامة جميلة سلبت لبه وقالت: 
-صباح الخير يا حمزة!

أجابها بابتسامة أظهرت نواجزه :
-صباح النور يا لولو، إيه اللى مصحيكى ده الساعة لسه تمانية والفرح حتى خلص متأخر!

أجابته وهى منهمكة فى إعداد الفطور :
-أنا مبحبش أتاخر فى النوم، حتى لو نايمة متأخر برده بصحى بدرى، وقلت أجهز الفطار علشان نفطر أول فطار سوا.

جلس على إحدى المقاعد أمامها وقال بمرح :
-يعنى لولو صاحية بدرى علشان تجهزلى الفطا،ر إيه الهنا اللى أنا فيه ده.

التفتت له بإبتسامة مشاكسة، وتمعنت فى ملامح وجهه التى أسرتها ،وهتفت بهدوء عكس طبعها العصبي دوماً :
-قوم من هنا يا حمزة، خد دش وصلى واستنى بره على السفرة لغاية ما أخلص.

عقد ذراعيه أمام صدره هاتفاً بحنق مصطنع:
-جالك قلب تطردينى من المطبخ يا لولو!

ابتسمت لمظهر وجهه الحانق وقالت :
-قوم يا حمزة وبطل دلع.

نهض بتكاسل من على المقعد واقترب منها مقبلاً جبينها، قائلاً بحب وابتسامة حنونة تزين وجهه :
-صباحية مباركة يا حبيبتى!

غادر حمزة أما هى شردت فى أثره، تُرى هل ستستطيع الإنتقام أمام حبه الذى يغمرها به؟ أم ستستسلم لحبه وحنانه ؟
نفضت تلك الأفكار من رأسها ،وحسمت قرارها أنه لابد أن تنتقم منهم على ما فعلوه معها ،ولكن حمزة لن يمسه سوء أبداً .

أما مريم لم تنم من الأساس ،تدور فى غرفتها لا تعرف كيف تتعامل معه ؟هل تكون زوجة مطيعة كأى زوجة أخرى تساعد زوجها وتعلم ما يؤرقه ؟ أم تتجنبه من الأساس؟ لا تنكر أن الأسبوعين اللذان سبقا حفل الزفاف جعلاها تنظر للدنيا بعين أخرى، وتندم على ما ضاع منها هباءاً منثوراً، تجرى وراء وهماً ظنت يوماً أنه حباً ،وتركت الشخص الذى أحبها بصدق ،تُرى ماذا عليها ان تفعل؟

ظلت دقائق تفكر ،الى أن التقطت هاتفها وطلبت أحب الأرقام على قلبها ،رقماً لم تنساه يوماً حتى عندما إبتعدت عن صاحبته.

جاءها الرد بهدوء قائلاً :
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ردت مريم باعين دامعة، وإشتياق لتلك الصديقة :
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،إذيك يا سهام أنا مريم فوزى.

انتقام مجهولة النسبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن