7

3.8K 159 7
                                    

الفصل السابع
رواية نيران صديقة
بقلمي ميرا اسماعيل

تتوالى الأيام بدون جديد بروتينها المعهود.
مكة كما هي، وعلاقتها بتيمور تتطور  حتى أن تيمور نسي أنها مريضة وسيأتي يوم وتسترد وعيها.
أما هي فكل مايشغل تفكيرها تيمور، و تأخيره ليلا ،والخوف من النتيجة التي شارفت علي الظهور.
أما آية كانت كما هي ،لكن علاقتها بتيمور وتيم على الحياد منذ أن تواجهوا .
بينما سما تمشي على خطى والدها و تنفذ الخطة، حتى أنها انتقلت للعيش كاملا مع أمها، كي توهم الجميع أنها بالفعل تغيرت وتريد حياة بدون حقد ولا غل وحيد، وعبدالله كان يساعدها بكل قوته لكي ينقذها من براثن وحيد.
صباحا فى فيلا المنصوري،

كانت مكة تنزل درجات  السلم وهي مكفهرة الوجه
قابلها تيم واستغرب حالها وسألها بقلق جلي
"البرنسس مالها"
رفعت كتفيها بملل
" مفيش،قلقانه من النتيجه وكمان تيمور اتاخر في الشغل بقاله يومين مرجعش".
" آااه فهمت، طيب بالنسبه للنتيجه انت عملتي اللي عليكي، أما بالنسبه لتيمور، فاقترب من أذنها هامسا
أنا لسه شايفه راجع حالا يدوب دخل أوضته".
" انت متأكد".
تيم حرك رأسه مؤكدا
" أيوه متأكد".
بعد سماع مكة هذه الجملة انطلقت مسرعة نحو غرفة تيمور ودخلت بدون طرق الغرفه وهي متذمرة
"بقي كدا يا تيمور أنا زعلانه منك ..."
وبترت جملتها عندما وجدته غارقا في النوم  بملابسه دليلا على ارهاقه الشديد، اقتربت منه بهدوء وجلست جواره ووضعت يدها  على وجهه تتأمل ملامحه المرهقه بحزن وشغف واضح
"وحشتيني يا تيمو ".
اقتربت منه بجرأة لكن فجأة توقفت كأنها تذكرت شيء ،وبدون إرادة قامت بإغلاق عينيها  و فتحهما مرة أخرى، كررت العمليه كثيرا حتى أن الدموع ذرفت من مقليتها دون احساس منها، لكي تهبط على وجه تيمور تزعجه ليستيقظ و يرى مكة أمامه تبكي ،فانزعج وهب مرعوبا عليها
"مكة، مالك يا قلبي".
فتحت عينيها ببطء وحركت رأسها بمعني لا
" لا إيه!، بتعيطي ليه؟".
لتقول ببراءه
"أصلك وحشتني وتخيلت ..."
لم تقو على إتمام الحديث وانفجرت باكيه مما جعل قلب تيمور يهوي خوفا عليها وضمها إلى حضنه سريعا
"اهدي يا قلبي اهدي، قولي ليا فكرتي في إيه؟".
لتقول مكة مسرعه
"تيمور سيب الشرطة".
" أفندم ،أسيب إيه؟، وليه أصلا؟".
"تيمور أنا بحبك".
" وأنا بعشقك يا قمري،بس دا ماله ومال شغلي".
توسلته عيناها و تحدثت شفتاها
"انت  بتسمع عن  الحوادث اللي بتحصل ليكم ،بلاش، انتم حياتكم على المحك دايما ،أنا خايفه أخسرك".
تيمور بتفهم
"آه، دي مشكلتك، طيب بصي، الموت والحياه في ايد ربنا، لما عمري يخلص هموت، سواء بقا في شغلي، على سريري، في عربيتي،
ربنا بيقول يأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة
يعني مهما نبعد و نستخبى من الموت مفيش منه مهرب،الموت الحقيقة الوحيده اللي موجوده في حياتنا  اللي لازم نقبلها ومنهربش منها، ثم شغلي دا واجب للوطن، مع كمان العلم إن بحبه جدااااا".
لتسأله مكة
"أكتر مني؟!".
ليرد بتيه و هو يضمها بقوة
" مفيش حاجة في الدنيا أكتر منك، انت عشقي يا مكة اللي قولت هيضيع مني ورجع ليا من غير تعب".
اردفت باستغراب
" يعني إيه؟".
ابتسم تيمور وهو يبعدها عن حضنه برفق
"يعني تقومي وتسبيني آخد شاور ".
أومأت برأسها
" اوك هستناك تخرجني، لأن سما وآيه مختفين تماما ".
تيمور بنظرات غامضة "اوك يلا اسبقيني".
خرجت مكة من الغرفه واتجهت إلى الحديقه ووجدت تيم يقف ومن الواضح أنه يتحدث في الهاتف
اقتربت منه واستمعت إلى كلمات بسيطة
تيم بغضب" قولت نهدى ،وهآجي، تمام سلام ".
والتفت وهو يزفر بضيق و اصطدم بمكة
ليقول بارتباك جلي
"مكة انت هنا؟".
مكة بمرح
" لا هناك ،ايوه طبعا قدامك أهو، هو انت كنت بتكلم مين نرفزك كدا ".
" دا شغل أنا خارج، عايزه حاجه؟".
نفت مكة محركة رأسها
" لا ميرسي".
وانشغلت مكة بالهاتف وانتظارها لتيمور
أقبل عبد الله عليها
"بنوتي القمر بتعمل إيه ؟".
مكة باستغراب "بابي انت هنا ".
" آه كنت براجع ورق شغل مهم، وهتحرك على الاجتماع، مكة ما تيجي معايا بالمرة تشوفي الشغل، دا مالك في الأول
والآخر ".
" لا بلاش النهاردة وعد بكره ".
"من أول الاجازة بتقولي كدا، عموما براحتك ".
" بابي متزعلش وحياتي ،بس فعلا النهاردة خارجه مع تيمور".
" طيب، أنا هشغل سما معانا في الشركة".
مكة باستغراب "سما هتشتغل إيه؟!".
"أي حاجة، البنت عايزة تصرف على نفسها، وبعدت عن وحيد ووالدتها ظروفها على قدها ".
" مين طلب منك تشغلها؟، وإلا انت اللي عرضت".
"والدتها اللي طلبت، وأنا وافقت، انت اضايقتي؟".
" لا أبدا، تيمور وصل أهو".
ليبتسم تيمور لعبدالله" صباح الخير يا عمي ".
" صباح النور ،يلا أنا همشي سلام ".
" سلام "
و يوجه حديثه لمكة
"يلا يا مكتي هنقابل واحد صاحبي ومراته ونخرج سوا، عايز أعرفك عليهم"
صمتت مكة
فأعاد تيمور الحديث مرة أخرى، ولكن دون اجابه
ليتساءل تيمور بقلق
"مكة مالك؟".
"بابي ".
"ماله ؟!".
"تصرفاته غريبه ،تقلق،  هيشغل سما معاه عادي ،اللي مش عادي إنه بيكلم والدتها وإنه مش عايز يرفض ليها طلب".
" وفيها إيه؟".
لتضيق عينيها "تفتكر بابي ممكن يتجوزها؟".
انفجر تيمور ضاحكا
" انت أفكارك وصلت للدرجة دي ،عموما عمي لايمكن يفكر في الجواز ".
مكة بقلق غريب" ياريت ،يلا هنروح فين؟".
"كنت ناوي أعرفك على جماعه صحابي ،بس نأجلها واخلي اليوم لمكتي وبس ".
ابتسمت فرحا "اوك يلا بينا".
..................
في منزل مسعد
كانت عايدة تنهر أبناءها بسبب طلباتهم وصراخهم
"اسكتوا شوية بقا ".
لتقول آية وهي ترتدي حذاءها
"ويسكتوا ليه؟، دا العادي، أنا نازله ".
"رايحه فين إن شاء الله؟".
" هغور في داهية، هروح فين؟، لسما النتيجه هتبان".
عايدة وهي تجلس بتعب
"متتعبيش نفسك، نجحتي، سقطتي، ابوكي مش هيدخلك الجامعه "
آية بصدمة "مش إيه!!، ودا ليه إن شاء الله ؟".
"اللي ميشفش من الغربال يبقي أعمى، هيجيب منين مصاريف جامعه ولبس وكتب، حلو قوي كدا عليكي ".
"ماما انت بتهزري صح !!".
"لا يقلب أمك مش بهزر، ابوكي على آخره، اتلمي ودوري على شغلانه في أي محل وساعديه ".
آيه بعصبيه" انتو إيه!!، حرام عليكم هتدمروا مستقبلي، كل دا ليه ها ليه؟".
وقفت والدتها في مجابهتها واردفت بعصبيه مختلطة بحزن "هيكون ليه؟، علشان الفلوس، فهمتي علشان إيه".
" ملعون ابو الفلوس ".
"ألف مرة، اكتمي بقا ".
آيه بغموض" هتكتم، بس بكرة هفكرك أما يجي اليوم وابقى معايا فلوس زي الرز، وآه انسي فكرة أن مش هكمل تعليمي هشتغل أي حاجة، أي حاجة، المهم أوصل وأكمل دراستي ،انا ماشية ".
.............
و في آخر النهار كانت الصديقات مجتمعات في انتظار النتيجة .
سما  كانت أول من تحدث
" عاملة إيه مع تيمور يا مكة ".
مكة بهيام واضح" عاملين حب وعشق ،عارفين
يا بنات".
قالت آية "عارفين إيه؟".
فردت مكة" إن تيمور دا عشق حياتي كلها،ومقدرش على بعده أبدا".
لتبتسم سما "يا سيدي، إيه الحب دا كله".
و تقول آية "اتمسكي بيه يا مكة وحافظي على حبكم دا ".
تعجبت سما و مكة من حزن آية الواضح على محياها
و سألتها مكة "مالك يا ايوش؟".
" ابدا كبروا يلا نشوف النتيجة ولا بالنسبه ليا مش فارقه ابويا قرر مفيش جامعه ".
تساءلت سما "ليه ؟".
ردت آية "علشان الفلوس"
وبغل قالت " بكرة  يبقا معايا فلوووس و....".
لتقاطعها سما" النتيجه ظهرت ".
لتهتف مكة "بجد يلا نشوف النتيجة ".
و بينما سما ومكة تتابعان ظهور النتيجة اردفت  آية بغل هامس
" هيبقي معايا فلوس واوريكم كلكم ".

كااااااااااااااات
الكاميرا تجهز علشان مشهد اللي جاي
بعد سنوات
في فيلا المنصوري تغيرت كثيرا الوجوه والقلوب
كان الجميع حول طاولة الطعام التي  يترأسها عبد الله وكان المرض  قد تملك منه بشكل كبير وإلى جانبه مكة على اليمين وكانت تغيرت كثيرا فكانت أجمل بكثير
عبدالله تحدث "مكة هتروحي المستشفى، وأنا كلمت الدكتور ساجد وهو مستنيكي ".
" تمام ".
وكان فى المقابل الجهة الأخرى تجلس سما في كامل أناقتها
اردفت سما" عبدالله اشرب العصير علشان العلاج ".
مكة بغضب "أنا قايمة علشان ألحق الشغل ".
و قالت سما " وأنا كمان، يلا يا تيم علشان الاجتماع مع الوفد الإيطالي".
ليقول تيم " يلا عن اذنكم يا جماعه".
وانطلق الجميع كل لوجهته
قال عبدالله محدثا تيمور الذي كان يتابع ما يحدث بغضب جلي
"لسه مش عارف تصالحها ".
تيمور ترك الطعام
"عمي مكة اتغيرت، أنا مش فاهم مالها ".
هز عبدالله رأسه حزنا "لو انت متعرفش مالها أمال مين اللي يعرف ،يا تيمور حافظ على مكة واديها مساحه حرية ".
ليقول تيمور  غاضبا
"اكتر من كدا، دي  سافرت لندن وكملت دراستها والمطلوب أن استني الهانم وكمان أوقف جوازك من سما علشان ترضي عني ".
قال عبد ا"لله جوازي من سما طلعو بره الحسابات ".
ليزيد غضب تيمور  و يقول بصوت جهور
" اطلعه ازاي وهو سبب كل المشاكل اللي حصلت في
البيت دا ،انا خارج".
وعندما خرج شاهد الجميع يقفون أمام الباب وملامحهم تعتليها الصدمة، اقترب وكلما اقترب اتضحت الرؤية، إنهم رجال الشرطة!!، لكن ماذا يفعلون هنا ؟.
واستمع لحديث تيم
"يعني إيه اختفت ؟".
أردف الظابط" مع الأسف الانسه آية مسعد مختفيه من أكثر من أسبوع، ووالدها مقدم بلاغ اختفاء، وأنا جاي بصفه وديه لمدام سما وانسه مكة لأنهم أقرب ناس لانسه آية ".
سما ومكة نطقتا كل منهما على حد ه
"أنا مشفتش آية من اكتر من اسبوعين".

استووووووب
#نيران صديقه
#ميرا اسماعيل

نيران صديقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن