المقابلَة الثَانية: بيون بيكهيُون.

811 47 4
                                    

كان الاثنَان جالسين على اريكَتين متقابلتين، ينتظران شارَة البدء التي سرعَان ما اتت.

تحدَثت مقَدمة البرنَامج بصَوت هادئ:

" كمَا تعلمون مسبقًا، هز البلد نبأ طلاق اكثَر ثنائي محبُوب به، برغم انهمَا ليسا مغنييَن او في صناعَة الترفيه، بل همَا وريثَان لشركتَين كبيرتين معروفتَين، لكن وسامتهما الشديدَة، ولطف معاملتهما للآخرين، وتصرفاتهما اللبقة والمتواضعَة هي ماجذبت الحب لهما، وايضا حبهما لبعضهما كان من الأشياء الجميلة لرؤيتها، لكن قلوب الأمة كُسرت صبَاح يوم الثلاثاء الماضي بعد سمَاع خبر طلاقِهما الأكيد، ونحن هنا اليوم، مع السيد بيون بيكهيُون ليحدثنا عن المزيد من التفاصيل، مرحبًا بكَ سيد بيون. "

ابتسم بيكهيون تلك الابتسامه الجميلة خاصته، واجَاب بكل رفق:

" مرحبًا، واشكركم لدعوتي انا بدلا من الاستماع لما يقوله الاخرون. "

ابتسمت المذيعة وقالت:

"قناتنا تفضل اعتماد الحقيقة. "

ضحِك الجميل بصمت ولم ينبس ببنت شفَه، بينما يحاول ان يبقي نفسه قويًا.

بدأت المذيعة اللقَاء الجدي بحَديثها المتسائل:

"سيد بيون، حتى فترة مضَت لم تكن هنَاك اي اخبَار عن مشَاكل، تعثرَات، او حتى حزازيَات بين الشركَتين، وكنتمَا تظهرَان بشكل رائع معًا، أين بدأت المشكلة؟ وكيفَ تفاقَمت خلال وقت بسيط حتى وضع الطلاق؟"

اغمض بيكهيون عينيه، عض شفته السفلى قبل ان يقول:

" قبلَ عامين.. المشكلة بدأت قبل عامين، وليست كما يظن الجميع انها مشكلة صغيرَة قبل فترَة بسيطة، حاولنا ان نضع حلا، حاولنا ان نبقى، لكن في النهَاية قررنا ان الطلاق يجب ان يأتي قبل فوَات الأوان. "

رفعت السيدَة حاجبها وسألت:

" قررتما؟ كان قرارًا مشتركا اذًا؟ "

اومأ ابن بيون والمستضيفَة همهمت بفهم قبل ان تكمل:

" لهذا بدا الأمر اسرع مما هو عليه، ولكن، ماهو السبب الذي بدأ كل هذا الصراع والألم والنزَاع الذي استمر لسنتين؟ اهو فتور العلاقَة؟ مشكلة حول الشركة؟ ام مشاكل عائلية؟ "

نفى بيكهيون برأسه ودموعه افلتت من عِقالها:

"لا، ليس واحدا منها، لو كان كذلك لحللنا المعضلة في شهر او اثنين، لكنه كان الوقت، لم نستطع ايجاد وقت لانفسنا اصلا فكيفَ بالوقت لبعضنا؟ نعمَل ليل نهَار ولا نتَوقف، نذهب ونأتي ونسَافر ونعود، لم اعد ارَاه الا بضع ساعات في الاسبوع، وربما في الشهر، ادمنا العمل، كدنا نصبح مهووسين به، وحين فطِن كلانا للأمر، انفصلنا قبل ان ندركَ ان حبنا للاخر قد باتَ في المنزلة الثانيَة بعد حبنا للعمَل. "

" اتعني انك مازلت تحبه؟ "

اومأ مجددًا وقال:

" لو لم اكن احبُه، لمَا سمحت له بالذهَاب."

ابتسمت المرأة ثم واصلت استفهاماتها:

" هذا بالتأكيد قرار كان صعبًا لاتخاذه، وفيما يتعلق بالقرارات، الجميع يعلم ان تعاقد الشركتين لم يكن بسبب زواجكما، ولكن الآن بعد الطلاق، مالذي سيجري على الشركتين؟."

فكر الباكي قليلا قبل ان يجيب:

"لن يحدث شيء، فكما قلتِ ان التعاقد ليس مرهونًا بزواجنا او طلاقنا، صحيح ان بعض المستثمرين لم يعجبهم الامر وانسحبوا، لكن نحن لسنا ممن علاقتهم الشخصية قد تؤثر على عملهم."

اخذَت صاحبَة اللقاء نفسًا قبل ان تكمل حديثها:

"هذا امر جيد نوعًا ما، اذًا سيد بيون، قبل ان نختم هذه المقَابلة، أيوجد لديك ماتقوله للسيد بارك؟. "

مسَح عينيه واومأ، تحدث بصدق، عجزه عن التخطي كان واضحا بين افكاره الغير مرتبَة:

" تشَانيولاه.. انت شجَاع، وقوي جدًا لتتمكن من الصمود لاكثر من اسبوع، اما انا فبدأت استعمال ما اعطيتني اياه منذ اليوم الرابع، انا حزين، وانت تعلم بهذا، لمَ لا تأتي هنا؟ انا اشك في قدرَة تحملي حقا.. انت تعرفني وتعرف كم هي كثيرَة مشاعري وكيف تتحرك بسهولة.. لم اعد اعلم ان كان هذا هو القرار الصحيح.. لكن ماحدث قد حدث، اهتم بنفسك، ولا تجرؤ على حب شخص غيري. "

لولا ان عملها كان يقتضي ان تكون صلبَة امام هكذا امور لبكَت وانتحبت معه، لكنها لم تستطع، قالت بهدوء:

" هو ارسَل لك رسالة ايضا، اتملك القوة لسماعها؟ "

اومأ ايجابًا وغطى وجهه بكفيه، يستعد لسماع الصَوت الذي مانفك عن حبه.

"بيكهيوناه.. اخيرا سوف تستطيع ان تحقق امنيتك بالشرب حتى الاغماء، اخيرًا ستكف عن استعمال تعبير الزوجة المطلقة لانك تعلم مدى شعورها بالحزن، اخيرا ستكون حرًا من زوجك الذي يعاتبك حين تأكل الراميون شديد الحراره منتَصف الليل، اخيرا سيكون لديك بعض الوقت لنفسك كي تستريح، اتمنى ان تكون بخير دائما، وان تكف عن ارهاق نفسك، وان تتوقف عن السير برداء الاستحمام دون شيء اخر وسط الشتاء، واخيرا.. ان تعلم اني يستحيل ان احب شخصا كما احببتك."

كان صامِتا، لم يتحدث، حتَى سُمعت شهقة خفيفة، علمَت المذيعة انه يبكي فتصرفت سريعا عبر إنهاء المقابلة بابتسامة:

" نشكر السيد بيون للانضمام الينا ومشاركتنا رغم انها ليست ذكريات جيدَة، ونشكركم مشاهدينا الاعزاء، عودَة لك سيد يانغ لمواصلة اخبار المساء."

Parting ways. Where stories live. Discover now