الجزء الثاني من رواية ( ران تحضن الموت )
عآد سينشي ، ومرت الأيآم تتلوهآ الأيآم ، وسينشي يعيش في منزله غريقاً بفرحته كمآ كآن في المآضي ، فقد أصبح كونآن في دآئرة النسيآن بعد أن كآنت الإجآبة لكل من يأتي إلى وكآلة موري ليسأل عنه أن أهل كونآن قد عآدوآ وأخذوه معهم في سفرهم بلآ عودة .
كآن سينشي دآئمآ يبتعد عن القضآيآ والجرآئم في بدآية الأمر ، ولكنه لم يستطِع أن يستمر على هذه الحآل طويلاً ..فقد كآن التحقيق مهنته وهوآيته ، وفي كل مرةٍ يشآرك فيهآ بحلِّ قضية يُخبرُ ميغوري بذآتِ الأمر ..أن لآ يتم ذكر اسمه في أي تقرير ، وقضية تلوَ القضية ..وَبِشَهْرٍ تلآهُ شَهْر ..عآدت شهرةُ سينشي بتدآولِ الأخبآرِ بين النآس ممآ تسبب ذلك في عودة اسمه ثآنية إلى الإعلآمِ والمحطآتِ التلفزيونية ، وفي كل مرةٍ تزدهرُ فيهآ شهرته ..يزدآد معهآ غمُّهُ وخوفُه من أن يصدِفَ خبرٌ عنه بالظهورِ أمآم فودكآ أو جين ، وفعلاً ..مآ كآن في الحسبآنِ قد وقع .
في السآعة الثآنية عشر بمنتصفِ الليل ، يمكث جين في سيآرته لوحده وهو يسير بسرعة هآئلة ، تزين سيآرتهُ السودآء إضآءة الأنوآر الصفرآء التي على مدِّ الطريق ، جهآز الرآديو يعمل ، والسيجآرةُ في فمهِ تشتعل ، لكي تأتي الصدفةُ التي لطآلمآ خآف منهآ سينشي ، فقد وقَعَ في أذُنِ جين على لسآنِ المذيعة :: طآلب المرحلة الثآنوية وشآرلوك هولمز هذآ العصر ..سينشي كودو ، يعودُ إلى مدينتنآ للقبضِ على المجرمين بعدَ غيآبٍ طويلٍ لآ يعلم سببهُ أحد . فمآ إن دخلت هذه الحروف من أذن جين حتى وآصلت سيرهآ إلى عقلهِ ليطرَأَ على ذكرآهُ ذلك المشهد القديم ..وهو يضعُ العقآرَ في فمِ ذلك الفتى حينَ تركه مرميًّا على الأرضِ في وسطِ الظلآم ؛ فينقطعُ المشهد من عينيهِ فجأةً لكي يعودَ مرأى الطريق أمآمه أسفل الأنوآرِ الخآفتة ، وجههُ الهآدئ الذي كآن يحتفظُ بهِ لم يتغير أبدآ إلآ بإظهآرِ ابتسآمةٍ شبيهةٍ باِبتسآمةِ إعجآبٍ بأن سينشي ..مآ زآل حياً يُرزَق .
في اليومِ التآلي ..وعند بدآيةِ بحثٍ بسيط ..كآن أولَ مآ علِمهُ جين عن سينشي بأنَّ اِبنة المحقق الشهير توجو موري هي خطيبته ، فلم يكلِّف نفسه دقآئقاً لمعرفة مكآن سينشي ومكآنُ وكآلة موري مشهورةً معروفة . غَرُبَتِ الشمس ، وعآد الليل يصآحبهُ اللون الأسود ، وعآدت رآن إلى المنزلِ آتيةً من موعدِ لقآءِ أمِّهآ اِيري . كآن توجو في غرفة المجلس ينتظرُ رآن منذ مدة لكيْ تعِدَّ له العشآء ، وعندمآ عآدت رآن ودخلت إلى المطبخ قآلَ لهآ توجو وهي ترتدي معطف الطبخ :: ألم تقل اِيري شيئاً عني ؟!! . فردت رآن :: ألستَ من رفض المجيء ! فلمآذآ تسأل !! . ومن ثم تآبعت حديثهآ مستغربة ! :: أبي ..هل أنت من أشعلَ الغآزَ هنآ !! . توجو :: كلآ !! . فقآلت رآن وهي تشمئِزُّ من رآئحةٍ كثيفة :: رآئحة الغآزِ تملأ المكآن ..ولمآذآ أشعلتَ الفرنَ أيضاً !! يبدو أنه السببُ في هذه الرآئحة . فإذآ بتوجو ينصدمُ مكآنه وهو جآلس مستنتجاً سريعاً مآ قد حصل ..عآلِماً بأن رآن قد أصبحت في خطر !! ومآ إن رآهآ تَهُمُّ بفتحِ الفرنِ لكي ترى مآ فيهِ حتى اِنتفَضَ وهو يصرخ :: لآآآآآآآآآآ لآآآآآآآآآآآآآآآآآآ لآ تفعلي .
مآ إن سمعت رآن بدآية الصرخةِ حتى تجمدت مكآنهآ مفزوعةً مرتعبة ويدهآ موضوعة على مقبضِ الفرن ، ومآ إن قآل توجو لآ تفعلي حتى كآنَ قد وصلَ عندهآ وأمسكَ يدهآ بيدهِ قبل أن تفتح الفرن . فقآلت رآن المسكينة والخوف يسري في أنحآءِ جسدِهآ :: مَـ.. مآذ... مآذآ هنآك !!! . فقآلَ توجو :: لآبدَّ أن هنآلِك شخصاً قد كآنَ هنآ في الصبآح ودبَّر هذه الخطة والمكيدة وهربَ بفِعلته ، رآئِحة الغآزِ هنآ دقيقة وكآفية لتوليد انفجآرٍ صغيرٍ أمآم الفرن ، وهذآ يعني أن من فعلَ هذآ لآ يريد قتلكِ ، بل يريد تعذيبكِ وتركِ أثرٍ على جَسَدكِ فقط ؛ يآله من خبيثٍ جبآن . قآلهآ توجو وهو في شدة القهرِ والغيظ ، فقآلت رآن :: ولكن من يكون !!!! . مآ إن انتهت رآن من قولِهآ حتى سمعت هيَ وتوجو صوت تصفيق !! تصفيقٌ هآدئ !! بين كل تصفيقةٍ وأخرى ثآنيةٌ كآملة !! فانفزعوآ ملتفتين لمصدرِ الصوت ..فإذآ هو آتٍ مبآشرة من أمآمِ المطبخِ من غرفةِ رآن التي قد كآن بآبهآ مفتوحاً قليلاً ..فإذآ بيدٍ تمسكُ البآبَ من طرفِهِ لتفتحه بهدوءٍ مصدرةً صوتَ أنينِ الأبوآب ، ورآن وتوجو يتفرجآنِ في صدمة !! فيخرجُ دخآن السيجآرةِ أولاً ..ومن ثم يقومُ ذلك الأسودُ بإظهآرِ نفسه وآقفاً أمآمَ البآب ..وشكلهُ المخيفُ يُحَتِّمُ على رآن وتوجو عدم التزحزح ، نعم إنه جين ..فيقول :: تحليلٌ رآئعٌ أيهآ المحقق الشهير ..أعلمُ الآن لمآذآ تفضلك فيرموث ، فَلْتَتَذَكَّر دآئماً بأنكَ الآن لست ميتاً بسببهآ .
كآن جين يتحدثُ وهو مبتسمٌ في وثوقٍ ومكر ، فقآل توجو في غِلظةٍ وجهر :: من أنت أيهآ الوغد !! . فرد جين :: نآدِني جين . هذه الكلمتين قآلهآ جين وهو يخرج بيدهِ مسدَّساً بسرعةٍ خآطفة وهو فرحٌ ويوجِّهُهُ على رآن وتوجو ..فمآ أنِ انتهى من كلِمتيْهِ حتى أطلق الرصآصة سريعاً نحوهمآ . في اللحظة التي رأى فيهآ توجو المسدس هو ورآن ، توجو انقض وآقفآ أمآم رآن ليحميهآ من الرصآصة بجسده العآري من الحمآية ، بينمآ رآن المسكينة وضعت يَديْهآ على عيْنَيْهَآ وجبينهآ تصرخُ مرعُوبة وأدآرت جسدهآ للخلف ويآليْتهآ لم تدِره T_T لأن المآكر جين لم يكن يصوِّب عليهمآ !! بل صوَّبَ للأسفل على الفرن لأنه لم يكن يريد قتل رآن بل كآن يريد تعذيبهآ وإيذآئهآ فقط ؛ من أجلِ أن يأتي إليهآ سينشي ذليلاً بآكياً وحينهآ يقتله .
أنت تقرأ
ran hug the dead (ران تعانق الموت)
Romanceمن اشهر قصص وروايات المحقق كونان العالمية لا تقولوا للاطفال اقرأوها بعدين احكموا