الجزء الثالث من رواية ( ران تحضن الموت )
اِخترقتِ الرصآصةُ زجآجَ الفرن ، ليندمجَ إشتعآلُ النآرِ في دآخله مع الغآزِ المُبَعثرِ بالهوآءِ في خآرجه ، ليتكون ذلك الإنفجآرُ الصغير المؤلم لأنهُ كآن مبآشرةً أمآمَ رآن وهيَ أمآمه ؛ تَمَزَّقَ الزجآجُ المتينُ السميك بقوة ..وتنآثرَ مع موجةِ اللهبِ التي جآءت إِثْرَ الإنفجآر ..لِتُصآبَ يدَآ رآن بالحروق الشديدة ، وتدخُلَ أربعَ زجآجآتٍ صغيرةٍ في وجهِهآ ، وزجآجةٌ كبيرةُ الحجمِ تدخُلُ في خدِّهآ وليس هذآ فقط ..فحتى وجههآ لم يسلم من شظى اللهب فيصآب أيضآ بحروق طفيفة ، تقعُ رآن على الأرض مغشيٌّ عليهآ بينمآ توجو الذي كآن يريد أن يفتديهآ بحيآته ليحميهآ لم يتأثر ولم يصبه شيء ..فقد أصبحت رآن هي التي حمته وافتدته ..لأن كل النصيب في الإنفجآر كآن لهآ .
كل هذآ وجين يتفرج عليهمآ والإبتسآمة والفرحُ الغآمر يملأ مُحيَّآه ، فذهب بعدهآ بسخرية ليخرج من المنزل وكأن شيئآ لم يحدث ، وتوجو يقول له وهو يمسك رآن الملقآة على الأرض صآرخآ :: توقف أيهآ اللعين . ولكن رآن أمآمه وفي يديه تكتفه وتقطع قلبه وتسيل دموع عينه بشدة ، فقد تحولت من ذآت الشكل الحسن والجميل إلى الشكل المؤلم والحزين ، وجههآ تسري فيه الدمآء بشكل مخيف ..والحروق تملأ جسدهآ وعينآهآ مغمضة مغشي عليهآ . خرج جين من بآب المنزل ..بينمآ أمسك توجو الهآتف مسرعاً يطلب الطوآرئ لإسعآفِ ابنتهِ الملقآةِ على الأرض ، حمل توجو رآن بيَدَيْهِ وخرج من المنزل وصآر ينزل من الدَّرَجِ وهو يحملهآ والدموعُ تسيلُ من عينيْهِ ألماً وحُزناً على رآن ، ومآ هي إلآ دقيقتآن حتى أصبحت سيآرة الإسعآفِ أمآمه .
في اليوم التآلي ..أخبروآ سينشي بمآ حصل لِرآن ، ومع أنهم لم يخبروه شيئآ عمن فعل ذلك ..إلآ أنه كآن متأكداً أن المنظمة هي التي تسببت بذلك ، فلم يذهب إلى المستشفى مسرعا كالجآهلين !! فقدِ استنتج سريعآ خطتهم وأصبح على يقينٍ بأن كل هذآ لأجله وأنهم الآن لآبد أن يكونوآ عند المستشفى ينتظرونه ليقضوآ عليه وعلى رآن ومن معهم مرة وآحدة . أخذ سينشي الهآتف واتصل على جودي واخبرهآ بأن المنظمة الآن عند المستشفى وعليهم الآن أن يكرروآ تلك المرآقبة والحمآية الشديدة التي كآنت لرينآ ميزونآشي ولكن الآن ليس لهآ ..بل لهُ ولِرآن . وفعلآ كمآ توقع سينشي فقد كآن جين وفودكآ بسيآرة البورش وكيآنتي وكورن على درآجآتهم النآرية ينتظرون قدوم سينشي للتخلص منه بسهولة بينمآ أنَّ فيرموث لم تكن معهم ، ولكنهم تفآجئوآ بأسطولٍ من سيآرآتِ عملآءِ الـFBi قآدمة نحو المستشفى !!! فمآ إن رأى جين ذلك وهو يمسك مقود سيآرته حتى قآل سريعآ :: سُحقاً ..لنذهب من هنآ .
ففروآ نآفدين بأنفسهم ، وأول مآ توقفت الـFBi أمآم المستشفى نزل سينشي من إحدى السيآرآت وهو لآ يترك ركناً أو مكآناً إلآ ويرمي إليه بصره بحذرٍ وتفقد ، وعندمآ انتشر العملآء في أرجآء المكآن صعد سينشي إلى دآخل المستشفى ذآهبآ إلى غرفة رآن ، وصل سينشي إلى الغرفة وخلفه جودي وعملآء الـFBi ، فتح بآب الغرفة فإذآ بذآك الوجه الجميل والجسد الجميل الذي كآن يزيِّنُ رآن قد ذهب في الهبآءِ المنثور ، ولم يبقى منه إلآ الضمآدآت والحروق والآلآم ، فتقطع قلب سينشي على حآل رآن وقطرآت الدموعِ تسيلُ على خدَّيْهِ حزناً وألمآ ، وكآن حولهآ توجو موري واِيري والمفتش ميغوري وسآتو وتآكآجي ؛ كلهم جآؤوآ من أجل رآن ، واستغربوآ من الذين جآؤوآ مع سينشي فَهَمَّ قآئلآ :: هؤلآء عملآء الـFBi الأمريكيين ، يلآحقون المنظمة منذ زمن بعيد . فاستغربوآ أكثر !! فصآرت جودي تشرح لهم من هي المنظمة السودآء وأن كونآن إيدوجآوآ الذي كآن يعيش معهم وبينهم هو ذآته سينشي الوآقف أمآمهم والغآئب عنهم منذ زمن طويل . فكآن صعبآ عليهم استيعآب الموقف !! فقآل عندهآ سينشي وهو يجلس بجآنب رآن ممسكآ يدهآ بكلتآ يَديْه :: إلى متى ستبقى غآئبة عن الوعي ؟! ..فقآلت إيري بحزن :: لقد قآلوآ أن غيبوبتهآ ستستمر يومآن أو ثلآثة ..ولآبد أن تبقى على السرير في المستشفى لمدة أسبوع حتى تكون قد تعآفت وأخذت قسطآ كآفيآ من الرآحة .
مر الوقت ومضى ، وبقي سينشي في الغرفة وحيداً مع رآن المُمَدَّدَةِ على السرير ، والهدوء يعمُّ المكآن ولآ صوت إلآ صوت أجهزة ضخ الدم ..وسينشي ينظر وهو مآ زآل جآلساً بجوآر رآن ودموعه لآ تتوقف أبداً ، ويده إلى الآن تمسك بيدهآ لآ يستطيع فرآقهآ ، فيلقي بوجههِ على السرير ويشد عليه وهو يبكي بحُرْقةٍ ويشدَّ على يدِهآ وكأنَّ هنآك شخصاً خلفه يخنقه !! ولكن ذلك بسبب آلآمه الدآخلية ..لأنه يعلم أن كل مآ حصل لرآن كآن بسببهِ هُوَ ..فيزيد ويزيد ألمه وحزنه . عآد توجو واِيري ومر الوقت وعآدت الشمس لتغرب والقمر ليظهر إلى أن تأخر الوقت ، فطلب سينشي من توجو واِيري أن يعودآ إلى المنزل فعملآءُ الـFBi سيبقون يحرسون المستشفى من كل نآحية ؛ نآم سينشي طِوَآلَ الليلِ بجوآرِ رآن وآضعاً رأسه على السرير وجآلساً على الأرضِ ممسكاً بيدهآ لآ يفآرقهآ حتى في نومه .
طَلَعَتِ الشمس ، وجآء الصبآح مخآدعاً بالفأل ، وصل توجو مع اِيري وأيضآ سنوكو والمفتش ميغوري وجآءت أيضآ هآيبآرآ مع أغآسآ ، ذهبوآ جميعآ إلى غرفة رآن ..ولكن !!! يآ للفآجعة !! عندمآ فتح توجو بآب الغرفة فإذآ بسرير رآن خآلٍ وسينشي ملقيٌّ على الأرض مغشيٌّ عليه !! والنآفذة مفتوحة ، فانطلق إليهآ ينظر إلى الأسفل ، فإذآ بالحرآس الذين كآنوآ يحرسون النآفذة من الأسفل أيضآ قد أُغمِيَ عليهم ، فكآد يجنُّ جنونه فقآموآ بإيقآظهم وأول شخص أيقظوه سينشي ..فقآلوآ له :: مآذآ حصل ؟؟ وأين رآن ؟؟؟ . سينشي المسكين لآ يعلم شيئآ ! فقد كآن طول الليلِ نآئمآ بجوآرهآ وهو متألم حزين عليهآ ، والآن يستيقظ ليجد أن رآن قدِ اختفت !! . أصبح الجميع يبحثون في المستشفى شبراً شبراً ، وحول المستشفى والأمآكن القريبة منه ويبحثون ويبحثون ولكن بلآ جدوى أو رَدِّ صدى .
مضى اليوم الأول على سينشي وكأنه شهرٌ وليس يوم ، والبحث مآ زآل مستمراً وسينشي لآ يستطيع أن يصدق كيف اختفت من أمآمه !! ولم يضع احتمآلآ في بآله بأن المنظمة هي التي قآمت بخطفهآ ..لأنه يعلم أنهم يريدونه هو ولآ يريدون رآن ..فكآن عقله مُشتَّتَ التفكيرِ لآ يعلم مآذآ يفعل !! أين اختفت رآن T_T ، مضى اليوم الثآني وتبعَهُ اليوم الثآلث ، وصآرت الأيآم تمضي وهم يبحثون في كل يوم لآ يكلون ولآ يملون .
بعد مرورِ أسبوعٍ على الحآدثة ..وفي وقتٍ متأخرٍ من الليل ، كآن سينشي في منزله وحيداً مُسْتلْقٍ على فرآشه وهو يضع يَديْه خلفَ رأسهِ ونآئمٌ على ظهره ، ويثني ركبتَيهِ وآحدةً على الأخرى ، ومآ زآل عقله عند رآن وكيف أن كل مآ يحصل لهآ بسببه فتعود قطرة الدمع لتسيل على خده لتعكس ضوءَ القمرَ الذي يأتي من النآفذة المفتوحة جوآرَ سريرِه . في هذه الأثنآء ..وسينشي يَصْفنُ بذكريآتهِ إذآ به يسمع صوت أحدٍ يرِنَّ جرسَ منزِلِه !! فيستغربُ ويمسحُ دمعَته ..ويقوم من سريره ليرى من الذي على البآب !! ومآ الذي قد أتى به في هذآ الوقت المتأخرِ من الليل !! . رايكم بلييز
أنت تقرأ
ran hug the dead (ران تعانق الموت)
Romanceمن اشهر قصص وروايات المحقق كونان العالمية لا تقولوا للاطفال اقرأوها بعدين احكموا