الفصل الخامس

3.2K 104 0
                                    

ها قد مرت ثلاث ساعات ولا زالت ( حياة ) بالداخل بين يدي الأطباء تصارع الموت في محاولة منها للرجوع لحبيب قد أوشك على أقتلاع قلبه ومنحه لها وهو ينتظر تلك الساعات القاسية أن تمر بسرعة فقد أوشك قلبه عن التوقف من فرط الأنتظار ..
دموعه تنهمر بقوة على كتاب الله الذي بين يديه وهو يرتل أيات سورة ( الرحمن ) وهو واثق كل الثقة بأن الله الرحمن الرحيم في سمائه السابعة أرحم بها منه ومن عائلتها ، أنهمرت الدموع ساخنه على وجنته  السمراء بقوة أكبر عندما أحس بقلبه يخفق بشدة !!

لا شك بأن حبيبته تتألم الأن !
وضع يده على قلبه يحاول تهدئة نفسه قليلا ليعود ويرتل الأيات بهدوء علها تكون سبب لشفاء قلبه الموجوع .. !

في حين جلست السيدة رابعة تبكي بصمت وعينيها معلقة على ذلك الباب المشؤوم ولسانها و يكف عن الأستغفار وطلب الرحمة من الله أن يأخذ بيد أبنتها الجميلة ويعيدها سالمة إلى أحضانها ، شهقه قوية صدرت عنها عندما تمثلت أمامها وهي بالخامسة من عمرها ..!

فلاش بااااك ....

تذكرت ذلك اليوم جيدا عندما كانت بالمطبخ تقوم بأعداد الطعام لأطفالها ، راجح كان بالخارج و حياة الصغيرة تلعب في صالة البيت ، لم تدري كيف نشب حريق في المطبخ بسرعة بعد أن هبت ألسنة الغاز بقوة لتحترق أواني الخشب التي كانت قريبة ..!
وبسرعة أنتشرت النيران بكافة أرجاء المطبخ لتقوم هي بالصراخ وهي تطلب من أبنتها أن تخرج من البيت قبل أن تصلها النيران ...

صرخت بقوة كبيرة وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها بسبب الدخان الكثيف :
- حياة حياة أخرجي يا حبيبتي وروحي بيت خالتو ثريا بسرعة ..

هنا سمعت حياة الصغيرة صوت والدتها لتنهض وهي تتجه ناحية الخارج عندما وجدت النيران تتصاعد من المطبخ .

ركضت وركضت بأقصى سرعة تتجه ناحية بيت السيدة ثريا لتهتف بدموع طفولية وهي تشاهد
( محمد ) ذلك الفتى الصغير الذي يبدو بأنه بدأ سن المراهقة مبكرا عندما شعر بأن قلبه يقفز فرحا كلما رآها. .

هتف وهو يمسك يدها يحاول تهدأتها :
- مالك يا حياة ؟

احتضنته بطفولية لتهتف لبكاء :
- ماما قاعدة بتنحرق ، ساعدها لو سمحت ...

وبسرعة كان يتصل بسيارة الأطفاء ليتم أخراج السيدة من البيت ونقلها للمشفى ..

هتفت حياة وهي تمسك بيد محمد قائلة :
- ماما كويسة ؟

أبتسم لها بهدوء يهتف :
- متخفيش ، شوية جروح خفيفة وهتخف بسرعة

لتقفز من الفرح عندما سمح لها الطبيب برؤية والدتها ..
هتفت وهي ترتمي بأحضانها قائلة :
- متسيبينيش مرة تانية يا ماما ، أنا مقدرش أعيش من غيرك ..

سرطان العشق ( كاملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن